نصب اهتمام الصحف العربية، الصادرة اليوم الاثنين، على تناول الشأن الداخلي، إلى جانب بعض القضايا الإقليمية التي تستأثر باهتمام الرأي العام على الصعيدين العربي والدولي، كما هو الشأن بالنسبة للأزمة السورية، والأوضاع في ليبيا. ففي مصر تناولت صحيفة (المصري اليوم)، تحت عنوان ''مصالحة أبو المجد تحتضر'' مضمون لقاء جمع بين الفقيه القانوني أحمد كمال أبو المجد ورئيس لجنة الخمسين لتعديل الدستور عمرو موسى، تمحور حول المصالحة الوطنية والمواد الخلافية في الدستور الجاري وضعه والردود المنتظرة لجماعة الإخوان حول بنود المبادرة. ونقلت الصحيفة عن أبو المجد قوله إن ''المصالحة مع الإخوان لم تأخذ الشكل الرسمي بعد، ومازالت في إطار محاولات المجتمع المدني لتهدئة الأجواء، وقبولها مرهون بعدة شروط وهي الاعتذار عن العنف ونبذه، والتوقف عن التصعيد الإعلامي، والاعتراف بشرعية الحكم الثوري القائم حاليا". وتوقفت صحيفة (الأخبار) المصرية عند إعلان وزارة العدل عن الانتهاء من المسودة الأولية لمشروع قانون الإرهاب الذي أرسلته إلى مجلس الوزراء ولعدد من الوزارات لمراجعته وإبداء الرأي حول مواده. وفي الشأن الاقتصادي، اهتمت صحيفة (الجمهورية) بتعاملات البورصة التي أنهت جلساتها أمس على ارتفاع جماعي لمؤشراتها، حيث ربح رأسمالها السوقي نحو 3 مليارات جنيه، مسجلا 393 مليار جنيه في مقابل 390 مليار جنيه المسجلة الأسبوع الماضي. وفي لبنان، ركزت الصحف على الشأن الداخلي، خاصة الجانب المتعلق منه بالملف الأمني. وكتبت يومية (السفير)، في هذا الصدد، أنه مع "ترحيل ملف تأليف الحكومة الى ما بعد عيد الأضحى، بفعل استعصاء العقد المتصلة به على المعالجة حتى الآن، بقيت الأنظار موجهة الى الوضع في طرابلس، حيث تصاعدت المخاوف في الأوساط الشعبية من التداعيات التي قد تترتب على التسريبات المتعلقة بالتحقيق في تفجيري مسجدي "التقوى" و"السلام" في المدينة (وقعا يوم 23 غشت الماضي، وخلفا عددا كبيرا من القتلى والجرحى)". ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (النهار) أنه "لا عيد غدا في طرابلس التي بالكاد لملمت جروحها من جراء التفجيرين اللذين استهدفا مسجدي السلام والتقوى في المدينة، حتى هددها خوف من انتقام يقوم به طابور خامس، ولاح فيها شبح الفتنة مجددا إثر اعتراف الموقوف يوسف دياب من جبل محسن، بالقيام مع آخرين بالعملين الإرهابيين". ومن جهتها، واصلت الصحف العربية الصادرة من لندن تسليط الضوء على التطورات الميدانية والسياسية في ملف الأزمة السورية، في أفق انعقاد مؤتمر (جنيف 2) للسلام، حيث كتبت صحيفة (الشرق الأوسط) عن إعلان كتائب المعارضة السورية العسكرية، أمس، دمشق "منطقة عسكرية"، وطالبت المدنيين بإخلاء المواقع القريبة من الفروع الأمنية، متوعدة بقصفها، وذلك ردا على الحصار المميت والقصف الذي تتعرض له المنطقة الجنوبية من دمشق ومعضمية الشام. وتعرضت صحيفة (الحياة) لخبر قيام مسلحين بخطف عدد من موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر شمال غرب سورية، أمس، عندما كانوا في طريقهم إلى إدلب، ونقلوهم إلى مكان مجهول. ونقلت عن اللجنة الدولية قولها إن عدد المخطوفين يشمل ستة من موظفيها إلى جانب سابع متطوع. ومن جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سيبحث اليوم في لندن مع المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي التحضيرات لعقد مؤتمر (جنيف-2)، بعدما تطرق إلى الموضوع خلال اجتماعه أمس مع منسقة الشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون. ومن جانبها، أكدت صحيفة (القدس العربي) أن المجلس الوطني السوري، الذي يعتبر أكبر كتلة سياسية في الائتلاف الوطني السوري المعارض، وجه ضربة للجهود الدولية الرامية الى ايجاد حل سياسي للازمة السورية بإعلانه عدم مشاركته في مؤتمر (جنيف 2). ونقلت الصحيفة عن رئيس المجلس الوطني جورج صبرا قوله إن المجلس أعلن "قراره الصارم" بعدم الذهاب الى جنيف في ظل المعطيات والظروف الحالية في سورية. وفي قطر، اهتمت الصحف بإبراز الدلالات العميقة لوقوف حجاج بيت الله الحرام اليوم على صعيد عرفات الطاهر، الذي يمثل الركن الأكبر للحج وسط الدعوات والابتهالات إلى الله عز وجل، والرجاء بأن يتحد المسلمون وتحل جميع أزماتهم. