اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الاثنين، بتطورات الوضع السياسي والشعبي في مصر غداة تنظيم تظاهرات حاشدة ضد الرئيس محمد مرسي أمس، علاوة على تطرقها للأزمة السورية، وكذا إلى الجهود الجارية لاستئناف عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وهكذا، سلطت الصحف الصادرة في القاهرة الضوء على الأحداث التي شهدتها البلاد خلال مظاهرات أمس للمطالبة برحيل الرئيس مرسي والدعوة لتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة. فتحت عنوان "الملايين في الميادين" كتبت (الجمهورية) أن مئات الآلاف من المتظاهرين تجمعوا بميدان التحرير وسط القاهرة وبمحيط قصر الاتحادية الرئاسي رافعين بطاقات حمراء في وجه النظام للمطالبة برحيله. ونقلت الصحيفة تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التي اعتبر فيها الوضع في مصر مثيرا للقلق بالنسبة للجميع، موضحا أنه تحدث بشأن ما يدور حاليا في مصر مع عدد من رموز المعارضة ومع المسؤوليين الرسميين. وأبرزت (المصري اليوم) أن الشعب المصري أطلق ثورة جديدة لتصحيح مسار ثورة 25 يناير حيث خرج الملايين في المحافظات للمطالبة بإسقاط الرئيس وإجراء انتخابات رئاسية سابقة لأوانها. ونشرت (الأهرام) تصريحات للرئيس مرسي أدلى بها لإحدى الصحف العالمية رفض فيها الدعوات المطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وتعهد بعدم اندلاع ثورة ثانية في بلاده موضحة أن الرئيس بذلك يضع نفسه في اختبار لقوة شعبيته في الشارع في الذكرى الأولى لتوليه رئاسة البلاد. وذكرت الصحيفة يأن الجميع في مصر يشعر بقلق بالغ من الأزمة الراهنة ودعت العقلاء للتقدم بمبادرة لتجنب ما هو أسوأ وإجراء مصالحة وطنية شاملة تشارك فيها كل التيارات السياسية. ونقلت (الشروق) عن مصدر عسكري قوله إن عدد الذين خرجوا في المظاهرات المعارضة للرئيس أمس في مختلف أنحاء الجمهورية تجاوز عتبة ال17 مليون متظاهر، مبرزة أن حركات ثورية دعت للدخول في عصيان مدني بدءا من الغد. وكشفت الصحيفة أن الأجهزة الأمنية تمكنت خلال أمس من مصادرة العشرات من الأسلحة من مختلف الأنواع بمعية مجهولين كانوا يعتزمون استخدامها في أعمال عنف وتقتيل خلال المظاهرات التي تشهدها البلاد. وسلطت (اليوم السابع) الضوء على استهداف المقر العام لجماعة الإخوان المسلمين من لدن متظاهرين القوا على المقر قنابل المولوتوف مما تسبب في إحراقه وسقوط 7 قتلى ونحو 40 جريحا. وركزت الصحف العربية الصادرة من لندن اهتمامها على تطورات الوضع السياسي والشعبي في مصر، وكتبت صحيفة (الحياة) في هذا الصدد أن مصر عاشت أمس يوما غير مسبوق، امتلأ فيه ميدان التحرير في القاهرة عن آخره بمئات الآلاف من المتظاهرين، وأحاطت حشود أخرى قدرت بالملايين بقصر الاتحادية الرئاسي الذي غادره الرئيس محمد مرسي إلى قصر القبة التي تحركت صوبه مساء حشود معارضة، فيما احتشدت جموع أخرى في مختلف ميادين المحافظات كان أكبرها في محافظات الإسكندرية والغربية والمنوفية، حتى أن الحشود بدت مليونية في بعض المحافظات، في