استشاطت الجريدة الإلكترونية "كود" غضبا من رئيس المجلس العلمي بآسفي، لا لشيء سوى لأنه تطرق في حلقة من برنامج "في ظلال الإسلام"، الذي يبث على قناة السادسة، لما يسببه التدخين والمخدرات والخمر من أمراض معضلة. وتحت عنوان "التخلف باسم الدين.. رئيس مجلس علمي رْبط إصابة الناس بالكونصير بالجنس والكَارو والقمر" رفضت "كود" ربط د.عبد الرزاق الوزكيتي بين تلك الأمور التي يحرمها الدين وبين السرطان، واعتبرت ذلك "كلاخ وتخلف ما عندو علاقة بالدين لا من قريب ولا من بعيد"، وفي هذا الإطار دعت "كود" وزارة الأوقاف والهاكا للتدخل وفرض مراقبة شديدة على ما يبث في القناة التي تحظى بمتابعة واسعة. صراحة الإنسان حين يسمع مثل هاته السخافات يضطر لقرص جلده ليتأكد هل ما يقرأه ويسمعه حقيقة أم أضغاث أحلام، فربط التدخين والخمر والمخدرات بالسرطان بات أمرا لا يمكن أن يشكك فيه أحد، حيث أثبتت دراسات علمية متعددة ذلك، وإذا كانت هيئة تحرير "كود" التي تدافع مغمضة العينين عن هذه الموبقات وغيرها وتشكك في هذه الصلة، فأنا لا أدعوها لاستعمال محرك البحث "جوجل" وإنما بالتوجه إلى المعهد الوطني للأنكولوجيا سيدي محمد بن عبد الله التابع لمديرية المستشفى الجامعي بن سينا بالرباط، أو لمركز السرطان بالدار البيضاء، وهو قريب منها، لتقف على ما يسببه الخمر والمخدرات والتدخين من أنواع فتاكة للسرطان. طبعا، لا يمكن أن يغيب عمن نشرت الخبر المثير في "كود" ما يعانيه المغاربة من أمراض في المستشفيات بسبب تلك الموبقات، فقد بات -تقريبا- كل مغربي إلا وله صلة أو قرابة بأحد أصيب بالسرطان بسبب الخمر أو المخدرات أو التدخين.. لكن المرجعية الفكرية العلمانية اللادينية التي يتبناها المنبر تحتم ليه أن يدافع عن "الطاسة والنشاط" وإن على طريقة "تغطية الشمس بعين الغربال". أضف إلى هذا فحينما نتحدث عن منبر "كود" فيجب أن نستحضر أنه سبق وسخر من السجود وصلاة التراويح والنبوة والرسل ووصفهم "بيزنس وبريكول تاراسوليت ممكن يزدهر في أي مكان..!"، وما فتئ يشجع علنا على الإلحاد والدعارة والزنا والخيانة والخمر..!! إضافة إلى أنه اعتبر الفن الذي يسوق له المخرج المثير للجدل نبيل عيوش (أرقى من الله)، -تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا-، وبهذا الاعتبار فلا يعد مستغربا مهاجمته لرئيس المجلس العلمي بآسفي بسبب لا يكاد ينكره أحد. الغريب في تعليق الجريدة التي تتبنى خطا إلحاديا وتنشر يوميا عشرات الصور المخلة بالحياء، ومواد إعلامية للتطبيع مع كثير من الموبقات، ليس هو نفيها لعلاقة السرطان بالخمر والتدخين وما شابه، وإنما في رسمها لنوع التدين الصحيح الذي يجب أن نتبعه، وحكمها على كلام رئيس مجلس علمي بأنه "كلاخ وتخلف ما عندو علاقة بالدين لا من قريب ولا من بعيد"! أظن أن "الكلاخ والتخلف" هو نفي الحقائق العلمية، وتدخل الصحفي أو من ينتسب للصحافة، في تخصصات لا قبل له بها، واستدعاء الوزارة والهاكا لمصادرة الرأي وقمع المخالف.. هذا هو "بات وجد التخلف والكلاخ". ولكن ما عسانا نفعل فقد عم الجهل، وابتلينا بمنابر تمرّر الأيديولوجيا عبر الصحافة، وتحارب الدين بدعوى الغيرة عليه!