اعتبر إمام مسجد الحسن الثاني الشيخ عمر القزابري، في مقال كتبه على ردا على أحمد عصيد، أن التخلي عن تفسير سورة الفاتحة يعني إلغاء تفسير القرآن كله، "لأن الفاتحة هي أم الكتاب، كما جاء وصفها في الكتاب، وهي السبع المثاني، وفيها جِماعُ المعاني". وكان الباحث أحمد عصيد قد دعا في شريط فيديو نشره على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، يعتبر فيه أن تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لإحدى آيات سورة الفاتحة لم يعد صالحا لهذا الزمان، ويجب التخلي عليه. واعتبر القزابري في مقاله الذين عنونه ب "إلى الذي قال: لم نعد بحاجة إلى تفسير النبي للفاتحة"، أن كلام عصيد لا يستحق الرد، ولكن "ولكن الغيرة على الدين وعلى سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، هي التي تدفعنا إلى الكلام"، يقول القزابري. وفيما يلي نص مقال الشيخ عمر القزابري: إلى الذي قال: "لم نعد بحاجة إلى تفسير النبي للفاتحة" بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أحبابي الكرام : هل أتاكم حديث إنسان تجبر، فَكّرَ وَقَدَّر، ثم نظر وعبس وبسر، فخرج بحل المشكلات، والتخلص من المعضلات، فقال وقوله الرجس، إننا لم نعد بحاجة إلى تفسير النبي صلى الله عليه وسلم (طبعا هو لم يقل صلى الله عليه وسلم)، انظروا إلى قلة الأدب، والرقاعة والوقاحة، يتكلم باسمنا وكأننا وكلناه (وكلنا عليه الله) يقول: إننا لسنا بحاجة لتفسير النبي للفاتحة، من أعطاك الحق حتى تتكلم باسمنا؟ نحن في أمس الحاجة إلى تفسير سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى سنته وطاعته، فهو إمامنا وأسوتنا وحبيبنا وقائدنا. وإن هذا الشعب المغربي العظيم يحب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، حبا لا تكاد تجد له مثيلا. أو تظن يا صفر اليدين، أن كلامك سيحرك شيئا من ثوابتنا.. لا ورب الكعبة، بل إن خرجاتك المغلفة بالمسخ، لا تزيدنا إلا تعلقا بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبا له.. فداه الروح والقلب، والأم والأب، عبثا تحاول، ألا قل للذين مِن خَلْفِك قول عبد نصوح، وحق النصيحة أن تتبع، قل لهم إن المغاربة شعب متدين بفطرته، محب للمصطفى بسليقته، إن أكثر إنسان رأيته يعتدي على ثوابتنا هو هذا المخلوق، اعتدى على قرآننا ونبينا صلى الله عليه وسلم.. وإذا لم يكن القرءان ومن أنزل عليه أعظم ثوابتنا. فماهي الثوابت؟ ألا تستحي أيها المتجاسر. ألا ترعوي أيها القاصر. ألا تعلم أنك تضيع أوقاتك. تقول وقولك أبشع من ضحك القرود. لم نعد بحاجة لتفسير النبي للفاتحة. عجبا لك من وقح، لقد أصبحت أضحوكة. وقصة يَتَنَدَّرُ بها الناس. ومن أين تريدنا أن نأخذ تفسيرنا أيها العالِم (والعين ظاء) هلا أتحفتنا بتفسيرها أيها الفنان (والنون تاء) فسرها لنا. فإنا إلى تفسيرك بالأشواق. وليس غريبا أن تفعل فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إذا لم تستح فاصنع ماشئت).. إنه من خلال دعوته إلى إلغاء تفسير الفاتحة، يدعو إلغاء تفسير القرءان كله، لأن الفاتحة هي أم الكتاب، كما جاء وصفها في الكتاب، وهي السبع المثاني، وفيها جِماعُ المعاني.. أَعْلَمُ أيها الأحباب أن أمثال هؤلاء لا يستحقون الرد.. لأنهم لا وزن لهم ولا قيمة.. ولله در القائل : وإذا بُلِيتَ بشخص لا خلاق له # فكُنْ كأَنَّكَ لم تسمع ولم يقل.. ولكن الغيرة على الدين وعلى سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، هي التي تدفعنا إلى الكلام. إن المحارب لله ورسوله ياويله، يركض في النهار خيله، ويطوي على الغفلة ليله، فهو كالذُّبابِ في المَطافِ والمَطَار، جيفة في الليل بَطَّالٌ في النهار، يلعنه الجديدان، ويشتمه القعيدان، يعيش ساخطا، ويموت قانطا، يا من يحاول تشقيق الكلام، ويمشي بين الناس مشي اللئام، ستَخْمُدُ جمرتك يوم يحشر الأموات من الأكفان فلا يرون فيها شمسا، وتسكن زفرتك حين (وخشعت الأصوات للرحمان فلا تسمع إلا همسا).. أدعوك إن كانت فيك من الحياء بقية، إلى التوبة قبل مباغتة المنية، فإن الساعة آتية، والحياة فانية، واعلم أنك إذا نزلت قبرك، تخلى عنك الذين يتولون اليوم أمرك، ولن يسأل أحد فيك، حتى الذين يضعون اللقم اليوم في فيك، وسيصبح حديثك هشيما تذروه الرياح، ومِنْ أَذاكَ الناسُ سترتاح.. يا واهم: ماغرك بربك؟ ما الذي رماك في حمأة جهلك؟ من الذي زين لك العناد وأنت ترى مصارع المعاندين؟ لم تجد ما تخرج به علينا من الابتكارات إلا أن تقول لسنا بحاجة إلى تفسير النبي للفاتحة؟ رحمة الله على سيدنا ابن الجوزي حين قال (الجنون فنون) إذا فقدت عقلك فالتداوي مشروع، وإذا استخففت بعقول الناس فأنت ملسوع، وإذا أردت صرف الناس عن القرآن فأنت عن ذلك ممنوع، فلقد حاول من هم أشد منك وأذكى وأدهى وأغنى، فذهبوا بغصتهم، وشرقوا بريقهم، وبقي القرآن، وستذهب كما ذهبوا، وستبقى الفاتحة، أنوارها لائحة، فهون عليك، فلن تبلغ قصدك، (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).. يا ناطح الجبل.. الخوف على رأسك لا على الجبل (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون) وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري