تركز اهتمام الصحف العربية الصادرة اليوم الأربعاء على تطورات الوضع في سوريا ومفاوضات السلام الفلسطينية -الإسرائيلية والتصميم الذي أبدته الحكومة البحرينية على مواجهة الأعمال الإرهابية بالبلاد، إلى جانب الوضع الأمني بليبيا واقتحام متظاهرين أمازيغ لمقر المؤتمر الوطني العام . فقد سلطت الصحف العربية الصادرة من لندن الضوء على تطورات الوضع العسكري في سوريا، إذ كتبت صحيفة (الحياة) عن تصاعد الضغوط والإجراءات داخل سوريا وخارجها لفصل مقاتلي الجيش الحر بقيادة اللواء سليم إدريس عن المقاتلين الإسلاميين المتشددين، وذلك بالتزامن مع أخذ بعض الخطط طريقها إلى التنفيذ، وبينها تشكيل نواة "جيش وطني" من سبعة آلاف ضابط وجندي موجودين في الدول المجاورة لسوريا بعد انشقاقهم عن نظام الرئيس بشار الأسد. وأضافت الصحيفة أن التقديرات تشير إلى أن الجيش الحر يتكون من 30 ألف مقاتل، وذلك من أصل نحو 120 ألف مقاتل، ينضوون في كتائب إسلامية مختلفة، إضافة إلى نحو عشرة آلاف مقاتل يتبعون ل"الدولة الإسلامية في العراق والشام" و"جبهة النصرة". وتطرقت صحيفة (الشرق الأوسط)، من جانبها لموضوع طرح المعارضة السورية اليوم رؤيتها لمستقبل سوريا بعد سقوط النظام تحت عنوان "خطة التحول الديمقراطي في سوريا". وأشارت إلى أن المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية سيعلن اليوم من مدينة إسطنبول التركية خارطة طريق للمرحلة الانتقالية. وتتضمن الخطة رؤية نهائية وموحدة للفترة الانتقالية في سوريا. ونقلت الصحيفة عن المدير التنفيذي للمركز رضوان زيادة قوله "بعد الاتهامات التي وجهت مرارا وتكرارا إلى المعارضة السورية بخصوص عدم توفرها على رؤية لمرحلة ما بعد سقوط (الرئيس السوري) بشار الأسد، نقدم اليوم رؤية متكاملة للمرة الأولى حول ديمقراطية المستقبل بعد الثورة". أما صحيفة (العرب) فنقلت عن مسؤول الأمن والدفاع في الائتلاف الوطني السوري المعارض قوله إن سلطات عدد من الدول ضبطت عملاء تابعين ل"فرق اغتيال" مكلفة من النظام السوري بتصفية شخصيات سياسية سورية معارضة، مشيرا إلى أن أجهزة أمنية عربية وأجنبية حذرت شخصيات معارضة من استهداف فرق أرسلها النظام لاغتيالها في دول اللجوء. وفي لبنان كتبت (المستقبل) أن النظام السوري "يعترف بسقوط عدد من قرى ريف اللاذقية، إذ اعترف التلفزيون الرسمي بسقوط قرى منها تلا وكفرية وبيت الشكوجي"، مضيفة أن "التقدم الذي حققه الثوار ضمن معركة الساحل الأخيرة" يرد عليه النظام ب"قصف على المناطق التي أصبحت تحت سيطرة الجيش الحر، وكان آخرها إلقاء براميل متفجرة من الطيران المروحي على قرى دورين واستربة الواقعة في ريف". أما صحيفة (الأخبار) فقالت إن "ضجيج المعركة في سورية لا يزال أعلى من الصوت الدبلوماسي"، مشيرة إلى "تمسك واشنطن بمؤتمر جنيف الثاني متزامن مع تنسيقها الدائم مع (المعارضة المعتدلة) ومع تدفق السلاح والمسلحين من كافة أصقاع الأرض". وتحت عنوان "واشنطن متمسكة بجنيف 2 وعينها على علاقات الثوار"، أوضحت الصحيفة أنه وب"التزامن مع تدفق السلاح نحو سورية وازدياد نفوذ (الجهاديين) ما زالت واشنطن، التي تراقب التعاون بين المقاتلين المعتدلين والمتشددين، متمسكة بعقد جنيف الثاني من دون الرئيس السوري الفاقد للشرعية". أما الصحف البحرينية فأبرزت التصميم الذي أبدته الحكومة لمواجهة الأعمال الإرهابية بالبلاد، ومختلف الإجراءات المتخذة في سبيل ذلك. فقد نقلت الصحف عن رئيس الوزراء، الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، قوله خلال زيارة دعم لوزارة الداخلية، أمس الثلاثاء، إن "البحرين تواجه إرهابا ممنهجا سنواجهه بكل صرامة، وسيقدم للعدالة كل محرض وداع للعنف والإرهاب بما يعرض السلم الأهلي للخطر". وأعرب رئيس الوزراء، تضيف