تركز اهتمام الصحف العربية الصادرة ،اليوم الأربعاء،على تطورات الأزمة السورية وردود الفعل إزاء الاتفاق الروسي الأمريكي حول الأسلحة الكيماوية السورية والوضع الأمني والسياسي في مصر وموضوع السودان ورفض واشنطن منح الرئيس عمر البشير تأشيرة دخول للبلاد للمشاركة في اشغال الجمعية العامة الأمميةبنيويورك والحوار الوطني في اليمن فضلا عن مواضيع أخرى محلية وإقليمية. وأولت الصحف المصرية اهتماما خاصا للشأن الداخلي حيث سلطت الأضواء على الوضع الأمني في شبه جزيرة سيناء، بالاضافة إلى موضوع الرفع من الحد الأدني للأجور. فتحت عنوان "تعاون كبير من المشايخ والقبائل في حصار الإرهابيين بسيناء" كتبت صحيفة "الأهرام" أن " القوات المسلحة كثفت عملياتها العسكرية للقضاء على العناصر الإجرامية في سيناء.." بينما كتبت صحيفة "الأخبار" في مقال بعنوان " استمرار الحرب ضد الإرهاب في سيناء" أن قوات الجيش والشرطة داهمت صباح أمس عدة قرى جنوب الشيخ زويد ورفح بشمال سيناء لتدمير أوكار البؤر الإرهابية والتكفيرية والعناصر المسلحة التي تستهدف أفراد الجيش والمناطق العسكرية. ومن جهتها قالت صحيفة" اليوم السابع" إنه تم القضاء على نحو 90 في المائة من أوكار الجماعات الإرهابية المسلحة في شمال سيناء حتى الآن،وأحكت قوات الأمن والجيش سيطرتها على معظم الأنفاق الموجودة على خط الحدود الدولية برفح. وحول موضوع الرفع من الحد الأدنى للأجور في مصر، كتبت "المصري اليوم" أنه على إثر فشل المجلس القومي للأجور في حسم الحد الأدنى، فإن وزير التخطيط صرح بأنه تم الاتفاق مع أعضاء المجلس القومي على عقد اجتماع آخر للتوصل إلى اتفاق نهائي بشأن تحديد الحد الأدنى بين جميع الأطراف،سواء الحكومة، أو أصحاب الأعمال أو العمال،نافيا التوصل إلى رقم محدد في اجتماع أمس. وفي الأردن ركزت الصحف اهتماماتها على السجال الدائر حول تفسير الاتفاق الروسي - الأمريكي لنزع الترسانة السورية من السلاح الكيماوي، خاصة بعد الكشف عن نتائج التحقيق الأممي بخصوص استخدام هذا السلاح في منطقة الغوطة السورية. وكتبت صحيفة (الدستور)، أن توقيت مناقشة التقرير الأممي حول جريمة الغوطة الكيماوية في مجلس الأمن، جاء متزامنا مع احتدام الجدل الروسي الأمريكي حول تفسير اتفاق لافروف-كيري، وما إذا كان الاتفاق المذكور يسمح تلقائيا بالذهاب إلى الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، ويعطي تفويضا بالاستخدام المباشرة للقوة، أم أنه يملي على موقعيه، العودة إلى مجلس الأمن من جديد، للنظر في القرارات والخطوات الواجب اتخاذها. من جهتها، كتبت صحيفة (الرأي)، أن "الحشد السياسي الدولي كله تبعثر على وقع الاتفاق الروسي الأمريكي، وهو ما أذهل فرنسا التي كانت الشريك الأوروبي الوحيد المتحمس للمشاركة العسكرية في الضربة التي حشد لها اوباما. كما ان الاتفاق آثار تحفظات دول عربية كانت ترى أن الضربة العسكرية باتت حتمية، من باب القناعة بأنها ستغير مسار الأحداث على الساحة السورية ضد نظام بشار الأسد". من جانبها، قالت صحيفة (الغد)، إنه "كان طبيعيا غياب دول بعينها عن مفاوضات