على الرغم من تراجع ثروته الخاصة بما لا يقل عن أربعة مليارات دولار هذا العام إلا أن رجل الأعمال السعودي ورئيس شركة المملكة القابضة الأمير الوليد بن طلال ما يزال يتصدر قائمة أغنى 50 شخصية عربية لعام 2008 بثروة تقترب من ضعف ثروة صاحب المركز الثاني على القائمة الملياردير الكويتي ناصر الخرافي. وتبدو آثار الأزمة الاقتصادية واضحة على معالم أصحاب الثروات في المنطقة العربية حيث شهدت القائمة التي تصدرها مجلة أريبيان بزنس بصورة سنوية، تقلبات متعددة في مراكز الأغنياء هبوطاً وصعوداً. وقال أنيل بهوريول كبير محرري المجلة والمسؤول عن الفريق الذي أعد القائمة التي صدرت أمس أن السؤال المحوري هذا العام لم يكن كم كسب كل شخص بل كم خسر كل واحد منهم. "" وشهدت القائمة سيطرة سعودية إذ بلغ عدد الأثرياء السعوديين (16 ثرياً) يشكلون 32 % من إجمالي القائمة، يليهم الإماراتيون بثمانية أثرياء ومن ثم الكويتيون بسبعة أثرياء. وتساوت كل من مصر ولبنان من حيث عدد الأثرياء حيث مثل كل بلد خمسة أشخاص على القائمة. وكان التواجد الأقل في القائمة من نصيب العراق والبحرين بواقع شخصين لكل دولة على القائمة. ويأتي في مقدمة القائمة الأمير الوليد بن طلال بثروة مقدارها 17.08 مليار دولار بعد خسارته ما لا يقل عن أربعة مليارات دولار هذا العام بسبب الأزمة المالية العالمية خاصة أنه من أكبر المساهمين في مجموعة سيتي جروب الأمريكية المضطربة والتي استغنت حتى الآن عن 50 ألف موظف. وقالت المجلة إن هذه هي أكثر الأرقام صحة حول ثروة الوليد الحالية حيث سمح الأمير الوليد لفريق إعداد القائمة بالاطلاع على كل حساباته ومعلوماته الشخصية. وتراجع نفوذ الأسر الثرية هذا العام بعد تواجد ثلاث أسر عربية في المراتب العشر الأولى مقارنة بخمسة أسر في العام الماضي 2007. وجاء ذلك بسبب تفكيك ثروة أسرتين إلى ثروة أفراد وهما أسرة الراجحي السعودية وأسرة الحريري اللبنانية من بعد أن كانت ثروتهم معلنة بشكل مجتمع في العام الماضي. وحافظت أسرة العليان (7.2 مليارات دولار) وأسرة ابن لادن (7.2 مليارات دولار) على وجودهما بين العشرة الأوائل للعام الثاني على التوالي بينما انضمت إليهما أسرة كانو البحرينية (6.1 مليارات دولار) والتي تعتبر مجموعتها التجارية في السعودية أحد أقدم ثلاث شركات تجارية في المملكة. أما ثاني أغنياء المملكة على القائمة فكان رجل الأعمال معن الصانع صاحب مجموعة سعد للمقاولات ومستشفيات سعد في المنطقة الشرقية. واحتل الصانع المركز الثالث على القائمة بثروة مقدارها 9.3 مليارات دولار. وعلى الرغم من استثماراته الضخمة في القطاع المصرفي العالمي إلا أن الصانع الذي يصاهر أسرة القصيبي التي جاءت في المرتبة 19 على قائمة أغنى أثرياء العرب هذا العام، تمكن من النجاة بحصته البالغة 3.1 % في عملاق المصارف البريطانية مجموعة (إتش إس بي سي(. وكان بنك (إتش إس بي سي) ثاني أكبر بنك في العالم قد استطاع إدارة استثماراته بذكاء في الأزمة التي عصفت بمعظم البنوك العالمية ومنها مجموعة سيتي جروب المضطربة التي يستثمر فيها الصانع أيضاً. وجاء رجل الأعمال السعودي محمد بن عيسى الجابر في المرتبة الرابعة على القائمة بثروة قدرها 8.8 مليارات دولار ليكون ثالث أغنى أغنياء المملكة. والجابر هو أحد أكبر أقطاب الفندقة والسياحة في الوطن العربي حيث يمتلك ويدير من خلاله مجموعته التجارية (إم بي آي الدولية) أكثر من 75 فندقاً في العالم نصفها في فرنسا حيث بدأ مشواره مع الفنادق في العام 1988 من خلال استحواذه على أربعة فنادق. وكان الجابر قد أثار جدلاً واسعاً في وسائل الإعلام الغربية مطلع هذا العام بعد انسحابه من صفقة لشراء 20 % من الخطوط الجوية النمساوية بسبب إخفائها لبعض خسائرها في القوائم المالية التي قدمت له أثناء المفاوضات. وأثرت الأزمة المالية العالمية على استثمارات رابع أغنى أغنياء السعودية وخامس أغنياء العرب رجل الأعمال السعودي محمد حسين العمودي الذي يعتبر أكبر المستثمرين الأجانب في السويد وأثيوبيا. ووضعت ثروة العمودي البالغة 8.8 مليارات دولار، قدمه في القائمة ليحافظ على تواجده من بين العشرة الأوائل للعام الثاني على التوالي. ويستثمر العمودي الذي ولد في أثيوبيا معظم أمواله في قطاع المصافي والنفط. ويمتلك العمودي مصافي في كل من المغرب والسويد ويمتلك في المملكة شركة "نفط للخدمات البترولية" والتي تنتشر محطاتها في كل أرجاء المملكة. وقالت المجلة إن استثمارات العمودي في السويد تأثرت كثيراً هذا العام من جراء الأزمة المالية العالمية بعد أن دخل الاقتصاد السويدي في مرحلة ركود في الربع الثالث من العام الحالي. ومن مصر كان الأبرز هي أسرة سويرس التي تمتلك مجموعة أوراسكوم والتي تراجعت ثروتها كثيراً هذا العام بسبب هبوط الأسهم المصرية، فبعد أن كانت الأسرة التي تمتلك شركة موبينيل للاتصالات في المركز العاشر في العام الماضي احتلت هذا العام المركز 23. وشهدت القائمة تواجد أثرياء العراق للسنة الثانية على التوالي حيث تواجد شخصان من العراق هما الكردي نظمي آوجي (2.8 مليار دولار) وشوان الملا (3.4 مليارات) الذي يدير أعمال إنشاءات ضخمة في العراق بعد سقوط النظام العراقي السابق. وألغت محكمة باريس الجزائية مذكرة الاعتقال الدولية بحق نظمي أوجي أغنى العراقيين في العالم، تمهيدا لتبرئته من تهم كانت وجهتها إليه في صفقة شراء مصفاة النفط الإسبانية "أرتويل" التي كان يملكها مكتب الاستثمار الكويتي، وفق حكم من قاض فرنسي. وأوجي يبلغ من العمر65 سنة، ويقيم في لندن، حيث يشغل منصب الرئيس الفخري للمنظمة العربية الإنجليزية، إضافة إلى رئاسته لمجموعة "جنرال مديتيرانيان" التي تقدر استثماراتها بمئات الملايين من الدولارات في المنطقة العربية.