استأثر باهتمام الصحف العربية، الصادرة اليوم الخميس، الأحداث التي شهدتها مصر أمس، والوضع في سورية، ولاسيما في ظل ظهور مؤشرات الاقتتال بين فصائل المعارضة، والزيارة المرتقبة اليوم للأمين العام للأمم المتحدة للمنطقة لبحث استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وفشل دعوة "حركة تمرد" للتظاهر أمس بالبحرين، والاحتفال بالذكرى37 لتأسيس الجيش الليبي، والوضع الأمني في عدة مدن ليبية وكذا التصريحات التي أدلى بها أمس رئيس الحكومة المؤقتة خلال مؤتمر صحفي، واللقاء المفتوح الذي عقده الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز مع الصحافة والجمهور بالملعب البلدي لمدينة النعمة. وهكذا، ركزت الصحف العربية، الصادرة من لندن، على الوضع في سورية، ولاسيما في ظل ظهور مؤشرات الاقتتال بين فصائل المعارضة. وكتبت صحيفة (القدس العربي) عن سيطرة مقاتلين جهاديين من الدولة الإسلامية في العراق والشام على مراكز لمقاتلين سوريين معارضين في مدينة الرقة في شمال سورية، وذلك في محاولة من الدولة الإسلامية لفرض سيطرتها على المدينة. وأشارت الصحيفة إلى أن مقاتلي التنظيم المرتبط بالقاعدة سيطروا على مقرات لواء أحفاد الرسول (المرتبط بالجيش السوري الحر) في مدينة الرقة، مركز المحافظة الوحيد الذي بات منذ مارس الماضي خارج سيطرة قوات نظام الرئيس بشار الأسد. وأضافت أن المدينة شهدت منذ ذلك الحين تظاهرات دائمة ضد الدولة الإسلامية التي يتهمها السكان والناشطون المعارضون بممارسة انتهاكات عدة لاسيما اعتقال العديد من الناشطين. ومن جهتها، كتبت صحيفة (الحياة) أن مقاتلين إسلاميين متشددين فتحوا أكثر من جبهة مع مقاتلي المعارضة في شمال سورية وشمالها الشرقي، وذلك بالرغم من الدعوة التي وجهها رئيس ائتلاف قوى الثورة السورية أحمد الجربا إلى إعادة هيكلة صفوف مقاتلي المعارضة في إطار جيش وطني. وأشارت الصحيفة إلى أن الدعوة لقيت امتعاضا واسعا في صفوف "الجهاديين"، وانتقادات في صفوف مقاتلي المعارضة، حيث يرى الفصيل الأول فيها "مجرد خطة أمريكية لتحويل المقاتلين المعارضين إلى مجموعات مناهضة لتنظيم "القاعدة"، على غرار مجالس الصحوة في العراق، التي دعمتها الولاياتالمتحدة لمواجهة مقاتلي القاعدة في هذا البلد منذ عام 2006 ". أما صحيفة (الشرق الأوسط)، فتطرقت من جانبها إلى ما تشهده العاصمة السورية من استنفار أمني في محيط القصر الرئاسي, حيث كثفت قوات الأمن النظامية حملة المداهمات والتفتيش للمنازل في حي المهاجرين. وأضافت أن السلطات السورية نفت أنباء عن استهداف منزل الرئيس السوري بشار الأسد في حي المالكي بالعاصمة، مؤكدة أنها عارية تماما عن الصحة. وفي الأردن، ركزت الصحف اهتماماتها على الأحداث التي شهدتها مصر، يوم أمس، وعلى زيارة الأمين العام للأمم المتحدة للمنطقة، التي يستهلها اليوم من عمان، وذلك لبحث استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. ففي الشأن المصري أوردت صحيفة (الرأي)، تأكيد مصدر أمني مصري أن قوات الأمن المصرية باتت "تسيطر