ردّا على تصريحات عمدة مدينة أونفير البلجيكية، بارت دي فيبر، الداعية إلى تشييد سجن للمعتقلين المغاربة بالمملكة بعد ترحيلهم من بلجيكا، نادى سياسيون ونشطاء بلجيكيون بتفعيل المغرب للاتفاقية الثنائية الموقعة بين البلدين القاضية بترحيل السجناء المغاربة ببلجيكا لأجل إتمام عقوباتهم السالبة للحريات بوطنهم الأم. وفيما اعتبر السياسيون البلجيكيون، الذين التأموا أمس الأحد في برنامج "جدال" الذي يبث على قناة لوكسمبورغ البلجيكية، أن دعوات دي فيبر عنصرية وشعبوية، لكونها "تمييزية وغير عملية"، وهو الرأي الذي عبرت عنه ماري أرينا، القيادية في الحزب الاشتراكي البلجيكي، اعتبر ريك دايمز، عضو حزب الديمقراطيين والليبراليين الفلامن، أن الموقف يحيل على أن "المغاربة كلهم مدانون عندنا في بلجيكا". من جهتها، انتقدت كاترين فونك، رئيسة الفريق البرلماني لحزب المركز الديمقراطي المسيحي، عدم تفعيل المغرب للاتفاق الموقع مع المغرب، القاضي بترحيل المغاربة القابعين وراء السجون البلجيكية إلى وطنهم الأم من أجل إتمام عقوباتهم الحبسية، مشيرة إلى أن الوقت الراهن يسجل فقط 190 مغربيا يستوفون لشروط الاتفاقية المذكورة. هذا، فيما دعا دينيس ديكارم، البرلماني عن الحركة الإصلاحية البلجيكية، إلى مراجعة المعايير المعتمدة في هذا الاتفاقية وجعلها ذات قابلية أكثر للتطبيق الحازم، فيما اقترحت زكية خطابي، رئيسة حزب "ايكولو" بمجلس الشيوخ الفرنسي، تدابير أخرى لتفعيل الالتزام المغربي البلجيكي، أهمها "فرض شروط أكثر تشددا لمنح الجنسية البلجيكية، وأخرى متعلقة بالإفراج المشروط عن المعتقلين من السجون البلجيكية". في السياق ذاته، اعتبر بيان مشترك صادر عن كل من لوك فيرفايت، الناشط الحقوقي في قضايا المعتقلين السياسيين ببلجيكا، ورشيدة بليرج، عضوة لجنة عائلات المعتقلين المغاربة البلجيكيين بالسجون المغربية، دعوات دي فيبر عنصرية وغير مقبولة، مشيرا أن الأوساط الديمقراطية ببلجيكا تلقت تلك التصريحات "بشيء من التوجس والرفض". وتساءل البيان الذي توصلت به هسبريس، عن عدم اقتراح رئيس حزب "التحالف الفلاماني الجديد"، لتشييد سجن خاص بالبلجيكيين شمال البلد الأوروبي، من باب الأولويات، فيما نفى المصدر ذاته أن يصل العدد الإجمالي للمغاربة المعتقلين بالمغاربة بالسجون إلى 1200، "هناك فقط العشرات ممن لديهم الجنسية المغربية"، مشيرا أن البقية هم عبارة عن بلجيكيين يتوفرون على جنسية مزدوجة، ممن قضوا حياتهم بالأراضي البلجيكية. واعتبر البيان أن دعوة بارت دي فيبر "العنصرية" تحيل "حقيقة" إلى مشكل الاكتظاظ الذي تعيشه المعتقلات البلجيكية، مشددا على أن المقترح مرفوض بشدة، لكون المغرب يعيش "أصلا" عدة مشاكل تتعلق بسجونه "التي يصعب التغلب عليها حاليا"، من بينها الاكتظاظ وسوء معامل السجناء وكذا الظروف غير العادية التي يعيشونها وراء القضبان.