لافروف- كيري، لأن القاصي والداني يعرف أن تلك الدول لم تكن يوميا سوى أدوات تنفيذ لا تملك من أمرها الكثير، وأن ما سيتم الاتفاق عليه بين الرجلين سيسود في نهاية المطاف، بغض النظر عما كان يجري في بعض عواصم العالم". وفي لبنان استأثرت تداعيات الأزمة السورية على البلاد ،خاصة إشكالية اللاجئين وتعطل تشكيل الحكومة، باهتمامات الصحف ،وفي هذا الصدد ذكرت (النهار) بالاجتماع الذي ستعقده "المجموعة الدولية لدعم لبنان" في ال 25 من الشهر الجاري على هامش دورة الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك لبحث سبل مساعدة لبنان في تحمل عبء اللاجئين السوريين على أرضه. وأشارت إلى أن ممثلي البنك الدولي سيطرحون تقويمهم في تقرير يتناول، بالخصوص، تأثير الأزمة السورية على الاقتصاد اللبناني وتحديد التكاليف المباشرة وغير المباشرة وكيفية تثبيت الخدمات والبنى التحتية في ظل الضغط الذي يتعرض له لبنان بفعل التدفق المستمر للاجئين. وكتبت (الأخبار) أنه "كلما انكشفت تفاصيل المفاوضات الأميركية - الروسية الايرانية حول سورية، شعر مسؤولون لبنانيون بارتفاع مستوى الخطر في لبنان (...) الذي يقف اليوم وسط المعمعة الإقليمية التي تتحدث عن تسوية دولية، تحمل خسائر لفرقاء تورطوا في سورية، ويمكن ان يجدوا في لبنان ساحة لترجمة اعتراضهم عليها". واهتمت الصحف القطرية بالتطورات التي تشهدها القضية السورية مشددة على ضرورة تقديم جميع انواع الدعم للشعب السوري في محنته و في مقدمتها المساعدة الانسانية . وأشارت صحيفة ( الراية ) في افتتاحيتها الى أن هناك حوالي سبعة ملايين سوري بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة بينهم أكثر من مليوني شخص لاجئون خارج الحدود وأكثر من أربعة ملايين نازحون داخل البلاد، مؤكدة ان دول مجلس التعاون الخليجي "لم ولن تدخر جهدا على جميع المستويات لمساعدة الشعب السوري والقيام بمسئولياتها الدولية والنهوض بدورها الانساني في مجال تقديم المساعدات". أما صحيفة (الشرق ) فأسفت لاكتفاء المجتمع الدولي "بالعزف على وتر السلاح الكيماوي في سوريا وتجاهله مأساة القتل اليومي في هذا البلد..". بدورها ،عبرت صحيفة (الوطن ) عن اندهاشها من انهماك كل من موسكوودمشق في تبرئة النظام السوري من استخدام الكيماوي ضد شعبه ، وأضافت قائلة "وصلت فبركة النظام لتبرئة نفسه ان اتهم معارضيه بتصنيع صواريخ أرض Ü أرض ورؤوس كيماوية محليا، واستخدامها في اقتراف مجزرة غوطة دمشق". وبدورها واصلت الصحف الكويتية اهتمامها بتفاعلات الازمة في سوريا ، والاتفاقية الامنية المبرمة بين بلدان الخليج والتي وافقت عليها كل دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء الكويت. ففي الموضوع السوري أبرزت الصحف أن الوضع في هذا البلد يسير نحو الأسوأ ، مشيرة في هذا الصدد إلى الانفجار الذي شهدته منطقة باب الهوى بسوريا بعد ساعات من تحطم مروحية تابعة لسلاح الجو السوري. وقالت إن الولاياتالمتحدة تحضر فعلا لمرحلة ما بعد بشار الاسد من خلال عقد اجتماع روسي أمريكي إسرائيلي لبحث مرحلة ما بعد نظام دمشق الحالي. وبشأن الاتفاقية