اهتمت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الخميس باستمرار العنف في سورية واتهام المعارضة للجيش السوري باستخدام أسلحة كيميائية ضد المدنيين، إضافة إلى قضايا سياسية واقتصادية راهنة، من قبيل التجمع العائلي وانتعاش الاقتصاد الفرنسي، والجدل الدائر ببلجيكا حول المقارنة بين الوالونيين والفلامانيين. وفي هذا الصدد، علقت الصحف البلجيكية على تصريحات وزير والوني قال فيها إن المواطنة الوالونية تعد "منفتحة وبناءة" مقارنة مع المواطنة الفلامانية التي اعتبر أنها قد تكون "سما بالنسبة لبلجيكا". وكتبت صحيفة "لوسوار" في افتتاحية بعنوان " لنمتنع عن اختراع مواطنة جديدة" " من خلال إطلاق هذه المقارنة الجريئة، رودي ديموت كشف ما كان ينوي إخفاءه: المواطنة الوالونية، إذا كانت قائمة أصلا، مسيئة أكثر من أي مواطنة أخرى باعتبارها تقوم على أفضلية مزعومة". وعلى الصعيد الدولي، نشرت بعض الصحف البلجيكية صور ضحايا أحد الاعتداءات العنيفة بالقرب من دمشق، إذ اتهمت المعارضة السورية النظام باستخدام أسلحة كيميائية. من جهتها، خصصت الصحف الفرنسية تعليقاتها لمسلسل العنف المتواصل بسورية، وللموقف الذي اتخذه وزير الداخلية الفرنسي بشأن التجمع العائلي، واستئناف الانتعاش الاقتصادي بالبلاد. فقد كتبت صحيفة (لاكروا) أن المعارضة السورية تتهم الجيش السوري باستعمال السلاح الكيماوي ضدها، مشيرة إلى أن الصور ومقاطع الفيديو التي تم بثها على الأنترنيت يبدو أنها تشير إلى هذه الفرضية دون أن يكون بالإمكان تأكيد ذلك من مصدر مستقل . وأضافت الصحيفة أن الأولوية بالنسبة للأمم المتحدة هي القيام بزيارات لعين المكان وأخذ عينات من التربة، وفحص المصابين وإجراء تشريح لجثت الضحايا، مشيرة إلى أنه إذا تأكد استخدام الغازات الكيميائية فإنه على الدول الداعمة لبشار الأسد إعادة النظر في موقفها. من جهة أخرى، اهتمت صحيفة (لبيراسيون) بالخروج الإعلامي لوزير الداخلية مانويل فالس المتعلق بتقييد التجمع العائلي بفرنسا، مشيرة في هذا الصدد إلى عدم وجود أي استثناء بخصوص العيش في كنف الأسرة. وأشارت في هذا السياق إلى أن عضوين في الحكومة الفرنسية عبرا بشكل صريح عن معارضتهما لتصريحات وزير الداخلية. وسجلت الصحيفة في هذا الصدد أن الرئيس الفرنسي أكد على واجب التضامن الذي يتعين على كل عضو في الحكومة التحلي به، مؤكدا أن إعادة النظر في التجمع العائلي مسألة غير مطروحة. من جهة أخرى، اعتبرت صحيفة (أجوردوي أون فرانس ) أن الرئيس هولاند قد يكسب رهان النمو والتشغيل، مشيرة إلى أن مؤشرات الانتعاش الاقتصادي رغم هشاشتها تظل حاضرة. وخلصت الصحيفة إلى أن الرهان الحقيقي للرئيس الفرنسي يكمن في خفض معدل البطالة وتعزيز ثقة المستثمرين. وبدورها، أولت الصحف البريطانية اهتمامها للملف السوري، إذ أكدت "التايمز" في مقال بعنوان " قنابل الغاز المسممة للأعصاب تقتل المئات في سورية" أن الأمر يتعلق بهجوم كيميائي، يعد الأسوء من نوعه، ضد السكان المدنيين منذ المجزرة التي استعمل فيها صدام حسين الأسلحة الكيميائية ضد الأكراد سنة 1988. وأضافت أن الصور الصادمة لضحايا الهجوم بالأسلحة الكيميائية يكشف عن شناعة والوجه الحقيقي لنظام بشار الأسد الذي يراهن على الاستعمال المفرط للقوة للقضاء على الثوار ولا يتردد في اللجوء إلى جميع الوسائل للتمسك بالسلطة. وأبرزت "ديلي تيليغراف" الموقف الحازم الذي اتخذته لندن حين طالبت باجتماع عاجل لمجلس الأمن بخصوص استخدام الأسلحة الكيميائية ضد الثوار السوريين الذين يخوضون معارك ضد النظام الديكتاتوري منذ ربيع سنة 2011 . وفي إسبانيا، حظيت اتهامات المعارضة السورية لنظام بشار الأسد باستخدام غازات سامة ضد السكان المدنيين في ضواحي دمشق باهتمام الصحف. وفي هذا الصدد، كتب صحيفة (البايس) أن "الثوار السوريين نددوا بأسوإ هجوم كيماوي يقع في سورية"، معززة مقالها بصورة لمجموعة من الأطفال الذين لقوا حتفهم في هذا الهجوم. وأضافت أن المعارضة السورية تتهم نظام الأسد باستخدام أسلحة كيماوية قرب دمشق، وهو ما خلف، بحسب الثوار، مئات القتلى، مشيرة إلى أن السلطات السورية اعترفت بالهجوم لكن ليس بالأسلحة السامة. من جهتها كتبت صحيفتا (إلموندو) و(أ بي سي) أن "المعارضة السورية تدين مقتل 1300 من المدنيين في هجوم بالأسلحة السامة"، مضيفة أن مجلس الأمن عقد اجتماعا طارئا لتشخيص الوضع في هذا البلد. وأوردت الصحيفتان أن نظام الأسد نفى نفيا قاطعا هذه الاتهامات، معبرا عن أسفه لموقف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي اكتفى بالتعبير عن "قلقه العميق" من الصراع في سورية.