مشهد لم يعهده المصريون من قبل حتى في تظاهرات 25 يناير التي انتهت بتنحي الرئيس السابق حسني مبارك. وأضافت الصحيفة لقد ظهر أمس أن "ثورة جديدة" اندلعت في مصر لإسقاط نظام الحكم الجديد، بدا فيها الإسلاميون منعزلون، بعيدا عن أطياف الشعب المصري التي سبق أن التحموا بها في ميدان التحرير أيام ثورة 25 يناير، حتى أن مناطق طالما اعتبرها الإسلاميون كتلا تصويتية حصرية لهم، خرجت أمس للمطالبة بإسقاط النظام، خصوصا في محافظات الصعيد جنوبا. واعتبرت صحيفة (القدس العربي)، من جانبها، أن مصر تعيش مأزقا يتأزم ويزداد تعقيدا في تواز مع انقسام يتفاقم على المستويات كافة، مبرزة أن المؤسسة الوحيدة المتماسكة هي المؤسسة العسكرية، ومن الواضح أن هذه المؤسسة تراقب الوضع عن قرب، وتبحث خياراتها، وجميعها مقلق وغير مضمون. ولاحظت الصحيفة أن إمكانيات الحلول الوسط معدومة تماما، فكل طرف في الأزمة يتخندق في موقعه ويرفض التراجع مليمترا واحدا، معارضو الرئيس مرسي يرفعون شعارات تطالب برحيله وليس انتخابات رئاسية مبكرة مثلما كان عليه الحال قبل احتجاجات الأمس، ومؤيدوه يصرون على أنه رأس الشرعية ومنتخب من الشعب ويجب إكمال مدته في كرسي الرئاسة لثلاث سنوات أخرى. وشددت (القدس العربي) على أن النخبة السياسية المصرية أثبتت أنها ليست نخبة، ولا تستحق هذه التسمية لأنها فشلت وأفشلت كل طموحات الشعب المصري في الديمقراطية والتعايش والمستقبل المشرف، وخلصت إلى التأكيد على أنه من المؤلم أن يكون البديل هو الجيش. أما صحيفة (الشرق الأوسط) فأكدت، من جانبها، أن مصر تمر بمرحلة دقيقة في تاريخها، بين أن تكون دولة ديمقراطية أو لا تكون، أن تمضي بديمقراطيتها إلى الأمام، أو أن تعمها الفوضى، أن تخطو نحو الاستقرار والأمن أو أن تدخل في نزاعات داخلية لا تنتهي ولا يعرف مداها. وأبرزت أن المشهد ممزق بين رئيس البلاد الذي جاء عبر صناديق الاقتراع، والذي يواجه تحديا كبيرا، لشرعيته، بخروج ملايين المحتجين المطالبين بتنحيه، بعد عام واحد من وجوده على رأس السلطة، مما يعني أن صناديق الاقتراع لم تعد وحدها تكفي لتثبيت شرعية الحاكم، وبين المعارضة بأشكالها كافة، والتي لها الحق في المطالبة بتصحيح الأوضاع، وتكريس العمل الديمقراطي، إلى حد الدعوة لانتخابات مبكرة. ولاحظت الصحيفة، في هذا الصدد، أن ما شهدته البلاد خلال عام واحد، وبعد أول انتخابات حرة في البلاد، منذ أحداث 25 يناير 2011، يعد كارثيا بتفشي الفوضى الأمنية، وتهاوي الاقتصاد وتدهور العملة المحلية، وتزايد الدين العام، وتوجيه ضربات قاسية لم يتحملها قطاع السياحة، الذي يعد من أهم أعمدة الدخل القومي، بالإضافة إلى عجز سياسي، واجتماعي غير محتمل. وخلصت الصحيفة إلى الحث على تنظيم انتخابات مبكرة إذا دعت الضرورة، وإذا كانت حلا وسطا للخروج من الأزمة الطاحنة. فاحترام إرادة الناس هي من أولويات الحاكم. واهتمت الصحف الإماراتية بسياسة المماطلة والتسويف التي تنهجها إسرائيل لاستئناف عملية السلام المعطلة مع الجانب الفلسطيني، وبمستجدات الوضع السياسي في مصر عقب