كشف مصدر أمريكي أن بشار الأسد يجهز مركبات كيمائية تدخل في إعداد غاز السارين القاتل؛ بهدف استخدامه ضد المقاومة في سوريا. ورجح المصدر الذي رفض الكشف عن هويته لشبكة «سي إن إن» الإخبارية، أن هذا الغاز مخصص من أجل قذائف المدفعية، كما أشار إلى أن التحركات التي رصدتها واشنطن في حيز مناطق مخازن السلاح السورية تتجاوز أن تكون مجرد نقل للأسلحة. يأتي هذا التصريح متزامنًا مع تحذير أطلقه الرئيس الأمريكي باراك أوباما لنظيره السوري بشار الأسد من الإقدام على استخدام الأسلحة الكيميائية بعد تقارير تتحدث عن نقل مواد منها وتجهيز مخزون غاز الأعصاب». وذكرت صحيفة «ديلي تلجراف»، أمس، أنه «في يوم انشق فيه أحد كبار المتحدثين باسم النظام وقررت فيه الأممالمتحدة سحب عناصرها غير الأساسية من سوريا تعهد الرئيس أوباما بأن العالم لن يقف ساكنا إذا تم استخدام السلاح الكيميائي في الصراع الجاري في سوريا منذ 21 شهرا». وقال أوباما موجها حديثة للأسد: «إذا ارتكبت هذا الخطأ فإنك ستتحمل المسؤولية ونحن ببساطة لن نسمح بأن يلوث القرن الحادي والعشرين بأسوأ أسلحة القرن العشرين». وأضافت الجريدة البريطانية «أن خبراء عسكريين أمريكيين رصدوا نقل الجيش السوري لبعض مخزون الأسلحة الكيميائية إلى مواقع قريبة من بطاريات المدفية التي يمكن استخدامها في إطلاق هذه الأسلحة». ونقلت الجريدة تصريحا عن أحد المسؤولين الأمريكيين قال فيه «الوضع لا يتعلق فقط بنقل مخزون الأسلحة الكيميائية لكن أيضا باحتمالية تجهيزها للاستخدام». وكانت «هيلاري كلينتون» وزيرة الخارجية الأمريكية أكدت أن الإدارة الأمريكية تعتبر استخدام الأسد سلاحه الكيمائي في الصراع الدائر بسوريا خطًّا أحمر، لا يمكن تجاوزه، كما أشارت إلى خطة تحرك أمريكية جاهزة إذا ما تم استخدام الأسلحة الكيمائية. يذكر أن الاستخبارات الأمريكية قد رصدت تحركات مريبة في مناطق مخازن الأسلحة الكيمائية إلا أنها وصفتها ابتداءً بأنها مجرد عمليات نقل للأسلحة إلى أماكن آمنة، بعد تقدم ملحوظ لقوات الجيش السوري الحر. يذكر أن المعارض السوري حمزة يوسف أعلن، أول أمس الاثنين، أنَّ المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي، سيعلن خلال ساعات من العاصمة البريطانية لندن انشقاقه عن نظام بشار الأسد. ورغم سعادة الداخل السوري بهذا الانشقاق، الذي يكشف عن اقتراب نهاية النظام، كما أكَّد يوسف ل»وكالة الأناضول للأنباء»، إلا أنَّه قال: «هذا الانشقاق لن يعفي مقدسي من المحاسبة لاتهاماته المتكررة للمعارضة ووصفه للجيش الحر بالعصابات المسلحة». في الأثناء، أكَّدت مصادر أمنية أنَّ «تركيا حركت، أول أمس، طائرات حربية مقاتلة على حدودها مع سوريا، بعدما قصفت طائرات سورية مواقع تابعة للمعارضة السورية المسلحة في مدينة رأس العين الحدودية، وأدَّى ذلك إلى سقوط شظايا في الأراضي التركية». ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، مساء أول أمس، عن المصادر الأمنية التركية قولها: «إنَّ الطائرات العسكرية التركية انطلقت من قاعدتها في جنوب شرقي مدينة ديار بكر بعد تعرُّض مواقع المعارضة السورية إلى قصف جوي سوري». وأضافت قائلة إنَّ «شظايا القصف سقطت في بلدة سيلنبينار التركية المحاذية لمدينة رأس العين الحدودية مع سوريا، مما أثار الرعب في صفوف السكان المحليين»، على حد قول المصادر التركية. إسقاط الطائرات في المقابل، ارتفع العدد الإجمالي للطائرات المقاتلة، التي أسقطتها قوات المعارضة السورية المسلحة أو دمرتها وهي رابضة في مطاراتها إلى 104 طائرات بين مروحية وحربية، بينما ذكرت أنَّها تمكنت من اغتنام 3 طائرات مروحية. وأوضحت المعارضة السورية أنّ 52 طائرة مقاتلة دمرت وأسقطت، كذلك بالنسبة للطائرات المروحية، بينما أشارت إلى أنه تم إسقاط 79 طائرة من الجو، فيما تمّ تدمير 25 طائرة رابضة في عدد من المطارات التي استهدفتها قوات تابعة للجيش الحر. ووفقًا لإحصائية للمعارضة السورية فقد توزعت الطائرات التي دمّرت أو أسقطت حسب الشهور خلال العام 2012 