خلال احتجاجات حاشدة بمدينة كييڤ، يوم الأحد، استطاع الأوكرانيون القوميون تحقيق هدفهم المنشود الذي سعوا إليه منذ فترة طويلة، حيث قاموا بإسقاط تمثال "ڤلاديمير لينين"، الذي نصب وسط المدينة منذ 67 عاما، تعبيرا عن قطع كل العلاقات بين روسيا وأوكرانيا. وكان حزب "سڤوبودا" قد دعا، منذ سنوات، إلى هدم جميع تماثيل"لينين، في جميع أنحاء البلاد، وقام مناضلو الحزب بنفس العملية في مناطق أخرى من البلاد. ويهدف الحزب عبر هذه الدعوات إلى خلع وكلاء "كا جي بي"، المخابرات الروسية، من السلطة، وخلع أعضاء من الحكومة الأكرانية كانوا، فيما مضى، يتولون مناصب تنفيذية في الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي. وبعد سقوط التمثال، واصل المتظاهرون بساحة "بيسارابيا"، وهم شباب بأقنعة سوداء، سحقه بمطرقة ثقيلة، هاتفين شعار "الثورة الثورة". وقال زعيم حزب "سڤوبودا" إن هدم التمثال هو "أسعد لحظة" منذ بدأت الاحتجاجات، التي جلبت عشرات الآلاف من المواطنين إلى الشارع. وقال "تيخون ضزيادكو"، مقدم بقناة "الراين" المعارضة الروسية، إن إسقاط نصب لينين علامة هامة في تقييم حجم المعارضة الأوكرانية، وقارن الحدث بإسقاط تمثال السوفياتي، مؤسس المخابرات الروسية، "فيليكس دزيرجينسكي"، من ساحة "لوبياكا" بموسكو، خلال شهر غشت سنة 1991، حيث توفي ثلاثة أشخاص وأصيب عشرات في ليلة الانقلاب تلك في روسيا. وعلى الرغم من الغبطة في الشوارع، لم يوافق زعماء المعارضة الأوكرانية الليبرالية على طريقة احتجاج القوميين، حيث كتب مصطفى نعيم، وهو إعلامي بارز وشخصية مشهورة بالمعارضة، إن "تدمير نصب لينين هو تخريب وبربرية، فمن السهل تغطية وجهك ومحاربة تمثال، لكن من الصعب العمل من داخل السلطة وهدم التماثيل بطريقة شرعية." وعلى مدى العشرين سنة الماضية، اختفت الآلاف من آثار "لينين" و"ستالين"، وقادة سوڤيات آخرين من ساحات الدول التي كانت تنتمي إلى الاتحاد السوفيتي سابقا، وغالبا ما أثارت طرق الاحتجاج تلك ردود أفعال سلبية، ومرارة لدى الملايين المتبقية من أعضاء الحزب الشيوعي المحلي، الذين غالبا ما يدعون إلى الحفاظ على الآثار، باعتبارها جزء من التاريخ. وقال سيرجي بوبوڤنيكوڤ، فنان روسي مهتم بجمع الآثار، وخبير في الفن السوفياتي، بعد أحداث يوم الأحد ب"كييڤ": "كسر التماثيل والنصب التذكارية لأسباب سياسية أشبه بكسر الأطباق خلال شجار عائلي". وفي وقت سابق، نهاية الأسبوع الماضي، أعطى زعيم المعارضة الأكرانية "ڤيكتور يانوكوڤيتش" للرئيس 48 ساعة لإقالة حكومة البلاد، لكن الرئيس رد بالرفض. وإضافة إلى المطالبة باستقالة الحكومة، طالب المحتجون بعقاب المسؤولين الذين أمروا بضرب المدنيين في ساحات المدينة لفض الاحتجاجات.