كنت قبل أشهر في دورة تدريبية في لندن يقدمها بريطانيون، وكانت معنا زميلة تونسية، مستواها ضعيف في اللغة الانجليزية، لذلك فقد وفرت المؤسسة المنظمة مترجما عربيا لمن يجد صعوبة.. لكن الزميلة للأسف كانت تشرع في التعبير عن فكرتها بالدارجة التونسية وهي خليط بخمسين بالمائة من الفرنسية، لذا فقد اضطررت للتحول إلى مترجم خاص بها، أو مترجم وسيط يترجم دارجتها إلى العربية، حتى يتمكن المترجم الأصلي من تحويل حديثها إلى الإنجليزية !! هكذا يريد أن يحولنا السيد نور الدين عيوش ورفاقه الذين اقترحوا تحويل لغة التعليم إلى الدارجة.. هكذا تمسخ أجيال مدرسة "النجاح" الجديدة، فلا هي تتحدث اللغة الأم، ولا هي تتحدث لغات عالمية حية.. هكذا يكفينا عيوش ومن معه "غزو" الشرق بشيوخه الوهابيين، ويكفينا برنامج باسم يوسف، وقناة الجزيرة وصداع الربيع العربي !! يكفينا أن نكون مغاربة وذَنَبا أكبر لماما فرنسا.. لست أدري لم تخيلت جاري الفرنسي بذنَب طويل؟! ربما لأنه سيجد أمامه أجيالا أكثر من أشباه أميين يستهزئ كما حكى لي، من نطقهم ل Monsieur "مْسْيو" وهو يلقنهم خدمة الفرنسيين بمراكز الاتصال.. عفوا les centres d'appel، فلا أحد سيفهم حتما ما معنى مركز للاتصال !! ليتني أتخيل عيوش ومن معه، وقد بعثوا بأبنائهم لتعلم دارجتنا الجميلة.. في مدرسة "النجاح" للأسف لا يحضرني سوى مشهد مألوف لسيارات فخمة تنتظر تلاميذ مدارس البعثات الفرنسية والأمريكية!!؟ * صحافي، مراسل إذاعة بي بي سي عربية بالرباط