حفل برنامج المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، كريستوفر روس، يوم السبت بالعيون كبرى مدن الصحراء، بلقاء شخصيات تمثل وجهة نظر الجانب المغربي الرسمي، وأيضا فعاليات صحراوية تناصر أطروحة جبهة البوليساريو الانفصالية، وذلك في سياق جولته الثالثة للمنطقة بهدف حلحلة ملف الصحراء. والتقى روس، الذي وصل يوم الجمعة إلى مدينة العيون، بمسؤولين محليين كان على رأسهم والي جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء، خليل الدخيل، للتباحث حول الموقف المغربي بشأن مقترح الحكم الذاتي، وآليات إيجاد حلول سريعة ومرضية لنزاع الصحراء. والتقى روس، في الجهة المقابلة، ناشطين ينتمون إلى ما يسمى "تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان"، وعلى رأسهم رئيسة التجمع أميناتو حيدر، والأعضاء: علي سالم التامك، النائب الأول لحيدر، والعربي مسعود، وفضيلي كاودي، والحسين ليدري، ومحمد سالم لكحل.. وحاول "انفصاليو الداخل" التأثير على روس عبر تركيزهم في محادثاتهم معه على ما يسمونه "انتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها المواطنون الصحراويون في ظل دولة الاحتلال المغربي"، كما طالبوا بضرورة "الإسراع بإحداث آلية أممية لمراقبة حقوق الإنسان بالصحراء، والعمل على إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين الصحراويين"، وفق ما أوردته ما يسمى وزارة الجالية بجبهة البوليساريو. وكان مطلب انفصاليي الداخل، تماما مثل ما تطالب به جبهة البوليساريو، بإحداث آلية لمراقبة حقوق الإنسان بالصحراء تشرف عليها بعثة "المينورسو"، قد سبق للإدارة الأمريكية أن اقترحته قبل أسابيع خلت، غير أنه تم سحبه بعد الضغوطات التي مارسها المغرب على أعلى مستوى/ من أجل عدم المصادقة على مشروع القرار الأمريكي. وفيما لم يلتق روس بالعاهل المغربي محمد السادس لدى زيارته للرباط يوم الثلاثاء الماضي، حيث تم استقباله من طرف رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، والتقى وزيري الداخلية والخارجية ورئيسا غرفتي البرلمان، فإن روس تم استقباله بحفاوة يوم الخميس الفائت من طرف رئيس جبهة البوليساريو. وكان الملك قد أشار، في خطابه الافتتاحي للدورة الخريفية لمؤسسة البرلمان، يوم الجمعة المنصرم، إلى الوضع الصعب الذي يجتازه ملف الصحراء، حيث طالب نواب البرلمان بالتحرك وأخذ المبادرة، وعدم انتظار فقط المبادرات الملكية.