لم يستسغ النظام الجزائري الخطوات التي أقدمت عليها المملكة في مجالات عديدة، مما جعله يسخر آلته الإعلامية لشن هجمات عليها، معتبرا أن ما يقوم به المغرب موجه ضد الجزائر. آخر الهجمات التي أطلقتها الجزائر، عبر ذراعها الإعلامية جريدة "الشروق"، اعتبار أن المصادقة على مشروع القانون رقم 21.13، المتعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي، تستهدف الجزائر وشعبها! ونقلت الذراع الإعلامية للنظام الجزائري، الذي يحاول التغطية على مشاكله وعلى الحراك الذي يقوده الشعب، تصريحا لرئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، خياطي مصطفى، أوضح فيه أن الجزائر مستهدفة من السموم التي ينتجها المغرب. واستغرب عبد الحق الفائق، برلماني حزب الأصالة والمعاصرة، ما ذهب إليه الإعلام الجزائري والواقفين وراءه، مؤكدا أن إقدام الحكومة على تقنين القنب الهندي جاء بعد نقاش طويل بين الأحزاب والجمعيات والمزارعين لهذه النبتة، المتضررين من الملاحقات وغيرها. وأشار برلماني "البام"، الذي كان من الأحزاب الأكثر دفاعا عن التقنين، إلى أن الغاية من هذا القرار هو استغلال مكونات هذه النبتة في العلاج الطبي، حيث يجمع الخبراء والمختصون في المجال الطبي على نجاعتها في علاج عدة أمراض مزمنة. وأضاف الفائق، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الدراسات التي أجريت في دول رائدة تجمع على أن مستخلصات القنب الهندي يمكن أن تكون علاجا فعالا لبعض الأمراض، على غرار الآلام والصداع والصرع والتصلب اللويحي، وحتى بعض أنواع السرطانات. ويبدو أن الجزائر المعروفة بعدائها للمغرب، والتي تعمل على إغراقه بالأقراص المهلوسة، تحاول، حسب برلماني "البام"، التغطية على ما تقوم به، بمحاولة تحوير الخطوة التي تتماشى مع قرار لجنة المخدرات التابعة للأمم المتحدة، التي سبق لها أن سحبت القنب الهندي من لائحة المخدرات الخطرة بالعالم. وكان جعفر هيكل، أستاذ الطب الوقائي بجامعة محمد السادس للصحة بالدار البيضاء، قد أكد أن القنب الهندي سيتم استعماله في إطار طبي وصيدلي وليس ترفيهي، لمساعدة المرضى وتخفيف آلامهم. وأكد هيكل في هذا السياق أن استعمال القنب الهندي "ليس بغرض تهدئة المرضى، وإنما لدوره في معالجة أمراض مزمنة على غرار التهاب الجهاز الهضمي، حيث إن الأدوية الموجودة تخفف لكنها لا تعالج، والقنب الهندي يمكن أن يساعد على تخفيف الألم وتسريع العلاج". كما يمكن، وفق أستاذ الطب الوقائي، استعمال دواء القنب الهندي من لدن الأطباء النفسانيين وأطباء الطب الباطني والأمراض المزمنة في إطار معين لمعالجة المرضى.