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة ( الراية ) أن الحج هذا العام يأتي في ظروف "استثنائية وصعبة واجهت المسلمين، تمثلت في الوضع المتأزم بسورية وفشل المجتمع الدولي في إيجاد حل لأزمتها. وأيضا في ظل تنامي ظاهرة استهداف الأماكن المقدسة في فلسطين ..." ومن جهتها، أكدت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها، على أن "رمزية ودلالة تلك الوقفة الروحية أعمق وأغلى بكثير من مجرد التجمع من مطلع الشمس حتى غروبها فوق جبل عرفاتº ولعل هذا ما قصد الاشارة اليه نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم عندما قال الحج عرفة". واستطردت الصحيفة قائلة "ما أحوجنا اليوم خاصة في الدول التي شهدت موجة ثورات الربيع العربي الى أن نلتقط بعمق دلالات وقفة عرفات، ونطبق رمزيتها في تعاملاتنا فيما بيننا لكي نعبر خلافاتنا ونتجاوز صراعاتنا. فلا يعقل أن يتقاتل بعضنا داخل البلد الواحد، أو ينكر فصيل أو حزب سياسي منافسه الاخر، أو نتبادل الاتهامات بالخيانة والعمالة في ظل صراع مقيت على السلطة هنا، أو محاولات فرض وجهة نظر طائفية ضيقة هناك" وفي الأردن، خصصت الصحف حيزا هاما من تعاليقها للأزمتين السورية والليبية ولمسلسل الاعتداءات الإسرائيلية على القدسالمحتلة. ففي الشأن السوري، كتبت صحيفة (الرأي) أنه "كان من الممكن أن تتدخل الدول الشقيقة والصديقة في بداية الأزمة السورية، وقبل تطوراتها بالتعقيدات العربية والدولية التي حدثت في وقت لاحق، وعقد حوار بين المعارضة والنظام والتوصل الى حل مشترك يضمن تحقيق الحد الادنى من المطالب الشعبية، وذلك بالاتفاق على الاصلاحات التي تجنب سورية العنف والفوضى وتوقف شلال الدم". ومن جهتها، كتبت صحيفة (الغد) أنه "إذا كانت عودة تنظيم (القاعدة) إلى صدارة المشهد العراقي تتم عبر عمليات إرهابية تستهدف المدنيين، فإن السطوة الكبرى للقاعدة، ولاسيما تلك الممثلة في (الدولة الإسلامية في العراق والشام)، تبدو واضحة تماما في سورية، فهذا التنظيم يكاد يكون الوحيد الذي يعلن انتصارات على الأرض موازية لانتصارات قوات نظام الأسد". وفي ما يتعلق بالأزمة الليبية، اعتبرت (الرأي)، أنه "لا الثورة التي رعاها وأنجز جدول أعمالها حلف شمال الأطلسي، قد نجحت في قلب المشهد الليبي، ولا دولة القذافي، خرجت من الصورة، وكل ما حدث لم يتجاوز استبدال أناس على خشبة المسرح طال مكوثهم لأربعة عقود، كي يحل مكانهم آخرون ولا مانع من تسريع الاستبدال بممثلين مغمورين آخرين، وابقاء البلاد والعباد، في دوامة الفوضى والتراشق الكلامي والعربدة المسلحة". وبخصوص الاعتداءات على القدسالمحتلة، أشارت صحيفة (الدستور) إلى أنه "أيا يكن الجديد في ملف استهداف المدينة بالاستيطان ومسجدها بالتهويد، فإن المسلسل ليس في وارد التوقف"، معتبرة أن "أي حديث عن مواجهة المخططات الصهيونية بالصراخ والمفاوضات ومطالبة المجتمع الدولي بالتدخل، لن يكون ذا قيمة". وفي البحرين، اهتمت صحف (البلاد) و(الأيام) و(الوسط) و(الوطن) و(أخبار الخليج) بالشأن الداخلي حيث أبرزت تأكيد عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أمس خلال استقباله الوزراء، أن "البحرين ماضية بقوة في نهجها التطويري والتنموي تدعمها الوقفة الشعبية والترابط الوطني والأرضية الصلبة من المنجزات والمكاسب الوطنية". وأضافت الصحف أن الملك حمد أكد، لدى استعراضه للمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، أن البحرين منفتحة على دول العالم و"تمد يدها لكل من يريد التعاون الذي يصب في صالح الدول وشعوبها ويخدم التنمية والأهداف الإنسانية". وأشارت الصحف، أيضا، إلى أن الملك حمد تلقى رسالة من رئيس الوزراء، الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، أبرز فيها أن الحكومة باشرت تنفيذ توصيات المجلس الوطني المتعلقة بتشديد العقوبات على الإرهاب وحماية المجتمع منه.