هوية بريس – عبد الله مخلص كثرت هذه الأيام الخرجات الإعلامية المثيرة والمستفزة للرأي العام، فمن قرار وزير منعَ إيقاظ الأطفال لأداء صلاة الصبح، ثم المطالبة بقانون يبيح الزنا واللواط وكل العلاقات الجنسية، إلى إنكار عذاب القبر.. خرجات توحي بأن التيار العلماني في المغرب رفع سقف مطالبه ولم يعد يعبأ بأي شيء، لا دين، ولا قانون، ولا رأي عام.. شعاره سأفرض رأيي وما أريكم إلا ما أرى.. ومقابل هذه الحرية غير المحدودة، تجدهم يمارسون أخبث أساليب الإقصاء والاضطهاد والقمع والمصادرة لحرية الآخر، تماما كما وصفهم بذلك العلماني علي حرب في "أوهام النخبة" (طالَبوا بالحرية ليمارسوا الاستبداد، ويتعاملون مع العلمانية بعقلية لاهوتية.. فكم من مطالب بالحرية يتعاطى مع هذا الشعار بصورة إمبريالية، وكم من ساع إلى تحقيق العقلانية يجعلنا نترحم على السلفية). ومن صور هذا الإقصاء الذي تحدثنا عنه، الخبر الذي نشره اليوم الجمعة 23 فبراير 2018 موقع "كود" بعنوان "خطاب داعش كيتروج في مساجد المغرب". حيث حاول هذا الموقع الذي يتبنى خطا تحريرا إلحاديا أن يكتم أنفاس خطيب بالدار البيضاء، ومارس ضده التحريض، لا لشيء سوى أنه تحدث عن تبرج المرأة، وربط "كثرة الأمراض وتزايد الكوارث الطبيعية بارتكاب الذنوب والمعاصي"، فلم يتوان هذا الموقع المثير للجدل أن يتهم الخطيب أنه يستعير مفاهيم من "قاموس الدواعش" في الوعظ والإرشاد. فالأمية الدينية، والبحث عن البروبغندا، إضافة إلى الحقد الأيديولوجي على كل ما فيه رائحة الإسلام، أسباب تدفع هذا الفصيل إلى تصديق أن كل ما خالف هواه ينتمي لفكر داعش، والجواب عن هذه الهرطقات سهل جدا، وهو أننا ننصحهم أن يراجعوا: لا كتب المذهب المالكي فحسب، ولا المذاهب الإسلامية الأخرى، وإنما كتب اليهودية والنصرانية فسيجدون فيها أن الذنوب والمعاصي سبب في نزول العذاب، وأن الزنا واللواط والتبرج حرام. فهذه الموبقات محرمة فطرة وشرعا وحسا وعقلا، ولا يجادل فيها إلا من اختار لنفسه أن يتقيد بأفكار بشرية وضعية، ويخرج من رحابة الحرية الشرعية إلى ضيق التبعية والعبودية. يشار إلى أن موقع "كود" سبق وسخر من النبوة والرسل ووصفهم ب"بيزنس وبريكول تاراسوليت" ممكن يزدهر في أي مكان..!!! ومافتئ يشجع علنا على الإلحاد والدعارة والزنا والخيانة والخمر..!! إضافة إلى أنه اعتبر الفن الذي يسوق له المخرج المثير للجدل نبيل عيوش (أرقى من الله)، -تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا-.