الامنية المبرمة بين بلدان الخليج ، أبرزت صحيفتا ( الجريدة ) و( النهار) أن الاتفاقية ، التي لم توقع عليها الكويت حتى الوقت الراهن ، لا تتعارض مع دستور البلاد ، وستكون آلية مهمة وفعالة في التصدي لجميع التحديات الأمنية . وبالإضافة إلى مستجدات الأوضاع العربية والدولية، اهتمت الصحف البحرينية بالزيارة التي قام بها الملك حمد بن عيسى آل خليفة للصين والتي توجت بالتوقيع على عدة اتفاقيات تعاون. كما أبرزت صحف (الأيام) و(البلاد) و(أخبار الخليج) و(الوسط) و(الوطن) إلى تأكيد رئيس الوزراء، الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، خلال استقباله رئيس وأعضاء المحكمة الدستورية بالبحرين، أن "المحكمة ركن أساسي في سياج حماية دولة المؤسسات والقانون". واهتمت هذه الصحف، أيضا، بالزيارة التي تقوم بها للبحرين الماليزية جميلة محمود، الحاصلة على (جائزة عيسى لخدمة الإنسانية). وفي الخرطوم اهتمت الصحف بالخصوص بقرار واشنطن رفض إصدار تأشيرة دخول للرئيس عمر حسن البشير الى نيويورك للمشاركة في اشغال الجمعية العامة للامم المتحدة . وكتبت صحيفة (الخرطوم ) أن السفارة الامريكيةبالخرطوم طلبت من مؤسسة الرئاسة السودانية سحب جواز سفر الرئيس البشير الذي أودع بالسفارة من أجل حصوله على التأشيرة لحضور اجتماعات الجمعية العامة، وان واشنطن وسطت إحدى الدول الافريقية لاقناع البشير بالتراجع عن قرار السفر الى نيويورك . وقالت صحيفة (الاهرام اليوم) ان تأشيرة البشير فجرت أزمة جديدة بين الخرطوموواشنطن ، مشددة على أن هذه الاخيرة مطالبة بتأمين حق الرئيس والوفد المرافق له في الحصول على التأشيرة، وبالتالي ليس من حق الولاياتالمتحدة بموجب القانون تحديد قائمة المدعوين لحضور انشطة الاممالمتحدة لان دخول مبنى الهيئة الاممية لايعني زيارة الاراضي الامريكية. واعتبرت صحيفة ( الرأي العام ) ان قرار الرئيس الاستجابة لدعوة من اجل المشاركة في الجمعية العامة الاممية جعل من امريكا كدولة عظمى تبقى محصورة باحتة عن مخرج من ورطة ادخلتها فيها الحكومة السودانية . وقالت ان السفارة الامريكيةبالخرطوم احتارت لان طلب تأشيرة الرئيس ادخلها في مأزق لاتعرف له مخرجا. وفي اليمن عكست الصحف المسار الذي اتخذته أشغال المؤتمر الوطني للحوار الشامل خلال الأيام الاخيرة، مركزة اهتماماتها على الجدل، الذي أثارته الوثيقة التي أعدتها لجنة ال16 كخارطة طريق للمرحلة السياسية المقبلة، بين فرقاء المؤتمر والقوى السياسية اليمنية. هكذا أبرزت صحيفة (الثورة) قول الرئيس عبد ربه منصور هادي، "عازمون على تجاوز أي صعاب تقف أمام مؤتمر الحوار الوطني"، وقوله أيضا "بعض القوى الانانية متأرجحة في مواقفها وتعتقد أنها تضع العصا أمام العجلة". وأشارت صحيفة (اليمن اليوم) الى قرار اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام وقيادات أحزاب التحالف الوطني الديموقراطي برئاسة علي عبد الله صالح، ب "إعداد رؤية حول القضية الجنوبية وبناء الدولة.. بما يخدم المصالح العليا للشعب اليمني ويحافظ على وحدة الوطن"، علما بان هذه اللجنة كانت قد أعلنت رفضها