تماما" على منطقة رابعة العدوية مركز الاعتصام الرئيسي لأنصار الرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي، مشيرة إلى مقتل 149 شخصا على الأقل في الحملة التي نفذتها قوات الأمن لفض اعتصامي أنصار مرسي في ميدانيي رابعة العدوية والنهضة في القاهرة. وأضافت أن الرئاسة المصرية أعلنت مساء أمس حالة الطوارىء لمدة شهر، فيما قرر مجلس الوزراء المصري فرض حظر التجوال في عدد من المحافظات. ومن جهتها، توقفت صحيفة (الدستور) عند ردود الفعل التي خلفها تدخل قوات الأمن المصرية لفض المعتصمين، مشيرة إلى إعراب المجتمع الدولي عن قلقه وإدانته لهذا التدخل، ودعوته إلى تغليب منطق التهدئة والوقف الفوري لأعمال العنف. وبخصوص زيارة الأمين العام الأممي لمنطقة الشرق الأوسط، أفادت صحيفة (الغد) بأن بان كي مون سيقوم اليوم بزيارة قصيرة إلى الأردن، يجري خلالها مباحثات مع عدد من كبار المسؤولين، تتناول بشكل خاص استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، و"هو الأمر الذي تتمحور حوله الزيارة، التي تشمل إلى جانب الأردن، كلا من فلسطينالمحتلة وإسرائيل، وتتزامن مع استئناف المفاوضات أمس الأربعاء". وأضافت أن كي مون سيلتقي أيضا كبار المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكذا مع صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين، ونظيرته الإسرائيلية، تسيبي ليفني، والمبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام، مارتين انديك. وفي سياق متصل، كتبت (الرأي) أنه في شتنبر المقبل تكون قد مرت عشرون سنة "على المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية العبثية التي لم تنته إلى أي حل، أو أي نتيجة تذكر، فالاحتلال والاستيطان مستمران إلى ما لانهاية، المهندسون الإسرائيليون في كل جولة تفاوضية كثيرون ويجري تغييرهم دوما، أما المهندسون الفلسطينيون في كل جولة تفاوضية هم مهندس واحد لا يتغير ولا يتبدل منذ عشرين سنة هو محمود عباس (أبو مازن).. فاوض ووافق ووقع اتفاق أوسلو العام 1993 في واشنطن، وقال بعد التوقيع ما يشبه النبوءة: إما يقودنا اتفاق أوسلو إلى الدولة أو إلى التلاشي"، متسائلة عما "تحقق من نبوءة أبو مازن تلك". ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (السبيل) أن "قبول الطرف الفلسطيني في هذا الوقت بالعودة إلى طاولة المفاوضات هو قبول السجين لأوامر جلاديه"، مضيفة أنه بدون أوراق ضغط مع المفاوضين الفلسطينيين "فلن نستطيع أن نحصل على شيء مطلقا". بالبحرين، أكدت الصحف أن يوم أمس، الذي دعت للتظاهر خلاله ما أطلق عليه "حركة تمرد"، مر بسلام حيث "كانت الأوضاع طبيعية والشوارع آمنة"، باستثناء ارتكاب مجموعات صغيرة "أعمال عنف وتخريب وترويع" في بعض المناطق، حيث تم اعتقال عشرين عنصرا منها، كما أعلنت عن ذلك وزارة الداخلية. وتناولت الصحف الموضوع تحت عناوين بارزة منها : "البحرين تنتصر على الإرهاب"، و"رئيس الوزراء يؤكد: لا مهادنة مع الإرهاب ولا مساومة على الأمن"، و"الحكومة تتصدى بحزم لفرض أجندات خارجة عن القانون"، و"سقطت أكذوبة تمرد". وكتبت صحيفة (أخبار الخليج)، في افتتاحيتها، أن "شعب البحرين أثبت أمس، التزامه الوطني، وحرصه على بلاده (...)"