حذرت الدول الغربية٬ أمس الإثنين٬ سوريا من مغبة استعمال السلاح الكيميائي على خلفية تهديد دمشق باستخدام هذا السلاح في حال تعرضها لهجوم خارجي٬ في ظل استمرار عمليات العنف وسقوط المزيد من الضحايا. ويأتي هذا التحذير بعد النداء الذي وجهه المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية في الدوحة٬ للرئيس السوري من أجل "التنحي عن السلطة"٬ مقابل "خروج آمن له ولعائلته". وفي هذا الصدد٬ حذرت الولايات المتحدة٬ أمس٬ النظام السوري من مغبة " التفكير " باستخدام أسلحته الكيميائية. وقال المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل على السوريين "ألا يفكروا حتى ولو لثانية واحدة باستخدام الاسلحة الكيميائية". ومن جانبه٬ اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ تهديد دمشق باستخدام أسلحة كيميائية في حال تعرضها لهجوم خارجي أمر "غير مقبول". وقال هيغ "من غير المقبول القول انهم يستطيعون استخدام أسلحة كيميائية مهما كانت الظروف". وأضاف الوزير البريطاني٬ في ختام اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل٬ "ما يحصل في الواقع أن الشعب يثور ضد دولة بوليسية دموية٬ هذا الأمر لا علاقة له بعدوان من أي مكان في العالم". أما وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي فقد أكد في بيان أن "التهديد باستخدام أسلحة كيميائية أمر وحشي"٬ لافتا الانتباه إلى أن هذا الأمر يظهر الموقف "غير الإنساني" لنظام بشار الأسد٬ داعيا "كل السلطات في سوريا إلى المساهمة بشكل مسؤول في تأمين سلامة أي مخزون للأسلحة الكيميائية". وأعرب الاتحاد الاوروبي٬ بدوره٬ عن "قلقه البالغ من اللجوء المحتمل" إلى هذه الاسلحة. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون إن وجود أسلحة كيميائية في أي منطقة نزاع يشكل "مصدر قلق"٬ مضيفة "وفق معلوماتي٬ لا أسباب حتى الآن للقلق من احتمال إخراج (تلك الاسلحة من أماكن تخزينها) أو نقلها". وكانت وزارة الخارجية السورية قد أكدت في بيان تلاه المتحدث باسمها جهاد مقدسي أمام الصحافيين٬ وأقر فيه للمرة الاولى بامتلاك سوريا لأسلحة كيميائية٬ "لن يتم استخدام أي سلاح كيميائي أو جرثومي أبدا خلال الأزمة في سوريا مهما كانت التطورات الداخلية. هذه الأسلحة لن تستخدم إلا في حال تعرضت سوريا لعدوان خارجي". وتابع إن "هذه الأسلحة على مختلف أنواعها مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السورية وبإشرافها المباشر". إلا أن الخارجية السورية سرعان ما وزعت بيانا جديدا على وسائل الإعلام أدخلت فيه تعديلات على البيان السابق. وجاء فيه "أن أي سلاح كيميائي أو جرثومي لم ولن يتم استخدامه أبدا خلال الأزمة في سوريا مهما كانت التطورات في الداخل السوري٬ وأن هذه الأسلحة على مختلف أنواعها -إن وجدت- فمن الطبيعي أن تكون مخزنة ومؤمنة من القوات المسلحة السورية".