يطل فيلم غير صالح في عرض إقليمي أول ليروي ظمأ جمهور السينما إلى مشاهدة أفلام ذات حس فني رفيع من إنتاج المنطقة، وهو الفيلم العراقي الوحيد الذي سيجري عرضه ضمن برنامج مواهب في دبي في الدورة الثانية من مهرجان دبي السينمائي الدولي خلال الفترة 11 17 دجنبر القادم. ويعد غير صالح أول فيلم يتم تصويره في بغداد بعد العدوان الأمريكي البريطاني على العراق وسقوط نظام صدام حسين، حيث يستخدم مخرجه عدي رشيد أسلوباً مبتكراً في مزج الواقع بالخيال لوصف الأجواء التي سادت إبان الحرب وتسليط الضوء على جانب من الواقع بقي منسياً وبعيداً عن الاهتمام العالمي لفترة طويلة. ويستقي الفيلم عنوانه من حقيقة أن جميع المواد المستخدمة في صناعته هي مواد بالية مهملة مضى عليها زمن طويل، ومن واقع العراقيين الذين ظلوا معزولين عن العالم لعشرات السنين. ويروي الفيلم قصة مخرج عراقي شاب تربطه بمدينته بغداد علاقة وجدانية وروحية وفكرية عميقة. ويحاول هذا الشاب التأقلم مع ظروف الحياة الجديدة القاسية في هذه المدينة بكل ما لحق بها من دمار مادي وإنساني وفكري مريع. ففي أعقاب الهجوم الذي قادته القوات الأمريكية على بغداد، يقرر هذا المخرج الشاب أن يصنع فيلماً وثائقياً عن العاصمة الجريحة، ويوظف أفراد عائلته وأصدقاءه لبطولة هذا الفيلم الذي يتعرض مشروعه لصعوبات عديدة نتيجة الفوضى وعدم الاستقرار اللذين يعصفان بأرجاء المدينة. ويتتبع فيلم غير صالح بأسلوب شيق نمط حياة سكان العراق، من أصدقاء وأحبة وغرباء وعائلات وحدتهم تعقيدات الواقع الجديد. وأوضح نيل ستيفنسون، المدير والرئيس التنفيذي للمهرجان، أن هذا الفيلم يقدم نموذجاً متميزاً للأفلام التي يستهدفها البرنامج الجديد مواهب في دبي، إذ يهدف إلى تسليط الضوء على النتاج السينمائي للمواهب الواعدة والتي لم تنل حظها من الشهرة بعد في العالم العربي. وقال ستيفنسون: >يؤكد فيلم غير صالح امتلاك العالم العربي لمواهب صاعدة متميزة في مجال الإخراج. وقد أولى المهرجان هذا الفيلم اهتماما وتشجيعا كبيرين ، ونحن على ثقة أن جمهور السينما في دبي سيوليه اهتماماً مماثلاً لأنه يفتح نافذة على واقع العراق في مرحلة ما بعد الحرب<. وأشار مخرج الفيلم عدي رشيد ومنتجته فرات الجميل إلى أنهما يسعيان من خلاله إلى إظهار عجز المواطن العراقي العادي عن تغيير مصيره أو مصير بلده في وجه الضغوط المتواصلة. وقال رشيد: >أطمح من وراء هذا الفيلم إلى تشجيع المخرجين العراقيين الشبان، في هذه الأوقات العصيبة، على الاستمرار في التعبير عن أنفسهم وتوصيل آرائهم إلى العالم؛ يحدوهم أمل كبير بأن يتمتع كل فرد في هذا العالم بالحرية والسلام<. وأضاف رشيد: >لقد شكلت صناعة هذا الفيلم تحدياً كبيراً بحد ذاتها؛ إذ استخدمنا في تصويره كاميرا من عيار 35 ملم بقيت متروكة منذ العام .1984 كما أن أشرطة التصوير منتهية الصلاحية منذ عقود، وقد سرقت وبيعت في السوق السوداء قبل تجميعها. وإلى جانب الخطر الذي كان يحدق بنا خارجاً أثناء التصوير، فقد اضطر فريق الفيلم إلى العمل مجاناً على هذا المشروع بسبب نقص الموارد، فضلاً عن أن الشكوك ظلت تساورنا طوال فترة العمل حول صلاحية أشرطة التصوير وقدرتها على إنتاج صور جيدة<. وفي أعقاب عرضه العالمي الأول في مهرجان نوتردام السينمائي الدولي في وقت سابق من العام الحالي، فاز فيلم غير صالح بجائزة أفضل فيلم في مهرجان سنغافورة السينمائي الدولي، وجائزة المخلب الذهبي في مهرجان السينما العربية بهولندا. وقد استدر الفيلم، الذي لم يعرض في العراق حتى الآن، دموع الكثير من العراقيين الذين شاهدوه في المهرجانات السينمائية الدولية. ومن المتوقع أن يتم الإعلان النهائي عن أسماء بقية الأفلام المشاركة في برنامج مواهب في دبي في 27 نونبر الجاري، أي بالتزامن مع افتتاح شباك التذاكر والكشف عن البرنامج الكامل لمهرجان دبي السينمائي الدولي .2005 وستقام فعاليات الدورة الثانية من مهرجان دبي السينمائي الدولي خلال الفترة 11 17 دجنبر ,2005 بمشاركة نحو 100 فيلم تتراوح بين الأفلام القصيرة والروائية الطويلة. ويتضمن المهرجان في دورته الحالية 12 برنامجاً رئيسياً، تشمل 5 برامج جديدة يركز كل منها على فئة معينة من الأفلام.