على بعد يوم واحد من شروع رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران في المشاروات مع الأحزاب السياسية، والتي يرتقب أن يكون ضمنها حزب الأصالة والمعاصرة، قطع حكيم بنشماس، الناطق الرسمي باسم حزب الجرار الشك باليقين حول أي إمكانية لمساهمته في ترميم الحكومة التي انفرطت بسبب تقديم وزراء حزب الاستقلال لاستقالتهم، بالقول "لسنا معنيين بالمشاركة في الحكومة لأننا لسنا طرفا في الأزمة الحكومية". وقال بنشماس، الذي حل الثلاثاء ضيفا على نادي وكالة المغرب العربي للأنباء، "نحن لسنا مستعدون للمشاركة في هذا العبث السياسي"، مؤكدا أنه "من يسعى لإدخال حزب الإصالة والمعاصرة للحكومة نقول له لقد أخطأت العنوان، ووفر جهدك"، قبل أن يؤكد أن هدفهم كمعارضة لم يكن يوما إسقاط الحكومة. وأضاف بنشماس في هذا السياق "لكن في المقابل نقول أهلا وسهلا بالمشاورات وهذه واحدة من مؤاخدتنا على رئيس الحكومة على مدى سنة ونصف لأنه لم يكلف نفسه عناء التشاور معنا في أي من القضايا التي تهم المغاربة"، مؤكدا أنه "لن يكون في موضوع المشاورات أي نقطة لمشاركة الحزب في الحكومة أما إذا اتخذت المشاورات لمناورات تحت الطاولة فلن نشارك فيها". وقال بنشماس "لن نساهم في تمييع المشهد لأننا نختلف مع مشروع الحزب الذي يقود الحكومة"، معلنا تشبث الحزب بخطه السياسي ويرى جازما أنه ليس هناك ما يستوجب خلط الأوراق، مشيرا في سياق حديثه عن علاقته بأحزاب المعارضة أنه تربطه مع حزب الاتحاد الاشتراكي نوع من التسيق على مستوى البرلمان لكن لا يوجد بين حزب الأصالة والمعاصرة من جهة والاتحاد الاشتراكي والاستقلال من جهة ثانية لأي تنسيق مؤسساتي. إلى ذلك أكد بنشماس على أهمية الحراك والدينامية التي شهدها المغرب مشيرا أنها "أنتجت لنا إرادتان صلبتان هما إرادة الملك وإرادة الشعب المغربي المنتمي للعصر الرافض للقوالب الماضوية"، مؤكدا أن إقرار الدستور الجديد شكل منعطفا مهما في تاريخ المغرب الحديث عن طريق صياغة الكثير من اختصاصات السلطات".."وهذا المكسب لابد من التذكير أنه رافقته موجة عارمة من آمال المغاربة لتوطيد التميز الذي صنعه المغاربة في محيط ملتهب ومنفتح على كل الاحتمالات"، يقول رئيس فريق حزب الأصالة والمعاصرة بمجلس المستشارين. "لكن في المقابل هذه الموجه العارمة من الآمال بعد سنة ونصف من تدبير الحكومة بدأت تعرف الوهن والإحباط الذي بدأ يدب في المجتمع"، يشير بنشماس الذي أوضح أن "أهم العوامل التي أدت إلى خفوت جدوى الأمل مرده لبؤس وهزالة وضعف الحصيلة الحكومية".. وأضاف نفس المتحدث إلى أن "الحكومة تحولت لمصنع لإنتاج الكلام واللغو الزائد والاختباء وراء خطاب المظلومية والاستعانة بقاموس يمتح من المشرق ومصر على وجه التحديد في مهاجمة المعارضة وشيطنتها، في الوقت الذي لم تأت به الحكومة اليوم بأي مشروع إصلاحي حقيقي"، واصفا في هذا الاتجاه "برنامج الانتخابي لحزب العدالة والتنمية أكبر عملية لبيع الوهم". كما أردف بنشماس أن "الحكومة تعطي الانطباع بأنها ثقب أسود في مرحلة مضيئة عن طريق تجميد الدستور ولجمه، بالإضافة لنوع من الردة الديمقراطية التي تسائل جميع الديمقراطية لأنه هناك تسييد نوع من التأويل غير الديمقراطي للدستور"، معتبرا حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة "يغلب المرجعية الدعوية على المرجعية الدستورية من خلال استعمال لغة للخرافة تتجسد في النزعة الهيمنية ومحاولة السيطرة على المجتمع المدني والشأن الديني بالإضافة إلى التعامل الأستاذي مع شركائه في الحكومة وهذا جزء مما دفع حزب الاستقلال الخروج من الحكومة".