يترأس الملك الإسباني فيليب السادس، اليوم الاثنين، حفل الاستقبال التقليدي للسفراء الأجانب المعتمدين بمدريد، في ظل غياب كريمة بنيعيش، سفيرة المملكة المغربية بالعاصمة الإيبيرية، بسبب الأزمة الدبلوماسية المندلعة بين البلدين منذ سنتين. ووفقا لمجموعة من الصحف الإسبانية، تغيب السفيرة المغربية بإسبانيا عن حفل الاستقبال الدبلوماسي الذي ستحضره مجموعة من الشخصيات المهمة؛ ويأتي على رأسها كل من الملكة الإسبانية ليتيزيا، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، ووزير الخارجية الإسباني مانويل ألباريس. وما زال التوتر الدبلوماسي يطبع العلاقات الثنائية بين البلدين منذ استقبال زعيم جبهة "البوليساريو" بجواز سفر مزور؛ وهو ما أدى إلى انعدام التواصل السياسي بين العاصمتين في فترة معينة، قبل أن يعود التنسيق بينهما بشكل نسبي حيال بعض الملفات المشتركة في الأشهر الأخيرة. وبهذا الخصوص، أكد خوسيه مانويل ألباريس، وزير الخارجية الإسباني، أن "المغرب وإسبانيا يحتاجان إلى بعضهما البعض أكثر مما مضى، وسيتم إكمال التعاون الثنائي بخصوص القضايا الخلافية، لأن ذلك سيعود بالنفع على كلا الطرفين"، معتبرا أن "الأدوار المغربية على مستوى وقف تدفقات الهجرة غير النظامية تستحق الإشادة". وأضاف مانويل ألباريس، في تصريح صحافي، أن "مسألة عودة سفيرة المملكة المغربية إلى مدريد تتطلب بعض الوقت، ذلك أن الحوار الدبلوماسي يستغرق الصبر في الكثير من الأحيان، لكنه يكون ناجحا في نهاية المطاف"، مشيرا إلى أن "العلاقات أحادية الجانب أصبحت منبوذة لأن الأساسي هو التعاون المشترك". ودفعت التطورات السياسية السابقة المغرب إلى استدعاء كريمة بنيعيش، سفيرة المملكة المغربية في مدريد، في شهر ماي الماضي، للتشاور والقيام بوقفة تأمل في التعاون الثنائي بين البلدين؛ وذلك بعد اختيار إسبانيا استقبال إبراهيم غالي بجواز سفر وهوية مزورين، دون إخبار السلطات المغربية. وقالت بنيعيش، في تصريح صحافي سابق قبل استدعائها من قبل الحكومة الإسبانية: "في العلاقات بين الدول، هناك أفعال لها عواقب يجب تحملها"، في إشارة إلى قرار إسبانيا تقديم الرعاية الطبية لزعيم جبهة البوليساريو وعدم تقديم أجوبة مقنعة بعد ذلك. وأضافت السفيرة المغربية أن هناك "مواقف لا يمكن قبولها"، وشددت على أن "العلاقات بين الدول المجاورة والأصدقاء يجب أن تقوم على أساس الثقة المتبادلة التي يجب العمل عليها ورعايتها".