لوثيقة لجنة ال 16 . أما صحيفة (أخبار اليوم) فأشارت الى نفي محمد علي أحمد رئيس (مؤتمر شعب الجنوب)، رئيس فريق القضية الجنوبية في المؤتمر، أن يكون ممثلو الحراك الجنوبي في المؤتمر قد وقعوا على وثيقة ال 16، والى تأكيده على "استمرار الحراك في المطالبة بتقرير مصير شعب الجنوب واستعادته لدولته الجنوبية". أما الصحافة العربية الصادرة في لندن فواصلت متابعة التطورات الدولية المرتبطة بالأزمة السورية والجهود المبذولة للبحث عن مخرج سلمي لها. وكتبت صحيفة (الحياة) أن سوريا وصلت أمس إلى شفا كارثة إنسانية تضاف إلى الدمار والخسائر الاقتصادية التي لحقت بالبلاد، في وقت بدأت معركة ديبلوماسية لصوغ مشروع قرار "قابل للتطبيق" حول الترسانة الكيماوية السورية مع زيادة الدعوات إلى ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية. وقالت صحيفة (القدس العربي) من جانبها إن روسيا تسير في اتجاه إعاقة إصدار قرار ملزم في مجلس الامن الدولي يتيح استخدام القوة ضد النظام السوري، ويثير خلافات وجدلا حادا بين ممثلي الدول دائمة العضوية في مجلس الامن. وأبرزت أن موسكو نددت مجددا يوم أمس ب "محاولات الدول الغربية تحميل النظام السوري مسؤولية الهجوم الكيميائي الذي وقع قرب دمشق في 21 غشت من دون أدلة". أما صحيفة (الشرق الأوسط)، فتطرقت من جانبها إلى شروع أحمد طعمة، رئيس الحكومة السورية المؤقتة المعارضة، أمس في مشاوراته لتشكيل حكومته المنتظرة التي ستركز على البعدين الخدماتي والإغاثي داخل المناطق "المحررة". وفي تونس واصلت الصحف تناولها لموضوع الإضراب العام الذي شنته النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أمس الثلاثاء في قطاع الإعلام وكذا متابعة مستجدات المشهد السياسي الوطني. وفي هذا السياق أفردت صحف "الصباح" و"الصريح" و"المغرب" و"السور" و"آخر خبر" و"التونسية" و"الشروق" صفحات بأكملها تضمنت مقالات وافتتاحيات وتحاليل ضافية ومتابعات لهذا الإضراب الذي سجل نسبة فاقت 90 في المائة حسب مصادر إعلامية. واعتبرت هذه الصحف أن حرية التعبير والإعلام "اهم مكسب حققته الثورة التونسية، ولا يتعين التفريط فيه أو التساهل بشأن ما قد يستهدفه من محاولات التضييق". وفي الجزائر، أثار اهتمام الصحف التواصل الرسمي في ظل تضارب تصريحات كبار مسؤولي الدولة بشأن انعقاد مجلس للوزراء وتقديم لجنة مراجعة الدستور تقريرها للرئيس بوتفيلقة من عدمه. وكتبت صحيفة (السلام اليوم) تحت عنوان "سلال يكذب سعيداني"، أن عبد المالك سلال الوزير الأول "أكد عدم وجود أي موعد لاجتماع مجلس الوزراء الأسبوع المقبل، حيث جاء تصريحه يوما واحدا بعد كشف عمار سعيداني الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عن ترؤس بوتفليقة لمجلس الوزراء بعدما تماثلت حالته الصحية للشفاء". وأوردت صحيفة (الشروق) أن "سلال أعلن أن اللجنة المكلفة بمراجعة الدستور قد أنهت مهامها وسلمت تقريرها إلى رئيس الجمهورية، مكذبا بذلك تصريحات فوزية بن باديس، العضو في ذات اللجنة، التي أكدت فيها أن هذه الأخيرة ما زالت تمارس مهامها ولم تنته من عملها بعد".