في وقت يبحث المشتغلون في العمل التطوعي والمبادرات الإنسانية عن الموارد المالية بطرق مختلفة من أجل تمويل أنشطتهم وتقديم خدمات بالمجان لفائدة المحتاجين إليها، سواء كانت مساعدات طبية أو اجتماعية أو تربوية... تمكن متطوعون بمدينة خريبكة من تحقيق مداخيل مالية لإنجاح مبادراتهم الإنسانية بطريقة مبتكرة، ولو أن الموارد المالية تبقى بسيطة في الوقت الراهن. وتتمثل المبادرة أساسا في البحث عن الخبز المجفف، أو ما يصفه عدد من المغاربة ب"الخبز الكارم"، الذي كان يتم التخلص منه بطرق مختلفة دون أن يستفيد منه أحد، حيث يتكلف المشاركون في المبادرة بجمعه ونقله وبيع كل كيلوغرام منه بدرهم واحد، من أجل استغلال المبالغ المحصلة من هذه التجارة في شراء حفاظات للمسنين المنحدرين من أسر معوزة بمدينة خريبكة. الفكرة والعمل سعيد حاتم، أحد المتطوعين في المبادرة، قال إن "هذا العمل الإنساني يعرف، في الوقت الراهن، مشاركة 8 أشخاص يجمع بينهم التطوع وحب الخير للآخرين، حيث تمكنوا، منذ مدة طويلة وإلى حدود اليوم، من ضمان تزويد 6 مسنين من الأسر المعوزة بحاجياتهم اليومية من الحفاظات، على أمل النجاح في توفير متطلبات مسنين ومرضى آخرين". وأضاف المتحدث ذاته أن "فكرة استغلال عائدات الخبز اليابس لمساعدة المحتاجين جاءت تفاعلا مع المعاناة التي تعيشها بعض الأسر المعوزة، ما دفع عددا من المتطوعين والمتطوعات إلى التواصل في ما بينهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أجل إنجاح الفكرة انطلاقا من أسرهم ومعارفهم وجيرانهم، وبعض المطاعم القادرة على المشاركة في إنجاح العملية". وأكد المتطوع ذاته أن "المبادرة بدأت بالمقربين والأصدقاء بمواقع التواصل الاجتماعي، من أجل التعاون والتآزر وتوسيع دائرة المتطوعين وذوي التجربة في العمل الجمعوي والاجتماعي، ما سهل تحقيق المبتغى وإنجاح هذه المبادرة الاجتماعية والإنسانية والخيرية وتحويلها من فكرة متداولة بين المتطوعين إلى عمل ميداني قابل للنجاح". نجاح وطموح بعدما أشار سعيد حاتم، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن "أهداف المبادرة تتحقق تدريجيا"، عبّر في الوقت ذاته عن أمله في أن "تتطور المسألة لتشارك فيها مختلف المخابز والمطاعم بالمدينة، حتى يتمكن المتطوعون من إدخال المعدات الطبية ضمن المساعدات التي يمكنهم تقديمها مجانا للمرضى والمعوزين". وقال المتطوع ذاته إن "الطموح كبير وعظيم، والأفكار تتوسع شيئا فشئيا، بفضل المشاركة والفعالية التي يبصم عليها المتطوعون والمتطوعات"، مضيفا: "نتمنى أن تنتشر هذه المبادرات بجميع مدن المغرب، وتصبح ثقافة مجتمع، من أجل سد الخصاص وتقديم العون للأسر المعوزة التي تضم بين أفرادها مسنين أو مرضى في حاجة إلى المساعدة". ووجه حاتم رسالة إلى المغاربة عامة، وسكان خريبكة بشكل خاص، عبر تصريحه لهسبريس، بتأكيده أن "أي إنسان يحتاج إلى المساعدة من جهة، وقادر على تقديم العون للآخرين من جهة ثانية، سواء كان غنيا أو فقيرا، وبالطموح والإصرار والتعاون والصبر والثقة في الله وفي النفس يمكن تحقيق الكثير من الأمور الإيجابية وتجاوز مختلف الصعوبات".