مباشرة بعد نشر د.أحمد الريسوني مقاله المعنون ب"أنا مع الحريات الفردية" تناسلت التدوينات والتعليقات والردود والمقالات.. بين سابّ ومحرض ومستهزئ.. لا لشيء سوى لأن هذا الفقيه عبر عن رأيه بخصوص النقاش الدائر حول الحريات الفردية والجنسية بالذات. وقد كان لهذا الرأي أن يمرّ كسابقيه، خاصة وأن مناضلي التيار العلماني لا يقصرون في استهداف "الإسلاميين" وكثير من أحكام وقيم ورموز الدين، لكن يبدو أن رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد أصاب دعاة الإباحية في مقتل، وأفسد عليهم "نشوتهم النضالية"، واستغلالهم لحادث اعتقال ابنة أخيه. فكثير من المنابر الإعلامية المساندة لحريات "تحت الحزام" هاجمت وبقوة الفقيه المقاصدي، ورمته بكل ما يمكنك تخيله من عبارات قادحة وأوصاف قبيحة، لكن يبقى ما أقدمت عليه الجريدة الإلكترونية "كود" أخطر ما جاء في الباب. حيث رمته بالكفر وزعمت أن الله لن يغفر له، وحتى لا أتدخل فيما نشرته أترك القارئ الكريم مع ما جاء في مقال موقع باسم حامد زيد تحت عنوان "كافر وعدو لله ولا يجرؤ أن يكتب ما كتبه أحمد الريسوني عن نساء مغربيات! المؤمن الصالح حسب الريسوني هو الشتام الذي يسب الناس ويدافع عن المغتصب ويتهم الضحايا": "- المنحلون. والفاسدون. والنمامون. وعديمو الأخلاق. والمشركون. بزهم الريسوني جميعا. – مع أني لست عالما في الدين. ومع أني لا شيء. وبفطرتي. وبعقلي. أرى أن الله لن يغفر للفقيه أحمد الريسوني. – حتى يظن القارىء أن أحمد الريسوني كفر بالله. – حتى أنك تشعر أنه لم يعد يخشى خالقه. – وهل الكفار أم أمثال أحمد الريسوني. – بز الملاحدة وليس أول مرة. وليست زلة لسان. ولا فلتة. بل للرجل سوابق كثيرة. وحالات عود. – حتى أنه صار ينفر من الدين ويحبب الكفر إلى النشء"اه. ف"كود" التي تتبنى خطا إلحاديا في الفكر، وبورنوغرافيا في السلوك، صارت تعظ في الأخلاق والشرف، وتحدد من سيدخل النار ومن سيحرم منها! ولك أن تتخيل أيها القارئ الكريم لو قام "إسلامي" واحد وقال عشر معشار ما قالته "كود" بحق الريسوني في أحد مناضلي التيار اللاديني، فحينها سيشنف أسماعك خطاب الجمعيات الحقوقية والمنابر الإعلامية ومطالبتهم بإخراج قانون تجريم التكفير، وشجب دعاة الحقد والكراهية، وحث وزير الأوقاف على التدخل بقوة ووضع حد لهذا الخطاب الداعشي المتطرف..أمَا وقد قالها لادينيون فالأمر هيّن بل مندوب، لأن كل الوسائل مباحة في حرب "الإسلاميين". يشار إلى أن موقع "كود" الذي يزعم اليوم أنه يغار على الإيمان والإسلام والأخلاق من تصرفات الريسوني، هو من سبق وسخر من صلاة التراويح والنبوة والرسل، ووصفهم ب"بيزنس وبريكول تاراسوليت" الذي من الممكن يزدهر في أي مكان..! ومافتئ يشجع علنا على الإلحاد والدعارة والزنا والخيانة والخمر..! إضافة إلى أنه يعتبر الفن الإباحي من مثل ما يسوق له المخرج المثير للجدل نبيل عيوش (أرقى من الله)، -تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا-.