تواصل نقابة الجامعة الوطنية لموظفي التعليم حملة انتقداتها لوزير التربية الوطنية محمد الوفا، فبعد إصدارها لعدد من البيانات التي وُصفت بشديدة اللهجة و تنظيمها لوقفة وطنية يوم الجمعة الماضي، فاجأ عبد الإله دحمان نائب الكاتب العام للجامعة الحاضرين في لقاء تواصلي لنقابته بفاس بتوجيهه سيلا من الاتهامات للوفا، معتبرا أنه يسير قطاع التربية الوطنية خارج التصريح الحكومي وبمنهجية تغيب عنها الرؤية الناظمة والاستراتيجية الواضحة. وقال دحمان إن الوفا متخبط في تدبيره لقطاع التعليم ويتخذ قراراته بانتقائية وبعشوائية أحيانا "بهدف التغطية الاعلامية على القضايا الكبرى المتعلقة بالمنظومة التربوية"، مضيفا أن السلطة التربوية في المغرب ليست لها استراتيجية واضحة وليست لها مقاربة مندمجة ومنسجمة على عكس الوزراء السابقين الذين كانوا على الأقل يتصرفون وفق رؤية معروفة حسب دحمان. وأكد نائب عبد الإله الحلوطي أن الوفا ورغم إعلانه وفاة البرنامج الاستعجالي وإصداره قرارا بوقف تنفيذ ما تبقى منه، فإنه اتخذ قرار وصفه دحمان بالسري من أجل إحياءه واستكمال إجراءاته، مشددا على أن ما تسميه وزارة التربية الوطنية خطة عمل 2013-2016 ليست إلا استمرارا للبرنامج الاستعجالي واستكمالا لإجراءاته ضدا على البرنامج الاستعجالي. وواصل المسؤول النقابي المذكور انتقاده لوزير التربية الوطنية موضحا أن الوفا ومن خلال الكم الكبير للبلاغات التي تصدرها وزارته والتي تركز فيها على بعض الأخطاء المادية، تنخرط بوعي أو بدونه في الحملة التي تستهدف سمعة رجال ونساء التعليم وتضخِّم أخطاءهم. وأبرز النقابي نفسه أن الوفا لا يلتزم بما يتم إنضاجه داخل اجتماعات اللجان الموضوعاتية التي تشارك فيها النقابات، ولا يعير أي اهتمام لمبدأ الشراكة مع الشركاء الاجتماعيين، ويدبر القطاع بقرارات انفرادية حتى في ملفات لا تتطلب التزامات مالية، من قبيل ملف المبرزين والدكاترة والحركة الانتقالية وملف تحديد مهام المساعدين التقنيين، موردا أن الوزير له منطق خاص في التدبير لم يعد ممكنا للجامعة الوطنية لموظفي التعليم أن تصبر عليه لأن يضر في رأيه بالشغيلة التعليمية. وشدد دحمان على أن نقابته عندما تُعلن عن خطوات ومبادرات نضالية فإنها تقوم بتنزيل رؤيتها النقابية ومنهجها النضالي "بعيدا عما قد يُفهم منه أنه مناورة استدعتها المرحلة التي يسير فيها حزب العدالة والتنمية الذي يوصف على أنه حزب مقرب من الجامعة الوطنية لموظفي التعليم والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب"، مبينا أن رأس مال نقابته هو صدقها ومصداقيتها وأنها غير مستعدة للتضخية بهما وأنها ستواصل دفاعها عن رجال التعليم ولن تأبه بما قد يُقال من هنا أو هناك "لأن ما يهمها هو ايجاد حلول لمشاكل الشغيلة وحفظ كرامتها من الإهانة".