الصحف، عن "الثقة العالية في جاهزية الأجهزة الأمنية وقدرتها على التعامل مع أي طارئ أو مستجد أو دعوة مشبوهة لجر البلاد نحو الفوضى وعدم الاستقرار". وفي السياق ذاته، أبرزت الصحف دعوة وزارة الداخلية الى "استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية وعدم الانسياق وراء أية شائعات مغرضة تردد عبر وسائل التواصل الاجتماعي". كما اهتمت بمطالبة وزارة الاتصالات شركات الاتصال العاملة في البحرين بالإسراع في تنفيذ إجراءات حجب المواقع والمنتديات التي تحرض على العنف تنفيذا لتوصيات البرلمان، وكشف وزير الاتصالات عن الاتفاق على إنشاء فريق بين الوزارة وشركات الاتصال يعمل على مدار الساعة، لرصد وتعقب المواقع والمنتديات وشبكات التواصل الاجتماعي المحرضة على العنف والإرهاب. وتناقلت الصحف خبر استدعاء وزارة الخارجية البحرينية للقائم بالأعمال اللبناني في المنامة، للتعبير له عن "الاستياء الشديد" من عقد مؤتمر صحفي في بيروت لما أطلق عليه "حركة تمرد البحرين"، والذي تمت خلاله، حسب بيان للوزارة، "الدعوة إلى العصيان المدني وإعلان النفير العام في مملكة البحرين". وفي الأردن، واصلت الصحف اهتمامها بمفاوضات السلام الفلسطينية -الإسرائيلية، متوقفة على الخصوص عند المخاطر التي تحفها بالنسبة للجانب الفلسطيني، في ضوء تشبث الحكومة الإسرائيلية بسياسة الاستيطان. ففي مقال يحمل عنوان "السلطة... التفريط أو المقاومة"، كتبت صحيفة (الدستور) أن "السلطة الفلسطينية أمام مفترق خطير جدا: فإما المشاركة في المفاوضات المقررة اليوم في القدسالمحتلة، أو رفضها والوقوع في الكمين المعد أمريكيا وإسرائيليا بعناية تامة، بعد موافقة حكومة العدو الصهيوني على إقامة ألف وحدة سكنية جديدة في القدس العربية المحتلة". واعتبرت أن "موافقة قيادة منظمة التحرير الفلسطينية على المشاركة في المفاوضات تعتبر سابقة خطيرة، فهي تعني التخلي عن الثوابت، وشرعنة" الاستيطان، وتعني التفريط في الأرض، ما يعتبر خطيئة كبرى"، وأن "القيادة الفلسطينية أمام خيارين لا ثالث لهما: إما التفريط في الثوابت الفلسطينية والسقوط في كمين العدو، أو الصمود والعودة إلى الشعب، وتفجير المقاومة كخيار أخير". من جهتها، اعتبرت صحيفة (الرأي)، في مقال بعنوان "الحسابات الخاطئة"، أنه "حتى القيادة الفلسطينية لا ترى أن هناك أي إمكانية فعلية لأي إنجاز ستسفر عنه المفاوضات التي بدأت في واشنطن وانتقلت حسب ما هو مقرر إلى القدس، طالما أن اليمين الإسرائيلي هو صاحب القرار في حكومة بنيامين نتنياهو، فالإسرائيليون لم يبدر عنهم، باستثناء خطوة إطلاق الأسرى الذين تم الاتفاق على إطلاقهم بوساطة أمريكية، ما يشير إلى أنهم جادون في هذه المفاوضات". وأضافت أن "اليمين الإسرائيلي الحاكم، الذي يبني قراراته ومواقفه على أساس اللحظة العربية الراهنة التي يعتبرها لحظة مريضة، يرى أنه غير مضطر لتقديم أي تنازلات، وأن عليه أن يواصل الاستيطان وضرب مرتكزات ومقومات الدولة المستقلة التي يسعى إليها الفلسطينيون ويؤيدها العالم كله، وذلك حتى تصبح هناك حقائق على الأرض تجعل إقامة هذه الدولة مسألة مستحيلة، حتى وإن حلت محل الحكومة الإسرائيلية الحالية حكومة أخرى لديها قناعة فعلية ولديها استعداد فعلي لمثل هذه الخطوة". وعلى صعيد متصل، ذكرت صحيفة (السبيل) أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كشفت في تقرير لها عما أسمتها "تفاصيل هامة وخطيرة" لمجمل المحادثات التي جرت خلال لقاءين عقدهما وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع رئيس السلطة محمود عباس في 17 و 18 يوليوز الماضي في عمان حول المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي. وأضافت أن تقرير (حماس) أفاد بأن "المحادثات ستتوج باتفاق