استعان عبد الحكيم بنشماس، القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، وأحد كبار المعارضين لبنكيران في مجلس المستشارين، بقاموس معارضة الأمين العام لحزب الاستقلال المشارك في الحكومة، ل«شرعنة» الدور الذي يقوم به حزب «الجرار» في «جلد» حزب العدالة والتنمية، أبرز المكونات الحزبية التي تقود الحكومة. وقرئت إشارة بنشماس إلى حزب الاستقلال، أكثر من مرة، وزعيمه الجديد، دون ذكره بالاسم، في افتتاح أشغال المؤتمر الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بفاس، صباح أول أمس السبت، على أنه يدخل في إطار تبادل رسائل «الغزل» السياسية بين كل من قياديي حزب الأصالة والمعاصرة، وحزب الاستقلال، ضدا على «أعطاب» الحكومة التي أدخلت المغرب إلى «قاعة انتظار كبرى»، حسب تعبيره. وكان شباط قد خصص في السنوات الماضية عدة تجمعات جماهيرية بالعاصمة العلمية لتوجيه انتقادات لاذعة إلى قياديين من حزب «الجرار»، لكنه، في الآونة الأخيرة، هادن الحزب، وقال في حقه الكثير من كلام «المدح»، بعد كلام «التجريح». وقال بنشماس، وهو يستعرض صورة قاتمة عن أداء الحكومة الحالية، إن الوضع في المغرب لا يبعث على الارتياح ولا يبشر بالخير، مضيفا بأنه، رفقة أعضاء الحزب الذي ينتمي إليه، يخاف على مستقبل الديمقراطية وعلى مكتسبات المغاربة. وتحدث بنشماس عن تعطيل الدستور، وعجز الحكومة عن تقديم أجوبة لهذا التعطيل الذي لم يخرج في ظله سوى قانون واحد إلى حيز الوجود، يتعلق بالتعيين في المناصب السامية. وذكر بنشماس بأن الوضع الاقتصادي في المغرب ليس على ما يرام، وبأن الاحتياطي من العملة الصعبة لا يكفي لثلاثة أشهر وبضعة أيام، وبأن شبح المديونية يخيم على المغرب، مما سيرهن مستقبل البلد والأجيال المقبلة. أما من الناحية السياسية، فقد عادت لغة القمع والقساوة في مواجهة الحركات الاحتجاجية تذكر بسنوات القمع الشامل، يضيف بنشماس. وإلى جانب إخراج حوالي 20 قانونا تنظيميا لتفعيل مضامين الدستور الجديد، فإن الحكومة مطالبة بإصلاح صناديق التقاعد وإصلاح صندوق المقاصة ومواجهة أخطار نزيف تهريب الأموال إلى الخارج والتهرب الضريبي الذي يكلف ميزانية الدولة خسارة حوالي 42 مليار درهم سنويا، يقول بنشماس، منتقدا رئيس الحكومة وحزبه الذي اتهمه باستعمال خطاب «تضليلي» يقدم المعارضة على أنها «الشيطان»، فيما يقوم حزب العدالة والتنمية بتوزيع الأدوار بين قيادييه في المعارضة والحكومة معا.