لم يسبق لمجلة «فوربس» العالمية، المتخصصة في حساب ثروات أغنياء العالم، أن قامت بإدراج أسماء الأثرياء المغاربة في لائحتها السنوية، وهذه السنة أيضا لم تخلق المفاجأة ولم تذكر أي اسم من أسماء الأغنياء المغاربة الكثيرين، واكتفى تصنيفها السنوي الذي صدر الأربعاء الماضي بالتركيز على الملياردير الأمريكي «بافيت واران» الذي تربع أخيرا على عرش أغنى رجل في العالم بثروة قيمتها 62 مليار دولار، أي ما يقارب 496 مليار درهم مغربي، ما يعني أن هذا الرجل لوحده يملك أكثر مما في خزينة الناتج الداخلي الخام المغربي الذي يقارب 450 مليار درهم، بعد أن زاد صافي ثروة هذا الغني بمقدار عشرة مليارات دولار، نتيجة ارتفاع قيمة أسهم شركة «بير كشاير هاثاواي» القابضة التي يملكها، في العام الماضي. ولم تضم قائمة «فوربس» لأغنياء العالم أيا من الأغنياء المغاربة، حتى بالنسبة إلى لائحتها المخصصة لثروة الملوك والأمراء والزعماء السياسيين، مما يدفع العديد من المراقبين إلى الحديث عن «الدور السياسي الذي تلعبه هذه اللائحة في العالم من خلال خلق توازنات مشبوهة في العلاقات الدولية»، وهو ما دفع المتتبعين في الصحافة العالمية إلى التساؤل «لماذا يتم الحديث عن ثروة كاسترو وثروات رجال أعمال الصين دون الحديث عن أموال طائلة تملكها شخصيات أخرى؟». وشملت لائحة المعفيين من إحصاءات «فوربس» لهذه السنة كلا من الجزائر، تونس، المغرب، ليبيا، موريتانيا ودولا أخرى. وكانت أكبر مفاجآت قائمة الأغنياء، التي تعدها مجلة «فوربس»، لهذه السنة هي فقدان رجل التكنولوجيا والحواسيب بيل غيتس، مؤسس شركة «مايكروسوفت»، للقب أغنى رجل في العالم الذي حمله طوال 13 عاما لصالح مواطنه وشريكه في أعمال البر والإحسان «وارن بافيت»، هذا الأخير (77 عاما) الذي غالبا ما كان يرد اسمه بين أغنى ثلاثة رجال في العالم منذ عدة سنوات، والذي يحمل للمرة الأولى هذا اللقب. وأكدت «فوربس» أن «الأمر الرائع هو أن بافيت يترأس هذه اللائحة في وقت يمنح فيه أمواله من أجل أعمال الخير»، في إشارة إلى الشراكة التي تربط «بافيت» و«غيتس» في هذا المجال منذ عام 2006. الملفت أيضا في تصنيف عام 2008 أن عدد الذين يحملون لقب ملياردير تجاوز للمرة الأولى عتبة الألف شخص ووصل إلى 1125 شخصا مقابل 946 السنة الماضية. والتقدم المثير في لائحة «فوربس» كان للهندي أنيل أمباني الذي زادت ثروته بحوالى 8.23 مليارات دولار وشقيقه موكش أمباني الذي زادت ثروته ب 9.22 مليارات دولار، وهما وريثا مؤسس «ريلاينس انداستريز» التي تعتبر أكبر مجموعة خاصة في الهند. كما اعتبرت «فوربس» أن من بين أبرز ما جاءت به قائمة التصنيف الجديدة هو صغر سن الأثرياء الجدد في العالم، لاسيما بفضل الأثرياء الشبان من روسيا والصين، حيث بلغ معدل أعمار الأثرياء 61 عاما (مقابل 62 عاما السنة الماضية)، بينهم ما معدله 46 عاما في روسيا و48 عاما في الصين الشيوعية. كما أن الأثرياء الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما بلغوا رقما قياسيا هو 50 شخصا، نصفهم دخلوا القائمة هذا العام فقط، وأصغر ملياردير عمرا في العالم هو مارك زوكربيرج، 23 عاما، مؤسس موقع فيس بوك الاجتماعي على شبكة الإنترنت وقدرت المجلة ثروته بنحو 1.5 مليار دولار. لكن قائمة تصنيف «فوربس» أشارت إلى ارتفاع كبير في عدد الملتحقين بنادي المليارات العرب، حيث ازداد إجمالي الثروات العربية إلى 223.6 مليار دولار، وقد تصدرت السعودية مرة أخرى المركز الأول ب13 مليارديرا، وتلتها الإمارات بخمسة مليارديرات، والكويت ومصر ب4 مليارديرات لكل منهما. هذا بالإضافة إلى رجل الصناعة المكسيكي من أصل لبناني كارلوس سليم، الذي صعد إلى المركز الثاني، حيث رفع ثروته بنحو 11 مليارا لتصل إلى 60 مليار دولار. ولكن المفاجأة في قائمة «فوربس» العربية لهذه السنة هي تواصل تراجع الأمير الوليد بن طلال واستمرار خروجه من قائمة أغنى 10 أشخاص في العالم، فقد تراجع الأمير السعودي، 51 سنة، إلى المركز التاسع عشر بعد أن كان في الرتبة الثالثة عشرة في العام الماضي، وبعد أن كان ثامنا في العام السابق، وخامسا في عام 2005، لكن هذا لا يعني أن ثروته انخفضت، بل على العكس من ذلك فقد ارتفعت بنحو 700 مليون دولار لتبلغ 21 مليار دولار. وقالت «فوربس» إن «ثروة أرملة رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري ارتفعت بنحو 400 مليون دولار إلى 1.4 مليار دولار»، لتتقدم إلى المركز 843، بينما احتلت ابنتها هند الحريري التصنيف 1014 بثروة قدرها 1.1 مليار دولار، فيما تقدم سعد الحريري من المركز 407 إلى الموقع 334 بعد أن رفع ثروته إلى 3.3 مليارات دولار.