بحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الثلاثاء، مع العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، بالعاصمة السعودية الرياض، ما تتعرض له القضية الفلسطينية من "أخطار ومؤامرات". وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، "وفا"، إن "عباس" الذي وصل، الاثنين، في زيارة للرياض تنتهي الثلاثاء، بحث مع العاهل السعودي "الوضع السياسي الراهن، وما تتعرض له القضية الفلسطينية من أخطار، خاصة مدينة القدس". وأطلع "عباس"، العاهل السعودي، على "مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية والتطورات السياسية، في ظل الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته". وأشارت "وفا"، إلى أن "عباس" أطلع العاهل السعودي على "المؤامرات التي تحاك لتمرير ما يسمى الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط، والمعروفة إعلاميا بصفقة القرن". و"صفقة القرن"، هي خطة سلام تعدها الولاياتالمتحدة، ويتردد أنها تتضمن "إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل". من جانبه، قال نبيل شعث، مستشار الرئيس الفلسطيني للعلاقات الدولية، إن عباس قدم للعاهل السعودي شرحا للموقف الفلسطيني الرافض للمشاركة في مؤتمر "وارسو"، الذي تنطلق أعماله غدا الأربعاء. وتستضيف العاصمة البولندية مؤتمرا دوليا تعقده الولاياتالمتحدة حول الشرق الأوسط. وفي تصريح للأناضول، وصف شعث زيارة عباس للسعودية ب"الهامة"، لافتا إلى أن المملكة "تلعب دورا هاما في السياسة العربية، في ظل المتغيرات الدولية الجارية". ويأتي اللقاء بحسب شعث، ل"حث السعودية على مواصلة دعمها المالي والسياسي لفلسطين"، مشددا على "دور المملكة في مساندة القيادة الفلسطينية في مواجهة صفقة القرن". وذكر مستشار الرئيس الفلسطيني أن الموقف السعودي "يؤكد على تمسكه بمبادرة السلام العربية، ورفض التطبيع مع إسرائيل قبل حل القضية الفلسطينية". وتابع أن "عباس قدم للقيادة السعودية شرحا حول رفضنا المشاركة في مؤتمر وارسو". وقال: "نحن نرى في المؤتمر مصلحة إسرائيلية لتطبيع العلاقات مع الدول العربية بدلا من الحل العادل للقضية الفلسطينية". وفي السياق ذاته، قالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، أن الملك سلمان جدد، الثلاثاء خلال جلسة مباحثات مع عباس، "التأكيد على وقوف المملكة الدائم مع فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية". وجرى خلال الجلسة بحث مستجدات الأوضاع على الساحة الفلسطينية. وحضر اللقاء، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ. كما حضره أيضا رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، وسفير فلسطين لدى السعودية باسم الأغا. والجمعة الماضي، قال مسؤول أميركي رفيع، إن مسؤولين فلسطينيين تلقوا دعوة لحضور المؤتمر. وقال المسؤول للصحفيين:" لقد طلبنا من السلطة الفلسطينية إيفاد ممثلين لهذا الحدث (..) الاجتماع سيكون مناقشات وليس مفاوضات، عن الشرق الأوسط". وأوضح المسؤول أن مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر، سيبحث خلال المؤتمر "جهود الإدارة لدفع عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وسيجيب على أسئلة يوجهها الحضور". وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن أكثر من 40 دولة ستشارك في المؤتمر الذي تستضيفه العاصمة البولندية في الفترة بين 12 و14 فبراير. وتوقفت المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية في إبريل عام 2014 بعد رفض إسرائيل وقف الاستيطان والقبول بحل الدولتين على أساس حدود 1967 والإفراج عن معتقلين من السجون الإسرائيلية، وفقا للأناضول.