خروج ملايين المصريين للمطالبة برحيل جماعة (الإخوان المسلمين) عن السلطة. وكتبت صحيفة (الخليج) أن الاحتلال الإسرائيلي "لا يمل من إرسال الإشارات الواضحة من خلال أفعاله المخالفة للشرعية الدولية إلى الطرف الفلسطيني الذي لا يمل هو الآخر من استلامها والتمني ألا تكون هي الحقيقة التي لا يمكن للكيان التخلي عنها"، مضيفة أن قيادة الاحتلال الإسرائيلي "غير مجدة في احترام شروط التسوية مع الجانب الفلسطيني لأنها ماضية في مخططاتها الاستيطانية وحتى في برنامجها لتحقيق يهودية الدولة". ورأت أن إسرائيل "ما تزال متمادية في تعنتها واستهتارها بمسار التسوية مع الفلسطينيين، والدليل على ذلك أن فعل الاستيطان ما يزال متواصلا رغم جهود وزير الخارجية الأمريكي ذات الصلة"، مبرزة أن الجولة الجديدة لجون كيري في المنطقة "لا تختلف عن الجولات السابقة في أهدافها من حيث إنها تسعى للحصول على المزيد من التنازلات الفلسطينية، وغض الطرف عن ممارسات الكيان الصهيوني". من جانبها، أشارت صحيفة (البيان) إلى أن الأسباب التي عطلت عملية التسوية هي "التعنت الإسرائيلي وإصرار الحكومات المتتابعة على تجاوز قرارات الشرعية الدولية وأسس عملية السلام وخلق وقائع جديدة على الأرض وإجبار الفلسطينيين على الاعتراف بها"، مضيفة "لا يوجد أي جديد يمكن أن تلمسه الولاياتالمتحدة في سلوك الحكومة الإسرائيلية حتى تبدأ جهودها المكوكية لاستئناف عملية السلام خصوصا وأن أقطاب الكيان الإسرائيلي "تحدثوا عن لاءات تتعلق بالحدود والأمن لا يمكن لأي فلسطيني أن يقبلها". وفي موضوع آخر، قالت صحيفة (الوطن) "إن ميادين مصر تحولت أمس إلى ساحة حشر وامتلأت عن بكرة أبيها ولم يبق شبر واحد لقدم وكأن المصريين كلهم خرجوا في يوم المحاسبة والمساءلة مؤيدين ومعارضين لحكم جماعة الإخوان المسلمين"، مشيرة إلى أن تظاهرة 30 يونيو هي "تظاهرة غضب وأمل وحب لمصر وطنا وشعبا ومستقبلا .. تظاهرة ستحسم الموقف والرأي والمبدأ وستبعث رسالة مهمة للجميع في الداخل والخارج مفادها أن شعب مصر (صاحي) يعرف مصالحه وطموحاته وقضاياه ومساره إلى المستقبل". أولت الصحف القطرية كذلك اهتماما بالوضع الأمني والسياسي في مصر في ضوء المظاهرات المؤيدة والمعارضة للرئيس محمد مرسي التي شهدتها البلاد أمس، علاوة على تطرقها للأزمة السورية خاصة مع الدعوة التي وجهها مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي لجميع الأطراف إلى إيجاد تسوية سياسية "عاجلة" للأزمة السورية تقي المنطقة من "تطورات خطيرة". ففي الشأن المصري، لاحظت صحيفة (الشرق) أن المظاهرات والاحتجاجات التي شهدتها مصر أمس كانت أكثر تحضرا من مظاهرات واحتجاجات ثورة 25 يناير 2011 الدموية، مبرزة أن أجهزة الأمن المصرية استفادت من أخطائها السابقة، "وكانت بالأمس أكثر حيادية، فلم تشأ أن ترتكب أي انتهاك أو تجاوز بحق المتظاهرين على الجانبين لقمعهم لصالح طرف بعينه". واعتبرت الصحيفة أنه "رغم الدعوات باستمرار التظاهرات والاحتجاجات من قبل قوى المعارضة بجميع مدن مصر لحين إسقاط النظام، فإنها مؤشرات