نريدكم جبناء تخشون الحبال إذا تحركت وتظنونها مشانق .نريدكم أن تقعوا في أيدينا مستسلمين ، كصيد ثمين وقع في شراكنا مرة واحدة وبلا معاناة . لا تنشغلوا بالأمر ، فنحن سنسهل عليكم التكيف مع واقعكم الجديد الذي اخترناه لكم ، سنسهل عليكم تحولاتكم ، والتغيير الذي سيصاب به مركز ثقل إيمانكم وتكتلاتكم كي تذهب ريحكم وتصبحوا كل في واد كحجارة الشتات .وسنعمل على كسر حاجز مناعتكم لتصبحوا طائعين خانعين .كي يصدق عليكم قول الشاعر: ياقوم لا تتكلموا فإن الكلام محرم ** ناموا ولا تستيقظوا مافاز إلا النوم. "" تحلل فانحلال أول ما نبدأ به فطامكم عن عقيدتكم، وسنشعركم بأنكم أصبحتم ديموقراطيين فلا تحدثوا أنفسكم بالعدالة ، فالعدالة تختص بها السماء ونحن على الأرض . حدثوا أنفسكم بالمساواة في الهواء ، غنينا كفقيركم فنحن فيه سواء .وإذا كانت للعلوم ناصية فنحن أصحابها وأنتم التابعون. وإذا كان للغنى شعب فنحن أصحابه ، اكتسبناه بالسهر، فلا تنازعوننا فيه ، فنحن سوف لن ننازعكم في سهراتكم التي تطول . فقمركم مكتمل النور وساعات العشق حلت ، فتعاشقوا مثنى وجماعات ، وفقط تجنبوا جماعات إيمانكم حتى لا تتحولوا إلا مارقين فتغضبوننا. فنحن فتحنا لكم سبيل كل شيئ إلا التمرد. صنعنا لكم " الموبايل " وحررنا لكم المرآة ، وحررناكم من أطفالكم فلا تثعبوا أنفسكم بتربيتهم، فنحن الأولى بتوجيههم عن بعد عبر " النقال" والأنترنيت والمحطات الفضائية. فليمتزج البنات بالبينين وليقطفوا ثمرات الحب الذي ينسجونه بأنفسهم . لن يكونوا بعد اليوم محتاجين لآبائهم ولا لفقيه يعلمهم الجهاد . لا جهاد إلا في الواقع كي يعيش الانسان زمانه وشبابه ويناعته ولحظات نضجه . فلا تتسببوا في سوداوية أفكارهم وأنتم تحدثونهم عن الجنة والنار فيفزعون . فالمقاهي والملاهي وكل شيء يغمر الروح بالنشوة في متناولهم اليوم ، من السيارة إلى الطائرة فالسجارة وماء الحياة رهن الاشارة ، فليحزموا حقائبهم وليسافروا وليغامروا وليلطفوا أسماعهم " بالريجي " و " الهوب هوب " و الراب " عوض صوت مؤذن خشن . وعوض رائحة رجل واحد ، فليتصرفوا ليغترفوا ما يشاؤون من روائح رجال من كل الديانات. وليتبعوا وصية الست بنات فاس مع رولاندوا ، فالعشق لم تبق له قبلة واحدة . تحريف القيم إن المدارس لا تنتج إلا الخوف ، والانهزام والاحباط ، وتعلم الانضباط والحب الخالي من العطاء .فلا تقرأوا كتب التاريخ بعد اليوم ، ولا كتب الايمان . وهذبوا أسماعكم بالموسيقى وأنتم في المنزل ، في معزل، وفي الساحة، في الفصل . ولا تحرموا أساتذكم مما تستمعون إليه وما تحمله " موبيلاتكم" من صور الخلاعة ، فهو حقكم الذي لا ينازع ، وهو ضمن التربية الجنسية خارج إطار التحرش. فلتكتحل الطالبة عيننيها، ولتصفف شعرها، ولتستعمل أحمر الشفاه قبل خروجا للدراسة ، ولتبتعد عن الشبهات الحجابية .