واصلت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الجمعة اهتمامها بآخر تطورات الأزمة السورية وخاصة احتمال استخدام النظام السوري لأسلحة كيميائية ضد الثوار، فضلا عن اهتمامها بالوضع الاقتصادي في أوروبا. وهكذا، اهتمت الصحف البلجيكية على الخصوص بالنقاش الدائر حول رواتب أرباب المقاولات العمومية وواصلت تعليقها على التطورات الأخيرة للأزمة السورية. ففي الوقت الذي توشك فيه العطلة الصيفية على النهاية، تركز الصحف البلجيكية على ملف حساس يتعلق برواتب أرباب المقاولات الذي يتعين على الحكومة تسويته ابتداء من الدخول المقبل. فتصريح مدير البريد الذي يعارض أي خفض لراتبه جاء في الوقت المناسب. واعتبرت صحيفة "دو مورجين" أن رفض مدير البريد تقليص راتبه الحالي من 1,1 مليون أورو في السنة إلى 290 ألف أورو، الذي يعادل راتب الوزير الأول، يبعث للحكومة عبر البريد المضمون ملفا قابلا للانفجار ويثير البلبلة مسبقا، مضيفة أن إدارة البريد ليست أكثر صعوبة من إدارة البلاد. وبخصوص الأزمة السورية توقفت (لا ليبر بلجيك) عند الهجوم المأساوي بالقرب من دمشق والذي يعيد طرح التساؤلات بشأن استخدام أسلحة كيميائية. وكتبت (دو ستاندار) أن "الإدانة لا تساعد السوريين"، مضيفة أنه "أخلاقيا، على العالم أن يتدخل في سورية". وفي فرنسا، شكل الهجوم بالأسلحة الكيماوية الذي قد تكون قوات الرئيس بشار الأسد قد نفذته أول أمس بضواحي دمشق، والقلق الناجم عن نية الحكومة الفرنسية الرفع من الضرائب وإصلاح أنظمة التقاعد ومكافحة الانحراف، أهم المواضيع التي استأثرت باهتمام الصحف الفرنسية الصادرة اليوم. وقالت صحيفة (ليبيراسيون) إن الهجوم بالأسلحة الكيماوية لم يتأكد بعد، ذلك أن المعلومات الواردة في هذا الشأن مصدرها المعارضة والفرق الطبية، مشيرة إلى أن هذه المعلومات تم نفيها من قبل النظام السوري. وأضافت الصحيفة أن المعلومات التي أوردتها المعارضة تشير إلى سقوط نحو 1300 قتيل و5000 جريح تمت معالجتهم، مشيرة إلى أن الفرق الطبية والنشطاء السوريين جمعوا عينات من الدم وملابس الضحايا التي قد تكون حاملة لآثار هجوم كيماوي. من جانبها، تطرقت صحيفة (لاكروا) إلى القلق الذي يساور الفرنسيين بخصوص الرفع المرتقب للضرائب وإصلاح أنظمة التقاعد، مشيرة إلى أن هذين الموضوعين يعقدان مساندة الحكومة. وأضافت الصحيفة أنه يسجل مع الدخول السياسي فرق بين التفاؤل الذي عبر عنه الرئيس فرنسوا هولاند حول عودة الانتعاش الاقتصادي، والشك الذي يخيم على جزء من الأغلبية، مشيرة إلى أن هذه الأخيرة تنتابها مخاوف بشأن تأثير العبء الضريبي وإصلاح أنظمة التقاعد على القدرة الشرائية للفرنسيين. من جانبها، دقت صحيفة (أوجوردوي أون فرانس) ناقوس الخطر إزاء تنامي أعمال العنف وتزايد الانحرافات بمناطق عدة بفرنسا، مشيرة في هذا الإطار إلى أنه تم فرض حظر التجول على التجار بأحد أحياء باريس من أجل مواجهة انعدام الأمن. وأكدت الصحيفة أنه تم اتخاذ هذا الإجراء غير المسبوق بمنطقتين بالضاحية الباريسية تعانيان من العنف المرتبط بالاتجار في المخدرات، مضيفة أن القرار الذي فرض على التجار بوسط المدينة بإغلاق محلاتهم عند الساعة الثامنة مساء، من شأنه إعادة الهدوء إلى أحياء تعرف انتشار الاتجار بالمخدرات وما يصاحبها من أعمال عنف. من جانبها، خصصت الصحف البريطانية تعليقاتها لقضية اعتقال أحد مساعدي الصحفي الذي كان يعمل بصحيفة (الغارديان) مؤخرا بمطار هيثرو بلندن، والذي سرب برامج المراقبة الأمريكية البريطانية. ويتعلق الأمر بدافيد ميراندا مرافق ومساعد للصحفي غلين غرينوالد والذي كشف له إدوارد سنودن المستشار السابق الوكالة الوطنية للأمن القومي أسرارا هزت الوسطين السياسي والدبلوماسي في العالم. وسلطت (ديلي تيليغراف) الضوء على "الفوز الجزئي" الذي حققه محامي دافيد ميراندا الذي استعان بالعدالة البريطانية لحماية سرية الوثائق المحجوزة والتي وصفت بأنها عبارة عن "أدوات صحافية حساسة"، حيث قرر القضاء حصر بحث الوثائق المحجوزة من خلال منع السلطات البريطانية من "تفتيش ونقل وتقاسم" هذه المعطيات "إلا في حالة توخي حماية الأمن القومي". وفي إسبانيا، تركز اهتمام الصحف على الأرقام الاقتصادية الإيجابية التي قدمتها الحكومة أمس الخميس في مجالي السياحة والصادرات. وكتبت يومية (أ بي سي) أن "إسبانيا سجلت رقما قياسيا"، مضيفة أن تدفقات السياح الأجانب على إسبانيا ما بين يناير ويوليوز الماضيين سجلت رقما قياسيا بلغ 34 مليون زائر. وأشارت اليومية إلى تراجع العجز التجاري الإسباني بنسبة 68,8 في المائة خلال النصف الأول من السنة الجارية، وذلك بفضل الزيادة الكبيرة التي عرفها حجم الصادرات. ومن جهتها قالت صحيفة (إلموندو) إن "السياحة والصادرات حطمتا الرقم القياسي وباتتا محرك الاقتصاد الإسباني"، مشيرة إلى أنه يمكن لهذين القطاعين إعطاء دفعة جديدة لاقتصاد البلاد التي تعيش ركودا منذ سنة 2008 . وسارت صحيفة (إلباييس) على نفس المنحى، إذ أكدت أن السياحة والصادرات أعطتا "نفسا جديدا" للاقتصاد الإسباني.