طيبة تؤكد أن مصر بالفعل قد تغيرت وأن الأزمة الحالية سوف تمر بسلام، شريطة أن يعلي الجميع مصلحة الوطن، ويؤمن كل طرف حكومة ومعارضة بأن الحوار الوطني وحده هو الطريق لعبور تلك الأزمة". من جهتها، ترى صحيفة (الوطن) أن الخطوة الأساس للحفاظ على مكتسبات ثورة 25 يناير المصرية "لن تكون بخرق وإهدار الشرعية، ولن تفضي إليها الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، كما تطالب المعارضة بذلك، ومن ثم فإن الزعم بأن ما يدور في الشارع المصري الآن ثورة ثانية، هو استمرار في إطلاق الفوضى واللاأمن"، مشددة على أن "توالي خرق الشرعية ونتائجها هي أخطر على البلاد من أي مكاسب سيتوهم المتظاهرون بتحقيقها". وأكدت الصحيفة أن الأمور موضوع خلاف بين الرئاسة والمعارضة لا يجب أن تستبعد من على طاولة الحوار، مضيفة "أن هناك ضرورة لتقديم كل أطراف ومكونات الجماعة الوطنية المصرية تنازلات ليمكن صياغة موقف وطني جديد ومسؤول يسعى إلى تجديد اللحمة بدلا من هذا الانقسام المقيت الذي يضع البلاد على مشارف صراع دموي". وبخصوص الأزمة السورية، أكدت صحيفة (الراية) أن دعوة مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي في ختام اجتماعهما السنوي في المنامة جميع الأطراف إلى إيجاد تسوية سياسية "عاجلة" للأزمة السورية تقي المنطقة من "تطورات خطيرة" تشكل نداء من أجل تدارك الوضع "بعد أن بدأت الأزمة السورية تؤثر على استقرار الأوضاع الأمنية لدول الجوار ولبنان خصوصا". وقالت الصحيفة إن توافق المجتمع الدولي لإيجاد حل سياسي شامل ينهي الأزمة السورية ويوقف نزيف دماء الشعب السوري ويحقق تطلعاته المشروعة، ويحفظ لسوريا أمنها ووحدتها، ويقي المنطقة تداعيات خطيرة محدقة بها، يقتضي من الأممالمتحدة ومجلس الأمن تحديدا، بوصفه مسؤولا عن الأمن والسلم الدوليين، التخلص من انقساماته وعجزه والتعامل مع الأزمة السورية بوصفها أزمة تهدد السلم والأمن الدوليين. واهتمت الصحف اللبنانية بانعقاد الجلسة العامة للمجلس النيابي، ومضاعفات أحداث منطقة عبرا في صيدا (جنوب) بين الجيش ومجموعة مسلحة بقيادة أحمد الأسير إمام مسجد بلال بن رباح، وتداعيات الاتفاق الروسي الأمريكي حول الوضع في سوريا على لبنان خاصة مع إنهاء ظاهرة السلفي الجهادي الأسير. فقالت (النهار) "إن الشعب اللبناني يقول في ما جرى ويجري إن الجيش قام بواجبه وقدم الشهداء حماية لأمن الوطن والمواطن ولسيادة الدولة وحفاظا على سلطتها وهيبتها، فأكد وحدته الوطنية في مواجهة ظروف عصيبة ودقيقة، فلا هو انقسم على نفسه كما كان يتمنى من يريدون شرا بلبنان ولا اللبنانيون انقسموا حوله، بل كانوا معه لأنهم مع الدولة ومؤسساتها وليسوا مع سلاح أي تنظيم أو حزب خارج الدولة". وبخصوص الوضع في سورية، رأت (السفير) أن "القطار الأمريكي الروسي يسير في اتجاهه الصحيح برغم المطبات. الطريق لا شك طويلة وداء كثيرة مطلوبة بعد في سوريا وغيرها، والفتنة المذهبية هدية ممتازة لأعداء العرب. لكن التطرف بات أخطر من أن يمكن تحمل استمراره. هذا محور الاتفاق الحالي بين