، مشيرة إلى أن "أحدا لم يتغيب عن عمله، ومضت الأعمال كالمعتاد، والمحال العامة كانت مفتوحة، على الرغم من الدعوة إلى حشد كبير من أجل التجاوب مع ما أطلقوا عليه (تمرد البحرين)"، إلا أنها أكدت أن "هذا لم ينطبق على بعض المحال في القرى". ومن جانبها، كتبت صحيفة (الأيام) في افتتاحية بعنوان "انتصرت إرادة الشعب وفشل المتآمرون"، أن "الوطن انتصر بإرادة شعب بطل وبحكمة قيادة شجاعة حيث وقف الجميع بالأمس صفا واحدا متراصا قويا (...) لتنكسر على جوانبه مؤامرة مهلهلة أغواها الشيطان الأجنبي". وبدورها، قالت صحيفة (الوطن) إن جولة لمراسليها وصحفييها، أمس، في مختلف مناطق وقرى البحرين، أظهرت أن الهدوء يسود الغالبية الساحقة من مناطق البلاد وقراها. وقالت صحيفة (الوسط) إن "14 أغسطس مر بسلام، والحركة التجارية تعطلت في مناطق عديدة"، مشيرة إلى "خروج احتجاجات منذ ساعات الصباح الأولى من خلال تنظيم مسيرات وسلاسل بشرية، وتدخلت قوات الأمن في عدد من المناطق وفضت الاحتجاجات باستخدام الغاز المسيل للدموع والهراوات". وأوردت الصحيفة بيان (جمعية الوفاق) المعارضة الذي ذكر أن البلاد شهدت "أكثر من ستين تظاهرة توزعت في أكثر من أربعين منطقة بمختلف المحافظات"، وأن "الاحتجاجات رفعت شعارات تؤكد على الحق في نيل الديمقراطية والحرية (...)"، وأن "قوات الأمن فرقت التظاهرات باستخدام القوة رغم أنها احتجاجات سلمية". وبليبيا، اهتمت الصحف أساسا بالقضايا التي أثارها رئيس الحكومة المؤقتة في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس والاحتفال بالذكرى37 لتأسيس الجيش الليبي والوضع الأمني في عدة مدن ليبية. وذكرت الصحف أن رئيس الوزراء علي زيدان كشف في مؤتمره الصحفي عن إحراز "نتائج إيجابية" في التحقيقات الجارية بخصوص "الأعمال الإجرامية والإرهابية" التي تعرضت لها مدينة بنغازي ومدن ليبية أخرى. ونقلت عن زيدان قوله إن النتائج الكاملة للتحقيقات "سيتم تقديمها للجمهور حالما يتم التصريح بالإعلان عنها"، مؤكدا أن الحكومة "توصلت إلى آثار ودلائل وقرائن حول ما حدث، وأنها ستصل إلى المتهمين في أقرب وقت ممكن". ومن جهة أخرى، أفادت الصحف بأن رئيس الحكومة المؤقتة "استنكر" اقتحام مقر المؤتمر الوطني العام من قبل محتجين أمازيغ ، مؤكدا أن "استعمال العنف ، والاستهانة بمؤسسات الدولة أمر مرفوض ومستهجن ومستنكر من الجميع لأن المؤتمر الوطني العام قيمة عالية للشعب الليبي الذي انتخبه". واهتمت الصحف أيضا بإحياء الذكرى 37 لتأسيس الجيش الليبي، مشيرة إلى أنه أقيم بالمناسبة حفل تخرج دفعة جديدة من "ضباط القادة والأركان" الذين اجتازوا بنجاح الدورات التدريبية والتأهيلية والتي استمرت لسنة. وذكرت الصحف أن رئيس المؤتمر الوطني العام نوري ابو سهمين أكد في كلمة خلال الحفل على "التلاحم بين"الثوار الشرفاء والضباط الأحرار الذين ساندوا الثورة"، مشددا