وإن نظر إليها أستاذها أكثر من نظرة فلتشهر سلاحها ضد التحرش الجنسي .لا مانع من التذخين والأستاذ يشرح ، لا مانع من الجعة بين الحصص .فتناول عود مخذرات شرط للتركيز والانتباه ، وتوسيع الخيال ، وشطب عوامل الخجل أثناء المناقشات الدراسية والحوارات الثتائية.ومن أجل تطوير علاقاتكم الاجتماعية ، وإغناء رصيدكم اللغوي " فالشات " يفتح لكم مجالات التخاطب والتعارف . فلا وطنا للإيمان بعد اليوم، ولا للشهامة ولا للطهارة بعد العولمة ، والتعولم . فلا تتحجروا باكتسابكم أخلاق أفلاطونية .أسطوانة ( إنما الأمم الأخلاق ) كذبة ولدت التأخر والفقر . فلا تتأخروا بركوب قطارعالم القيم ، واركبوا زمن الحرية واسبحوا بأجنحة غير منكسرة ، وتمتعوا بالحياة فهناك قروض لهذا الامر وبنسب مشجعة . خراب الأسرة " لو كان فيهما آلهتان لفسدتا " عن السماء ، أما الأسرة المعاصرة فليكن لها ربان : ربة منزل ، وسيد منزل. وليصبحا شريكان منذ أول يوم على نفس القدر من الحرية في الدخول والخروج ، ونفس الحقوق إذا ما توفي الأبوين .كما لهما نفس الحق في السفر، واستقبال الرجال والنساء في بيت الزوجية.وإن تنازعا ، فليعلم الرجال أن حق زوجاتهم مضمون تحت عنوان " الكفالة".أما الطفل فله حرية اختيار بين تربية الأب وتربية الأم. فإن كان أحدهما قاسيا فليختر الآخر. المراد هو أن يصبح أعضاء الاسرة أحرارا لا تابعين .لينعم كل فرد بوجوده . نحن المنظرون للوجودية من أجلكم .ولو أحس أي من أفراد الأسرة " بالغربة " فليعلم أنه وصل درجة " الاتحاد التصوفي" مع نفسه .بعده لن يعرف إلا وجوده، و بعد أن بنفي غيره.مما سيجعله آمنا من غضبنا، ومحاطا بعنايتنا. السلطة هي الباقية بعد خرابكم سموا أنفسكم ما تشاؤون ، ضحايا ، أو شهداء ، فهناك لحد لكل واحد كي يستريح ، ونستريح من شغبه . كونوا " هوتوا" أو " توتسي " في فلسطين او الفلبين لا فرق في زمن العولمة بين إيمان في دارفور وإمان في الخليل. يهمنا إيمانكم بالسلطة فقط ، كي نعطف عنكم . فلا تحاولوا ذكر السلطة بسوء، فالسوء يصدر من بينكم ليحرقكم ولن يمسنا سوء. فالسلطة تعلمكم فن الحياة في وقت تدسون لها المقالب ، فينقلب السحر على الساحر، ثم تخربون أنفسكم، بالحديد والنار، أو بسرقة عظام الأموات أو بمزج لحومكم بعضها ببعض في وضح النهار وأنتم تدعون الطهارة.فالسلطة هي الباقية لأنها هي النار التي تحميكم من وحوش لا ترونها في زمن بدلتم فيه جلودكم ولبستم جلود أعدائكم .وخربتم أي شيء جميل في حياتكم باندفاعاتكم ، وطموحاتكم الزائدة ، البائدة . إلا السلطة ستبقى سلطة القهر تتحكم في رقابكم على مدى الدهر لأننا أردناها كذلك بعدما أصابتكم الغربة ولو بين آهاليكم ، لتعودوا إلينا فرادى وسيسهل علينا مخاطبتكم.