تاريخي، على غرار اتفاق أوسلو، يتم خلاله الإعلان عن وقف نهائي للنزاع التاريخي بين الطرفين، حيث تعلن إسرائيل موافقتها على قيام الدولة الفلسطينية، مقابل اعتراف فلسطيني مماثل بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي". وفي الجزائر هيمن حدث إصدار القضاء الجزائري مذكرة توقيف دولية في حق وزير الطاقة السابق شكيب خليل لتورطه في رشاوى تخص عقود الشركة الوطنية للمحروقات (سوناطراك) على غالبية الصحف المحلية التي نقلت تصريحات لخليل نفى فيها التهم الموجهة إليه وكذا عدم حمله للجنسية الأمريكية، وإبداءه الاستعداد للمثول أمام القضاء الجزائري شريطة أن يكون التحقيق معه بكل مهنية ونزاهة. واعتبرت صحيفة (الشروق)، نقلا عن خبراء في الاقتصاد، أن "ما تم نهبه من مؤسسة سوناطراك التي تشكل عمود الاقتصاد الوطني يقدر بملايير الدولارات منذ 1999، وأنه باحتساب فقط الأموال المنهوبة في (سوناطراك 2) وسولنغاز نحصل على مبلغ يفوق 3 ملايير دولار، كان بإمكان الحكومة استغلاله في القضاء على العجز في الهياكل التربوية واهتراء الطرقات وكذا أزمة المياه". وأوردت صحيفة (الخبر)، تحت عنوان "الأحزاب بين مرتاح للقرار ومشكك في توقيته"، أن آراء الطبقة السياسية حول قرار إصدار مذكرة توقيف بحق شكيب خليل "تراوحت بين من يرى أن العدالة الجزائرية ستأخذ مجراها في القضية وستنجح في إحضار الوزير أمامها لينال جزاءه، وبين مشكك في توقيت هذا القرار والأسباب الحقيقية التي تقف وراءه". ونقلت صحيفة (المحور) عن مصادر مطلعة أن شكيب خليل سيسلم إلى السلطات الجزائرية قبل نهاية 2013، بعد إصدار مذكرة التوقيف الدولية (..) بتهمة تكوين شبكة للجريمة المنظمة وتبييض الأموال وتلقي عمولات في صفقات تخص شركة سوناطراك امتدت من 2003 إلى 2011. وفي ليبيا، شكل اقتحام متظاهرين أمازيغ لمقر المؤتمر الوطني العام وتواصل مسلسل العنف ببنغازي وقرار الحكومة المؤقتة رفع مرتبات عناصر الجيش أبرز اهتمامات الصحف الليبية الصادرة اليوم. وواكبت الصحف المظاهرة الحاشدة التي نظمها متظاهرون أمازيغ قدموا من عدة مناطق ليبية أمام المؤتمر الوطني العام للمطالبة بدسترة اللغة الامازيغية وضمان حقوقهم في الدستور الليبي المرتقب، مشيرة إلى أن هذه المظاهرة السلمية انحرفت عن مسارها بإقدام عدد من المحتجين الغاضبين على اقتحام مقر المؤتمر الوطني وتحطيم واجهته وإتلاف محتويات القاعة الرئيسية للاجتماعات ومرافق أخرى. وأوردت الصحف تصريحا للناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني العام عمر احميدان استنكر فيه هذا الحادث واعتبر أن ما جرى يعد "اعتداءا صارخا على شرعية المؤتمر الوطني"، مؤكدا أنه "مهما كانت شرعية مطالب المحتجين، فلا ينبغي أن يصل الأمر إلى حد تهديد مؤسسات الدولة والاعتداء على شرعية المؤتمر وعلى أعضائه"، ومشيرا إلى أن المؤتمر الوطني العام "سيشكل لجنة تحقيق بشأن ما حدث". في الشأن الأمني، واكبت الصحف تطورات الوضع الأمني خاصة ببنغازي التي تشهد عمليات عنف متواصلة كانت آخرها محاولة الاغتيال التي استهدفت أمس آمر كتيبة تابعة للجيش الليبي، مبرزة أن العقيد العرفي أصيب بجروح بليغة في رجله اليمنى جراء تفجير عبوة ناسفة زرعت أسفل سيارته. من جهة أخرى، تطرقت الصحف إلى قرار الحكومة المؤقتة رفع مرتبات منتسبي الجيش بما فيهم العاملين المدنيين بنسب تتراوح بين 20 و30 في المائة. أما على الصعيد الاقتصادي، فقد اهتمت الصحف بالانعكاسات السلبية للاحتجاجات التي تشهدها عدة مرافق نفطية على إنتاج ليبيا من هذه المادة التي تعد مصدرها الاساسي للدخل، مشيرة إلى البيان الذي أصدرته (شركة الخليج العربي للنفط) والذي أكدت فيه أن إنتاج حقولها من النفط الخام تراجع إلى أدنى مستوياته جراء الاحتجاجات