فلاديمير بوتين وباراك أوباما ومعهما بعض أوروبا غير القلقة من أن يتركها القطار الروسي الأمريكي على قارعة الطريق". أما (المستقبل) فاعتبرت أن "الدعوات تكثر عن طريق ناشطين سياسيين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، إلى تحركات لمواجهة مشروع (حزب الله) الخطير على لبنان والذي كان أحد أبرز وجوهه أخيرا، التدخل العسكري في القتال في سوريا، وإشعال الفتنة المذهبية في صيدا، المرشحة للانتقال أيضا إلى مناطق أخرى، بعد أن قرر النظام السوري خوض معركته للبقاء في لبنان، وبعد أن أعطى نظام ولاية الفقيه في إيران الضوء الأخضر ل(حزب الله) لتوسيع نشاطاته في المحيط بعد أن أحكم عبر انقلابه المشهور القبضة على مؤسسات الدولة". وخصصت الصحف الأردنية بدورها جل اهتماماتها لليوم الأول من المظاهرات والمسيرات التي نظمتها المعارضة المصرية للمطالبة بتنحي الرئيس محمد مرسي، في سيناريو شبيه بثورة 25 من يناير 2011، التي أدت إلى الإطاحة بالنظام السابق. وهكذا كتبت صحيفة (العرب اليوم)، في مقال بعنوان "مصر على عتبة المجهول"، أنه "ولأول مرة منذ ثورة ال25 من يناير 2011 خرج الشعب المصري بكل أطيافه وأجياله وتياراته إلى الميادين العامة والشوارع الرئيسية في القاهرة والمحافظات المصرية، في يوم وصفته الدوائر السياسية في القاهرة بأنه اليوم المشهود في تاريخ مصر لإعادة تصحيح مسار الثورة، وتحديد مصير الوطن ومستقبله، والحفاظ على هويته، والخروج من أزمات انتكاسة ثورة 25 يناير". من جهتها، اعتبرت صحيفة (الغد) أنه "وفقا لكل السيناريوهات الممكنة، هناك سمة وحيدة ثابتة على المدى القريب للمشهد في مصر، وهي الدخول في دوامة تجر المصريين كافة، ودولتهم، إلى قاع لا يعرف قراره". وكتبت أنه "استنادا إلى ذلك لا يبقى إلا بديل واحد ممكن، وهو حكم عسكري ممتد إلى ما لا نهاية. وإذا كان هذا البديل يرضي، على المدى القصير فقط، المواطن الساعي إلى أمنه ولقمة عيشه، وهو السعي الذي يستغله رافضو تولي الإسلاميين للسلطة بأي ثمن، ولو كان حربا أهلية، إلا أنه (البديل) لن يؤدي على المدى البعيد، إن لم يكن المتوسط، إلا إلى تدمير مؤسسة الجيش المصري نفسها التي ستصبح بسبب أزمات مصر المزمنة هدفا للمتظاهرين المطالبين بالحرية والتنمية". من جانبها، كتبت صحيفة (الرأي) أن "الجيش المصري تقدم بمظاهر عسكرية كاملة الى شوارع القاهرة والمدن الأخرى بهدفين معلنين. الأول حماية مؤسسات الدولة والثاني حماية الامن الوطني لمنع العنف او لفض أي اشتباك بين المصريين، فتدفق العربات والجنود بلباسهم الميداني لا يعني الانقلاب على النظام، لكنه في حقيقة الأمر يوفر الأجواء للشارع لكي يقرر هوية النظام الذي يريد". بدورها، أشارت صحيفة (الدستور) إلى أن "ما يحدث في مصر يدعو إلى القلق في ظل الخلافات الكبيرة بين المعارضة والنظام، فالطرفان كل متمسك برأيه ويصر عليه: الرئيس مرسي والاحزاب المؤيدة له يرفضون طرح المعارضة ويطالبونها باحترام شرعية الرئيس التي جاءت بها صناديق الاقتراع، في حين تستند وجهة نظر المعارضة الى الديمقراطية