أثار الفيلم العالمي "سيّدة الجنّة" لغطاً كبيرا وجدالا غير محدود قبل عرضه بدور السينما، التي أُقفلت أصلا منذ اجتياح كورونا للمعمور. الفيلم من إخراج جون ستيفنسون، وفريق عمل مكوّن من كلّ من راي فيرون، ومارك أنتوني برايتون، ودينيس بلاك، وأوسكار جارلاند، وطريس جارمان، وأليكس لانيبيكون، وأركان مانتيلا، وهانا روز كاتون، وأندرو هاريسون. المقرّر ضمن اتّفاق الهيئة السّاهرة على إنتاج الفيلم، الذي تخطت ميزانيته 15 مليون دولار، تحت رئاسة وإدارة الشيخ الكويتي ياسر الحبيب ببريطانيا من جهة، وشركة الإعلام والدّعاية بالولايات المتّحدة الأمريكية، إطلاقه ليلة رأس السنة؛ وهو أول فيلم سينمائي عالمي يحكي قصّة السّيدة فاطمة الزّهراء، ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وتدور قصّة سيناريو الفيلم حول طفل عراقي فقدَ أمّه بسبب الإرهاب، ويستلْهم من قصّة السّيدة فاطمة الزهراء، بعد 1400 سنة، أهمّية الصّبر والصّمود، إذ تروي له جدّته القصّة التاريخية للسّيدة فاطمة التي تتضمّنها الرّوايات والكتب في رفوف الخزانات. ويبقى الأهمّ في نظر مُنتجي الفيلم أنّ "معاناة السيدة كأوّل ضحية للإرهاب ترمي بظلالها على القرن الحادي والعشرين". واعتبر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران أن إنتاج فيلم "سيّدة الجنّة" يأتي "في إطار إثارة الخلافات بين المسلمين"، مضيفا أن هذه "الخلافات تثار تارة عبر خلق جماعة داعش الإرهابية، وسفك دماء الشعوب الإسلامية، وتارة عبر إنتاج فيلم 'سيدة الجنة'". لكن يبقى أنّ الوحدة الإسلامية التي يحتجّ بها التّيار المناهض للفيلم لم تحصل أبدا منذ عهد سقيفة بني ساعدة، وأنّ رموز أيّ قوم لا يمكن أن تتساوى بالمرّة مع النّبي وأهل بيته عليهم الصّلاة والسّلام؛ أضف إلى ذلك أنّ الفيلم منذ البداية مُوجّه إلى الغرب بالدرجة الأولى. هكذا إذاً، وبعد عشرين سنة من نزول الطائرات المختطفة الأربع على أمريكا في 11 سبتمبر 2001، ستنزل طائرة الرّحمة والسّلام كطائرة خامسة؛ تحمل الفيلم العالمي الحاصل على جائزة في مهرجان "كاَنْ" بفرنسا. وعلى ذِكر فرنسا، التي عانت هي الأخرى كثيرا من الإرهاب، فإنّها تبرمج لقدوم النّسخة المدبْلجة بالفرنسية، دون أن ينسى المنتِجون إخوانهم المسلمين؛ إذ أعدّوا لهم ترجمة بالعربية، لتقريب وإخراج ما تتضمّنه كتب الصّحاح ومُصنّف أبي شيبة إلى صورة عبر فيلم سينمائي.