عقد عبد الفتاح اللبار، سفير المملكة المغربية المعتمد لدى الولاياتالمتحدةالمكسيكية، اجتماع عمل مع رئيسة مجلس الشيوخ المكسيكي أولغا سانشيز كورديرو، ناقشا خلاله أرضية الموضوعات ذات الأهمية المشتركة وآفاق العلاقات الثنائية بين المغرب والمكسيك. وقدم الطرفان خلال هذا اللقاء، الذي انعقد بمجلس الشيوخ المكسيكي، لمحة عامة عن مختلف أوجه التعاون التي تربط المغرب والمكسيك على المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والاجتماعية، وسبل تعزيزها من أجل رفاهية وتطور البلدين. وبهذه المناسبة، أشادت رئيسة مجلس الشيوخ المكسيكي بجودة العلاقات المتنوعة بين مكسيكو سيتي والرباط، مشددة على أهمية توطيد التشاور والتنسيق في ما يخص القضايا المشتركة، علما أن البلدين يواجهان المشاكل والتحديات نفسها التي تفرض إيجاد حلول ناجعة. وأعربت المسؤولة المكسيكية عن اهتمامها بالتجربة المغربية في تدبير قضية الهجرة وحماية البيئة ومكافحة التغير المناخي وقضية تقنين استخدام القنب الهندي، مبدية رغبتها في الاستفادة من هذه التجربة وتبادل الخبرات المتراكمة للبلدين في هذه المجالات. من جانبه، شدد السفير المغربي على أن التعاون البرلماني عنصر حيوي في أي علاقة ثنائية بين البلدان، لكونه يشكل قاطرة مهمة تعمل على تعزيز أواصر الصداقة والتضامن، معربا عن اهتمام المغرب بعقد اجتماعات بين برلمانيْ البلدين، والقيام بزيارات واجتماعات ثنائية بين أعضائهما للحفاظ على الحوار والتواصل الدائم. وجدد اللبار رغبة المغرب في تطوير أواصر الصداقة والتعاون مع المكسيك، مبرزا أوجه التكامل والإمكانيات الهائلة التي يمكن للبلدين الاستفادة منها على جميع المستويات، خاصة الاقتصادية والتجارية. وأبرز الدبلوماسي المغربي حجم القوة التي بات يبنيها المغرب على مستوى صناعة السيارات والطائرات والآليات الفلاحية، وكذلك على مستوى القطاع السياحي ومجال الطاقات المتجددة والنظيفة، ناهيك عن موقعه الجغرافي المتميز والاستراتيجي، مما يجعل منه نقطة جذب للاستثمارات المالية والصناعية والسياحية. وبهذه المناسبة، وجه الدبلوماسي المغربي دعوة إلى رئيسة مجلس الشيوخ المكسيكي من رئيس مجلس المستشارين نعم ميارا للقيام بزيارة رسمية إلى المغرب. كما كانت قضية الصحراء المغربية أيضا من بين محاور النقاش بين المسؤولين، حيث تطرق اللبار "إلى مسار استقلال المغرب الذي كان عبر مراحل مختلفة، والذي ولد نشأة هذا الصراع الإقليمي المصطنع الذي شهد مؤخرا منعطفا تاريخيا مع الاعتراف الأمريكي بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية"، وأوضح تفرد المغرب الذي أصبح منبعا للاستقرار والازدهار في منطقة تعرف تحديات متعددة، وخاصة الأمنية منها.