على ضرورة بناء جيش وطني "يكون ولاؤه لله والوطن". وفي الشق الأمني توقفت الصحف عند بعض الأحداث الأمنية التي وقعت خلال اليومين الماضيين في عدة مدن، ومنها إطلاق النار على أحد المراكز الأمنية بطرابلس من قبل مجموعة مسلحة واقتحام مجموعة مسلحة أخرى أحد المستشفيات واختطاف مديره وثلاثة من الأطر العاملة به. وبالجزائر، حظي الوضع في مصر في ظل سقوط قتلى في فض اعتصام أنصار الرئيس محمد مرسي بوسط شوارع القاهرة، باهتمام واسع من لدن الصحف المحلية، من خلال عناوين بارزة . وقالت صحيفة (الخبر) إن "القاهرة فقدت أمس أهم ما يميزها وهو الأمان، فقد بدت شوارعها منذ فجر أمس موحشة خالية تقريبا من المارة والسيارات ... ". وتساءلت صحيفة (الشروق) إن كان ما وقع أمس "شرارة ثورة أم شرارة فتنة¿. ودعت المصريين إلى الخروج السريع من هذا العنف والمأزق الخطير، مؤكدة أن "الساعات القادمة ستفصح للجميع عن مآلات هذا الافتراق العنيف".. في وقت "لا يملك المحبون لمصر إلا الدعاء أن تخرج مما يراد بها". وفي موريتانيا، اهتمت الصحف باللقاء المفتوح مع الصحافة والجمهور "لقاء الشعب" في نسخته الرابعة، الذي عقده الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بالملعب البلدي لمدينة النعمة ( 1200 كلم شرق نواكشوط)، أول أمس الثلاثاء. وركزت صحيفة (أخبار نواكشوط) على تأكيد الرئيس الموريتاني بأن الانتخايات البلدية والتشريعية، المقررة في 12 أكتوبر المقبل ستجري في موعدها، ناقلة عنه قوله إن هذه الانتخابات التي تأجلت سنتين عن موعدها من أجل تحقيق التوافق وضمان مشاركة الجميع لم يعد اليوم من الممكن تأجيلها بعدما قررت اللجنة المستقلة للانتخابات إجراءها في 12 أكتوبر المقبل . وذكرت الصحيفة أيضا بتأكيد الرئيس الموريتاني استعداد الدولة لتقديم كل ما من شأنه أن يضمن الشفافية بما في ذلك توسيع تركيبة اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات وإنشاء مرصد لمراقبة هذا الاستحقاق المزدوج، لكنه اعتبر أن تشكيل حكومة إتلاف وطني، التي طالبت بها المعارضة، أمرا غير وارد إطلاقا ، لكون الحكومة لا علاقة لها بالانتخابات. وفي السياق ذاته تطرقت صحيفة ( الشعب) إلى "النجاح" الذي حققته موريتانيا في مجال الأمن والاستقرار وإبعاد شبح الخطر الإرهابي وشبكات التهريب فقالت إن الرئيس ولد عبد العزيز يرى أن هذا "النجاح" تحقق بفضل إعادة بناء الجيش وإحاطته بالعناية التي يستحق من خلال تكوين وحدات مختصة في مكافحة الإرهاب، باعتبار الأمن والاستقرار الشرط الأول والأخير لكل تنمية ونهضة وبغيره تصبح مستحيلة ". وتوقفت الصحيفة عند الحصيلة التي قدمها الرئيس الموريتاني للأربع سنوات التي قضاها على رأس هرم السلطة في البلاد، وتأكيده بأنه على الرغم من أن البرنامج الذي انتخب على أساسه تم تحقيقه بنسبة حوالي 80 في المائة بل وصلت النسبة 100 بالمائة في بعض القطاعات، إلا أن طموحه يتجاوز تنفيذ هذا البرنامج " لكون البلد بحاجة إلى ما هو أكثر من ذلك لأنه بلد غني ونحن بمقدورنا تحقيق ذلك في ظرف وجيز".