هوية بريس – الإثنين 20 يوليوز 2015 بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحبابي الكرام: أيها المسكين أيها المتكبر المغرور، لا قبول ولا عمل مبرور.. يا متكبر يا شقي، لا منطق حلو ولا صدر نقي.. يا مفتخر يا غدر.. غديرك كله كدر.. مثلك لا يرضى به أحد، فهل يرضى به الواحد الصمد.. أتتكبر بالمال، فالمال ظل قالص، ومقيل أنت عنه غدا شاخص، أتفتخر بالكرسي.. فالكرسي من أخشاب.. وستحمل عليها إلى مكان لا أحساب فيه ولا أنساب.. أيها المتكبر اعقل واعلم.. وانظر إلى المثلاث وافهم.. ولا تنخ بهذه العقوة، إن كنت تخاف الشقوة.. فكم للدنيا من أكباد جرحى.. ومن أجفان قرحى، فلا تكن من سفلة القوم، الذين خاط عيونهم كرى النوم.. فجفوا عن النظر والاعتبار، وزلوا عن الأبصار والاستبصار.. أيها المتكبر لا تقل أنا أنا، فقد كب الله على مناخره، من زكى نفسه بمفاخره..، فالصادق من قوي إلى الله شوقه.. ورسخ في ثرى الطاعة عرقه.. أيها المتكبر ما تصنع بالقناطير المقنطرة.. وأنت عابر القنطرة..، يا من يشبعك القرص، ما كل هذا الحرص.. ويا من ترويك الجرع.. لماذا كل هذا الجزع.. أيها المتكبر أصلك من صلصال كالفخار، وفيك مرض التيه والفخار.. فخفض من غلوائك، وخل بعض خيلائك.. لماذا تتجبر، وتتعظم، وتتطاول، وتتجالل، وتتفخم، وتشمخ، وتزمخ، وتتفنج، وتتفحس، وتكمخ، وتتصلف، وتختال.. أما بلغك أنك من ماء مهين، من نطفة مستقذرة، أمرك مضحك، هذا أصلك وتتكبر.. ضعفك فيك، وحياتك من فيك، تقتات من خير ربك ثم تتجبر (كلا إنا خلقناهم مما يعلمون). يا شديد الصلف، أذكر يوم التلف، يا كثير السرف، أنت سليل النطف، يا عظيم التيه، هل من مثلك الكبر يواتيه؟ يا بذاخ يا متطاول، لا مفر من القبر مهما تحاول، يا أبلخ يا مكمخ، أنت بالعيب ملطخ، مختال فخور، وسكنك في القبور.. عجبا لأمرك، تفخر وتشذر، وتيه وصعر، وكبرياء وزور، في بطنك ما تعلم، وأصلك مما تعلم. يا مصروف، يا قرين الحتوف، يا مكسور الحروف، هون عليك، أتعبت نفسك، وأظهرت نقصك، وفضحت عيبك، ليس عندك ما يدعو للتكبر وتتكبر، حمقك ليس له نظير، كيف تتعالى وأنت الحقير، أم كيف تتجاسر وأنت الفقير..، أمرك يدعو للشفقة، فتكبرك مع ضعفك، وتجبرك مع فقرك، دليل انطماس بصيرتك.. ويكفيك إبعادا وذلة، قول رب العالمين (إنه لا يحب المستكبرين). وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.