اهتمت أبرز الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الجمعة بالاتفاق الأوروبي الجديد حول التقنين البنكي والمصادقة على ميزانية الاتحاد الأوربي برسم 2014-2020 والإضراب العام في البرتغال وتعديل ميثاق القوات المسلحة التركية وسجن أمين المال السابق للحزب الشعبي الاسباني (الحاكم) لويس بارسيناس، فضلا عن انعقاد قمة الاتحاد الأوروبي، وحملة التفتيش التي تستهدف المتطرفين الإسلاميين والمواجهة بين الائتلاف الحكومي في البرلمان الألماني. وهكذا، كتبت يومية (ليبراسيون) أن الاتفاق الأوروبي الجديد بشأن تنظيم العمل البنكي يروم إنقاذ دافعي الضرائب من أعباء هذه المؤسسات التي تواجه صعوبات في السيولة، مضيفة أن وزراء المالية التابعين لبلدان الاتحاد الأوربي السبعة والعشرين تمكنوا أمس الخميس في بروكسل من وضع اتفاق بشأن القواعد الجديدة التي ستعتمدها الأبناك ابتداء من 2018 والتي ستلزم المستثمرين الخواص من تحمل خسائرهم بأنفسهم. وأضافت اليومية أنه بعد خمس سنوات من أزمة الرهن العقاري وانهيار بنك "ليمان براذرز" الأمريكي، اضطرت البلدان الأوروبية إلى إنفاق مئات الملايير من الأورو لإنقاذ بنوكها، مشددة على أن الاتحاد يراهن على عدم تكرار هذه التجربة مرة أخرى. من جهتها، تطرقت الصحف الايطالية إلى موافقة القادة الأوروبيين خلال اجتماعهم أمس في بروكسل على موضوع ميزانية الاتحاد برسم 2014-2020 ، والتي ستمهد الطريق لتمويل مشاريع تتعلق بتشغيل الشباب، وذلك على الرغم من التحفظات البريطانية. وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة (لا ستامبا) بأن الاتحاد الأوروبي وإن كان يسعى لحشد المزيد من الدعم في جهوده الرامية إلى محاربة بطالة الشباب بتخصيصه ما بين 6 و 8 مليار أورو على مدى سنتين عوض سبع سنوات، فإن بريطانيا قررت عدم الانخراط في هذا المشروع. وفي البرتغال، اهتمت الصحف المحلية بتداعيات الإضراب الذي دعا إليه الاتحاد العام للعمال البرتغاليين، الذي يعد أهم نقابة في البلاد، والاتحاد العام للعمال، وذلك تنديدا بالتدابير التقشفية الصارمة التي تعتمدها الحكومة. وقد اعتبرت يومية (دياريو دي نوتيسياس) أن النقابات تعد باندلاع غليان شعبي وأنها تحتج على سياسة التقشف التي فرضتها الحكومة، مشددة على أن هذه الحركة الاحتجاجية التي همت على الخصوص قطاعات النقل والصحة والتعليم ستستمر رغبة منها في ممارسة المزيد من الضغط حتى تستجيب الحكومة لملفاتها المطلبية. وفي هولندا، تناولت الصحف قرار إعادة النظر في شروط الاستفادة من تعويض (واجونغ) المتعلق بمساعدة الشباب في وضعية إعاقة وتمكينهم من فرص الشغل، موضحة أن أزيد من 230 ألف شخص يستفيدون من هذه المساعدة وأن مراجعة شروط منح هذه المساعدة ستمكن من تحصيل أكثر من مليار أورو على المدى الطويل. وفي إسبانيا، استأثر اهتمام الصحف المحلية بقرار القاضي بابلور روث إيداع أمين المال السابق للحزب الشعبي (الحاكم) لويس بارسيناس، المتهم بالفساد، السجن، وأوضحت صحيفة (إلباييس)، في مقال تحت عنوان "السجن الاحتياطي لبارسيناس"، أن هذا الأخير يمتلك ثورة تقدر ب47 مليون أورو، وتم إيداعه السجن بعد عدة أشهر من التحقيق. كما أوردت الصحيفة رد فعل الحزب الشعبي على إثر هذا القرار، مشيرة إلى أن الحزب الحاكم "أعرب عن احترامه التام" للعدالة، وللإجراء الذي اتخذه قاضي المحكمة الوطنية بابلو روث. وكتبت صحيفة (أ بي سي) أن قاضي المحكمة الوطنية الإسبانية قرر "الحبس الاحتياطي في حق لويس بارسيناس دون إمكانية الإفراج عنه بكفالة "بتهمة ارتكاب جرائم ضد "الإدارة العمومية والمصالح الضريبية وتبييض الأموال". وأضافت هذه الصحيفة المقربة من الحزب الشعبي، أنه بعد اعتقاله، مثل بارسيناس طيلة ساعتين أمام القاضي، الذي وصف تبريرات وحجج أمين المال السابق للحزب الشعبي ب"الواهية وغير المنسجمة". وكتبت صحيفة (إلموندو)، المقربة من الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، أن "الحزب الشعبي حذر بعد قرار القاضي إيداع بارسيناس السجن"، مضيفة أن هذا الإجراء يروم تفادي إمكانية الفرار، وضمان الحفاظ على عناصر الإثبات". وإلى جانب قضية بارسيناس تطرقت الصحف الإسبانية إلى بلوغ المنتخب الإسباني نهائي بطولة كأس القارات ضد البرازيل، مشيرة إلى أن هذه المقابلة، التي ستجرى الأحد القادم، ستدخل سجلات كرة القدم العالمية. واهتمت الصحف الألمانية بعدد من المواضيع أبرزها قمة الاتحاد الأوروبي، وحملة التفتيش التي تستهدف المتطرفين الإسلاميين والمواجهة بين الائتلاف الحكومي في البرلمان. وكتبت صحيفة (فرانكفوتر أليغماينه) بشأن استجابة قادة الاتحاد الأوروبي أمس لمطالب البرلمان الأوروبي بالتوصل إلى اتفاق سياسي على ميزانية الاتحاد للأعوام 2014-2020، قبل انطلاق أشغال القمة المخصصة لإيجاد تمويل للتدابير الطارئة لتوفير وظائف للشباب أنه "يتم توزيع الكثير من المال إلى حد كبير وفق مخططات عفا عليها الزمن"، لكن الإطار المالي المتوسط الأجل يتعين أن "يسترشد بالواقع السياسي والمالي للدول الأعضاء في الاتحاد". وتعتقد (باديشن نوينإيستن ناخغيشتن) من جهتها أن الوعود التي أطلقها الاتحاد من أجل مكافحة البطالة بين الشباب "كبيرة" إلا أن الاتفاق على الإطار المالي للسنوات القادمة يبدو أنه سيكون قادرا على تجاوز بعض المشاكل في حين اعتبرت صحيفة (شتوتغارت ناخغيشتن) أن البلدان التي تعيش "مشاكل اقتصادية عميقة ، جعلت الناس يعانون من أخطاء السياسة الاقتصادية التي ارتكبت منذ عقود". وحول حملة مداهمات وتفتيش ضد إسلاميين متطرفين كتبت صحيفة (دي فيلت) أن الشرطة الألمانية، قامت الأسبوع الماضي، بحملة واسعة في ولايتي هامبورغ وشليزفيغ-هولشتاين شمال ألمانيا. وقالت متحدثة باسم الشرطة في هامبورغ، في تصريح نشرته الصحيفة "إنه تم تنفيذ أوامر بتفتيش 16 منطقة منذ 20 يونيو الجاري"، مضيفة أن 80 شرطيا شاركوا في الحملة فيما يجري تقييم الأدلة التي تم جمعها خلال تفتيش منازل إسلاميين، مشيرة إلى أنه لم يتم القبض على أي شخص خلال الحملة.وأبرزت الصحيفة أن الحملة تأتي على خلفية معلومات حول مواصلة جمعية "ملة إبراهيم" التي تم حظرها من قبل، لأنشطتها. واهتمت جل الصحف من جهة أخرى بالمواجهة التي ميزت جلسة أمس بالبرلمان بين الحكومة والمعارضة والانتقادات التي وجهها بيير شتاينبروك لأنغيلا ميركل فكتبت (وزود دويتشه تسايتونغ) أن "شتاينبروك كان كمهاجم ساطع" لكنه تقول الصحيفة "نسي أنه قبل وقت قصير أثار الشفقة ، فحتى حزبه الاشتراكي كان على وشك ألا يختاره لمنافسة ميركل، وهذه التصرفات خطأ، في حين أن ميركل فهمت أن عليها إيجاد شريك لضمان الأغلبية". وفي تركيا، ركزت الصحف المحلية على رغبة الحكومة تعديل ميثاق القوات المسلحة التركية، الذي كان في الماضي يستعمل من قبل الجنرالات لتبرير الانقلابات العسكرية باسم الدفاع عن النظام العام. وفي هذا الصدد، وصفت يومية ( ديلي ستار) هذه المبادرة بأنها ''خطوة هامة نحو نزع الهاجس العسكري من تاريخ الديمقراطية في تركيا'' وأن التعديل المقترح يروم إعادة تعريف مهام الجيش لتقتصر على الدفاع عن الأراضي التركية ضد الأخطار والتهديدات الخارجية.