على النحو التالي: طائرة واحدة في مارس و3 طائرات في يونيو و8 في يوليو و30 في أغسطس و15 في سبتمبر و12 في أكتوبر و30 في نوفمبر و8 في ديسمبر الجارين وفق ما ذكرت شبكة « سكاي نيوز عربية». أما توزيع الطائرات التي أسقطت أو دمرت حسب المدن فجاء على النحو التالي: 1 في درعا و2 في حمص و4 في كل من دمشق وحماة و17 في دير الزور و18 في حلب و24 في ريف دمشق و37 في إدلب. جدير بالذكر أنَّ معظم الطائرات المستخدمة في سلاح الجو السوري مصدرها صناعة الطيران السوفيتية قبل تفكك الاتحاد السوفيتي، ثم روسيا. مواقف دولية دوليا، أعلن مسئول في الاتحاد الأوروبي، أول أمس، أنَّ مكتب الاتحاد في دمشق بصدد تقليص أنشطته هناك إلى الحدّ الأدنى بسبب الظروف الأمنية. وقال متحدث باسم كاثرين آشتون مسئولة الشئون الخارجية في الاتحاد الأوروبي ردًا على سؤال من وكالة «رويترز»: «قررت بعثة الاتحاد الأوروبي تقليص أنشطتها في دمشق إلى الحد الأدنى بسبب الظروف الأمنية الحالية». ويجدر التذكير بأنَّ الإدارة الخارجية بالاتحاد ليدها مكتب في دمشق ظل مفتوحًا منذ بدأت الأزمة السورية وحتى الآن. من جهتها، أعلنت وكالة أنباء في الأممالمتحدة أنَّ المنظمة الدولية ستسحب «الموظفين الدوليين غير الأساسيين» من سوريا، أي 25 شخصًا من أصل نحو 100، وستحد من تنقلات موظفيها في البلد بسبب تفاقم الظروف الأمنية. وبحسب وكالة «آي آر آي إنَّ» التابعة لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فقد قرّرت الأممالمتحدة تعليق كل التنقلات خارج دمشق، وبين الموظفين الدوليين، فإنَّ 25 شخصًا من أصل نحو 100، قد يغادرون البلاد اعتبارًا من هذا الأسبوع. كما أنَّ بعض وكالات الأممالمتحدة ستنسحب أيضًا من مدينة حلب، التي تشهد معارك بين الجيش السوري والثوار المسلحين، إلا أنَّ وكالة واحدة على الأقل ستبقي على وجود في كل منطقة كبرى من سوريا خارج دمشق وفقًا لتوافر الموظفين المحليين. وأعلن منسق المساعدة الإنسانية في سوريا رضوان نويصر أنَّ «الوضع الأمني أصبح صعبًا للغاية بما في ذلك في دمشق»، وأضاف أنَّ الأممالمتحدة «ستعيد تقييم حجم وجودها في البلد، إضافة إلى الطريقة التي تقدم بموجبها المساعدات الإنسانية». موقف عربي عربيا، قال أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي إن نظام الرئيس بشار الأسد يمكن أن يسقط “في أي وقت"، مشيراً إلى أنه يواجه معارضة تكسب مزيداً من الأرض كل يوم. وسئل العربي في مقابلة مع وكالة “فرانس برس"، متى يتوقع سقوط نظام الأسد؟ فأجاب إن “هذا يمكن أن يحدث في أي وقت" . وأضاف أن الأوضاع “على الأرض توضح بجلاء أن المعارضة السورية تتقدم سياسياً وعسكرياً، إنها تحقق تقدماً كل يوم، المعارك تدور الآن في دمشق". واعتبر أن الائتلاف الوطني السوري (المعارض) “يمضي قدماً". وقال “نحن على اتصال معهم ونقابلهم دوماً" بعد أن اعترفت الجامعة العربية بالائتلاف باعتباره “الممثل الشرعي للمعارضة السورية، والمحاور الأساسي للجامعة العربية". ورداً على سؤال عن احتمال أن يؤثر النزاع السوري على الدول المجاورة، قال العربي “الاحتمال قائم ولا يمكن أن نستبعده". وأعرب عن أسفه لدعم روسيالدمشق، معتبراً أنه يمنع مجلس الأمن من تحقيق تقدم في الملف السوري. وأضاف “هذا يوضح أن المجتمع الدولي يجب أن يراجع الطريقة التي يعمل بها مجلس الأمن"، وأكد أن “الروس يصرون على أن الأسد يجب أن يبقى حتى نهاية الفترة الانتقالية، في حين أن الخطة العربية لتسوية النزاع تقضي بالفترة الانتقالية تبدأ بتشكيل حكومة تتمتع بصلاحيات كاملة وبالتالي يصبح الأسد من دون سلطات". ورأى أن الصين التي تؤيد سوريا في مجلس الأمن يمكن أن تغير موقفها. وقال إن “التصريحات التي يدلي بها الصينيون تشير إلى أنهم أكثر مرونة". ورداً على سؤال عن دور إيران في النزاع السوري، قال “أقرأ في الصحف أن إيران تزود (النظام) بالسلاح والمال"، ما “تنفيه طهران". وأضاف “لا أتوقع أن يتغير الموقف الإيراني، لأنه موقف دوغماتي لكنه ليس مؤثراً إلى هذا الحد".