نزل مئات الآلاف من الاوكرانيين المؤيدين للاندماج مع اوروبا الى شوارع العاصمة كييف مطالبين برحيل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، في حين قام عدد من القوميين المتشددين بتحطيم تمثال للينين.. حيث أنه ما بين 250 و300 ألف متظاهر نزلوا الى ساحة الاستقلال والشوارع المجاورة لها وهم يهتفون "استقل"، ويلوحون بالاعلام الاوكرانية والاوروبية. واكد المنظمون ان عدد المتظاهرين "اقترب من المليون" في حين ان الشرطة قدرته بنحو ستين الفا.. وهذا بعدما بدأت المعارضة بالنزول الى الشارع منذ اعلان النظام رفضه التوقيع على اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي. وبهذه التظاهرة الحاشدة أكدت المعارضة قدرتها على الحشد، كما فعلت الاسبوع الماضي، واعادت بالذاكرة الى الحشد الكبير الذي تم خلال الثورة البرتقالية التي اوصلت القوى المؤيدة للغرب الى السلطة.. فيما تتهم المعارضة الرئيس الاوكراني بالعمل على القاء اوكرانيا في أحضان روسيا، وهو أجرى بالفعل محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما زاد من غضب المعارضين. وفي تحد واضح لموسكو قام نحو ثلاثين متظاهرا بتحطيم تمثال لزعيم الثورة الشيوعية فلاديمير لينين يقع في وسط العاصمة في ساحة عادة ما يتجمع فيها الشيوعيون الاوكرانيون.. إذ أن نائبين من حزب سفوبودا (الحرية) القومي المتشدد كانا في المكان لدى قيام ملثمين بربط راس التمثال بحبل وشده حتى اسقاطه ثم تحطيمه. وقال النائب المعارض اندريي شفتشنكو ان مجموعة منعزلة قامت بهذا العمل من دون علم حركة المعارضة.. وكان احد قادة المعارضة ارسني ياتسينيوك خاطب المتظاهرين قبل ذلك داعيا الى "توسيع حركة المعارضة ومحاصرة الحي الحكومي".. بينما تحرك عدد من المتظاهرين لنصب خيام قرب مقر الحكومة وباشروا اقامة متاريس في هذا الحي. وفي الوقت نفسه اعلنت اجهزة الاستخبارات الاوكرانية فتح تحقيق لمعرفة المسؤولين عن "السعي للاستيلاء على السلطة" واتهمت "عددا من السياسيين بالقيام بتصرفات غير شرعية" من دون ذكرهم بالاسم. وتصل عقوبة هذه التهم الى عشر سنوات سجن.. كما تجمع نحو عشرين الف معارض في مدينة لفيف في غرب البلاد حيث الغلبة للتيارات المؤيدة للاندماج مع اوروبا، في حين حصلت تجمعات متواضعة في عدد من مدن شرق البلاد حيث الارتباط قوي اقتصاديا وثقافيا بروسيا. واعتلت افغينيا ابنه، المعارضة السجينة يوليا تيموشنكو، المنبر المنصوب في ساحة الاستقلال وتلت رسالة من والدتها التي جاء فيها: "لا تتراجعوا ولا تستسلموا ولا تجلسوا على طاولة المفاوضات مع هذه السلطة الملوثة ايديها بالدماء" مضيفة "نحن اليوم امام خيار الوقوع في براثن ديكتاتورية فاسدة او العودة الى المنزل الى اوروبا".