شكلت الهجرة النبوية الشريفة محور خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم الشيخ عمر الدرعي، خطيب الجمعة بجامع الشيخ زايد الكبير بأبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة، أمام الملك محمد السادس الذي كان مرفوقا بأخيه الأمير رشيد، وعدد من باقي الأمراء، إلى جانب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي. وقال الخطيب إن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم أفضت إلى انتشار فضائل الدين، ومحاسن الإسلام، التي أولت الإنسان عظيم العناية، وكريم السعادة، في حياته كلها"، مشيرا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسى، فور وصوله إلى المدينةالمنورة، ثوابت الدين، وأوضح للناس أن الإسلام رسالة أمن وسلام، وعطاء وإنعام، وصلة ووئام، وصلاة وقيام". وتوقف الخطيب عند أحد أعظم مبادئ الإسلام التي عمت وانتشرت بهجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي العناية بالعلم، فقد جاءت الهجرة مركزة على العلم والتعليم، عملا بأول ما نزل على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال تعالى " اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم". واستطرد الخطيب الإماراتي موضحا "اهتم النبي صلى الله عليه وسلم بعد هجرته بأفراد المجتمع على اختلاف مستوياتهم ومنازلهم، فأولى ضعفاء المجتمع منهم اهتماما بالغا، ورغب في رعايتهم، وأمر بالإحسان إليهم، وجعل البر في النظر إلى مصالحهم". وأورد الخطيب ذاته أن النبي عليه الصلاة والسلام حرص على تحقيق التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، فأكد على وجوب البر بالوالدين، وحض على رعاية الأيتام والمساكين، وحسن التعامل مع الجيران، دون تمييز لجنس أو دين". وتطرق الشيخ الدرعي إلى مسألة العناية بالمرأة وحقوقها، وهي القضية التي اهتمت بها الهجرة النبوية أيضا، حيث خصص النبي بعد الهجرة إلى المدينةالمنورة، أوقاتا من نفسه لتعليمها، ليرفع من قدرها، حتى تصبح قادرة على ممارسة حياتها، والقيام بواجبها، وتحمل مسؤولياتها".