أيضا، فهي ترى ان إجماع أغلبية الشعب المصري على المطالبة بتنحية الرئيس تفرض عليه أن يستجيب لهذه الاغلبية، ما دام مؤمنا بالديمقراطية والاحتكام الى صناديق الاقتراع، وما دام مؤمنا بحكم الشعب ويستجيب لارادته التي لا ترد". واستأثر اهتمام الصحف التونسية بعدد من القضايا من بينها الأوضاع في مصر ومدى تأثر تونس بتداعياتها، حيث كتبت صحيفة (الصباح الأسبوعي) أنه "في الوقت الذي يتابع فيه الرأي العام التونسي التطور الدراميتيكي للأحداث على الساحة المصرية ومراقبة مستجداتها لحظة بلحظة في ظل اشتعال الفتيل واحتدام الصراع بين المعارضة وأنصار الرئيس محمد مرسي، فإنه بات من اللاحكمة واللاعقلانية عدم التفكير في إمكانية انتقال العدوى إلى المشهد السياسي التونسي". وبعد أن ذكرت بأن الثورة التونسية كانت هي "المنعرج على صعيد الثورات العربية ومثلت شحنة للجماهير المصرية للإطاحة بنظام حسني مبارك"، اعتبرت أن التفاعل بين ما يحدث هناك والتونسيين عموما "يظل بديهيا، مما يحتم على الائتلاف الحاكم في تونس استيعاب الدروس من تطورات الأوضاع في القاهرة والمحافظات المصرية من خلال تعديل أوتارها والإسراع بمعالجة الملفات الحارقة التي لم تعد تحتمل التأخير". وأضافت أنه "من اللانضج السياسي أن تعتبر الحكومة التونسية أن سيناريو تدحرج كرة اللهب نحو المشهد التونسي مستحيلة إذا لم تعد النظر في بعض خياراتها"، مشيرة إلى أنه بالتوازي مع اشتعال فتيل الاحتجاجات في مصر شرعت بعض صفحات المواقع الاجتماعية في "الشحن والتحريض على التمرد والنسج على منوال المعارضة المصرية والخروج إلى الشوارع". في ذات السياق، كتبت جريدة (التونسية)، في افتتاحية لها حول أحداث مصر، أن الرئيس محمد مرسي لم يمض عام فقط على اعتلائه كرسي الرئاسة "حتى نزل المصريون بالملايين إلى الشارع للمطالبة برحيله"، معتبرة أن ذلك يمثل "رقما قياسيا يحققه هذا الرئيس في السقوط من القمة إلى الأسفل ليكرس فشل أول تجربة ديمقراطية حقيقية في أكبر دولة عربية، وليقسم الشعب المصري، وهو الأخطر، بين شقين متنافرين واحد يدعو إلى تنحيته وآخر إلى بقائه"، معربة عن مخاوفها من أن "ينفلت الأمر ويتطور الانقسام إلى مواجهة دامية تعصف بأمن واستقرار البلاد". وأعربت الصحيفة عن اعتقادها أن الرئيس مرسي "فشل في أن يكون رئيسا لكل المصريين كما وعد بذلك لدى انتخابه كما فشل في إصلاح الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد"، مشيرة إلى أنه "لن يكفيه اليوم التشبث بالشرعية الدستورية للبقاء على كرسي الرئاسة لأن الشرعية نزلت إلى الشارع". على الصعيد الداخلي، اهتمت جريدة (الصريح) بما تناوله الرئيس منصف المرزوقي في حديث تلفزيوني حول قضايا الشأن الداخلي وفي مقدمتها مشروع قانون "العزل السياسي" أو قانون "تحصين الثورة" المثير للجدل، والذي يرمي إلى منع رموز النظام السابق من المشاركة في الحياة السياسية أو تولي مناصب سامية في الدولة. وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة عن المروزقي قوله إن طرح قانون تحصين الثورة "تأخر كثيرا وأنه كان من الأجدى معالجته خلال الأشهر الأولى بعد الثورة، ولم يعد له الآن معنى". في سياق آخر، اعتبر الرئيس التونسي أن عملية صياغة الدستور التونسي الجديد تحكمها هواجس ثلاثة هي "التنصيص على ضمان الدولة للحقوق والحريات وعدم وضع حد لها مهما كانت التجاوزات، ثم التوصل إلى نظام سياسي متوازن يمنع عودة الاستبداد، وأخيرا هاجس الهوية التونسية، التي قال إنها تستوعب الانتماء إلى الفضاء المغاربي والعالم العربي والإسلامي والقارة الإفريقية والعالم ككل". وما يزال المف الأمني يتصدر واجهة اهتمام الصحف الليبية التي توقفت اليوم الاثنين، بشكل خاص، عند تصريحات رئيس الحكومة المؤقتة المطالبة بإخلاء العاصمة طرابلس من التشكيلات المسلحة ومناقشة المؤتمر الوطني العام في جلسة عقدت أمس الأحد لجملة من التقارير المتعلقة بالوضع الأمني في البلاد. وتحت عنوان "لا خيار أمام كل التشكيلات المسلحة إلا مغادرة طرابلس"، أوردت صحيفة (ليبيا الإخبارية) مقتطفات من كلمة لرئيس الحكومة المؤقتة علي زيدان أكد فيها أن "خروج كافة المجموعات المسلحة الموجودة في طرابلس على مختلف مسمياتها وتبعياتها أمر لازم وضروري". وذكرت الصحيفة أن رئيس الحكومة تطرق إلى "الجدل" الذي أثاره تعامل الحكومة مع الأحداث الأخيرة التي جرت بمنطقتي (أبو سليم) و(صلاح الدين) موضحا أن "معالجة مثل هذه الأمور تأخذ بعين الاعتبار أمن وسلامة المجتمع ونزع فتيل التوتر وتخفيف الاحتقان والابتعاد عن التأجيج". من جهتها، واكبت صحفية (فبراير) وقائع الجلسة التي عقدها المؤتمر الوطني العام أمس على خلفية الوضع الأمني في البلاد، مشيرة إلى أن أعضاء المؤتمر استمعوا لتقارير في هذا الشأن قدمها مسؤولون في وزارة الداخلية وجهاز المخابرات العامة وبعض الأجهزة الأمنية الأخرى. وأوردت الصحيفة تصريحا للنائب الثاني لرئيس المؤتمر الوطني العام صالح المخزوم قال فيه إن المؤتمر استمع في إلى تقارير مطولة من الأجهزة الأمنية المختصة حول الأحداث التي وقعت بمنطقتي (صلاح الدين) و(أبو سليم) بالعاصمة طرابلس والتداعيات المترتبة عنها مبرزا أن أعضاء المؤتمر أبدوا ملاحظاتهم حيالها "قبل اتخاذ موقف مناسب بهذا الخصوص". وكشف المخزوم، حسب الصحيفة، أن المؤتمر الوطني اطلع على تقرير للجنة الدفاع حول الترشيحات لمنصبي وزير الدفاع ورئيس الأركان العامة بالجيش الليبي الشاغرين. وفي سياق متصل، تطرقت صحيفة (لييبا الجديدة) إلى الزيارة التي قام بها الرئيس الجديد للمؤتمر الوطني العام نوري ابوسهمين رفقة عدد من أعضاء المؤتمر لجرحى المواجهات المسلحة التي كانت طرابلس مسرحا لها قبل أيام والذين يخضعون للعلاج في عدة مستشفيات. وأشارت الصحيفة إلى أن الزيارة شملت مقرا أمنيا للوقوف على الأضرار التي لحقت به وبالوحدات التابعة له جراء هذه الاشتباكات. من جهة أخرى، تداولت الصحف تصريحات لمسؤول بسجن "الهضبة" بطرابلس نفى فيها هروب أي سجناء "من أعوان النظام السابق" من هذه المؤسسة مؤكدا أن الأخبار التي تداولتها بعض وسائل الإعلام بهذا الخصوص "عارية عن الصحة".