شهدت الساحة السياسية المغربية، أخيرا، إثارة موضوع السماح باستعمال نبتة القنب الهندي في صناعة الأدوية بالمغرب، تلاه تعبير مجموعة من الأطراف عن رأيها في الموضوع، بين مؤيد ومتحفظ على تقنين هذا الجانب. عبد الرحيم الدراجي دكتور في الصيدلة في ما يلي، تحاور "المغربية" عبد الرحيم الدراجي، دكتور في الصيدلة، ليقدم بعض المعلومات حول استعمالات نبتة القنب الهندي في الأدوية، وما هي حدود استعمالاتها. باعتباركم صيدليا، واختصاصيا في مجال التركيبات الدوائية، ما أهمية التقدم بمشروع مقترح قانون يسمح باستعمال نبتة القنب الهندي في صناعة الأدوية بالمغرب؟ هذا المشروع الذي تقدم به حزب الأصالة والمعاصرة، مع التحالف المغربي لتسريع استعمال نبتة القنب الهندي في المغرب، يهدف إلى تمكين المرضى من التداوي بأدوية مستخلصة من هذه النبتة الطبيعية. يأتي ذلك بالموازاة مع استعمال النبتة لأغراض طبية في 23 بلدا عبر العالم، منها 13 دولة أوروبية. وتكمن أهمية استعمال هذه النبتة في صناعة بعض الأدوية، في قدرة القنب الهندي على تخفيف ومقاومة مجموعة من الآلام ومضاعفات بعض الأمراض. وكما يعلم المتتبعون لهذا الموضوع، فإن فرنسا، تعتبر أحد الملتحقين الجدد بالدول المستعملة لنبتة القنب الهندي، في 8 يناير الماضي، بعد أن سمحت الوكالة الوطنية للأمن الدوائي ومنتجات الصحة في فرنسا، بتسويق دواء يوجد على شكل رشاش فموي، من فئة 5.5 مليلترا، يدخل في علاج مرضى التصلب اللويحي، ويتميز بنجاعته في وقف شعور المريض بآلام كبيرة، التي لم تنفع العلاجات الأخرى في مقاومتها. ومن توصيات استعمال هذا الدواء، أن تجري مراقبة المريض لتفادي تعرضه لحالة إدمان على هذه العينة من الأدوية، وأن يكون موصوفا من قبل اختصاصي في الأمراض العصبية والدماغ، ومن طرف مروض فيزيائي، حسب الشروط التي وضعتها وزارة الصحة الفرنسية لاستعمال الدواء المذكور. علما أن هذا الدواء لا يجب تناوله من قبل المرضى، المصابين بأمراض القلب والشرايين، أو أمراض الكبد الخطيرة، أو لدى المرضى الذين يحملون إصابات بداء الفصام. ما هي المكونات التي تحتوي عليها هذه النبتة التي تجعل منها ذات أهمية بالنسبة إلى المرضى؟ كل منا يعرف الأضرار الوخيمة الناتجة عن استعمال المواد المستخلصة من نبتة القنب الهندي، لكن القليل منا يعرف أن أدوية مستخلصة من القنب الهندي تسوق في 23 بلدا. ويعتبر الدواء المعروف باسم "ساتفكس"، الذي حصلت الشركة التي تصنعه على رخصة التسويق في فرنسا في 8 يناير 1914، يستعمل لتخفيف آلام بعض الأمراض المزمنة، مثل مرض التليف العصبي المتعدد. وهذا الدواء يحتوي على مستخلص "تيترانابينيكس" ومستخلص "نابيديوليكس"، وهذان المستخلصان يحتويان بدورهما على مادتين فعالتين، وهما "تيتراهيدروكانابينول" و"الكنابيديول". ما هي بعض تحفظاتكم على الاستعمالات الطبية لهذه النبتة؟ يجب أن لا ننسى أن مثل هذه الأدوية التي لا يمكن وصفها إلا عند عدد قليل جدا من المرضى، وتحت رقابة طبيب اختصاصي، يمكن أن تسبب في إدمان كباقي المخدرات. ولهذا يجب أن نستفيد من خبرات الدول التي أباحت استعماله، منذ سنوات عديدة، لتجنب الإفراط في استعماله. ما تعليقك على الوضعية في المغرب؟ في المغرب، وإلى حدود الآن، يجري استعمال نبتة القنب الهندي، بشكل واسع، لكن بشكل غير قانوني، وهو ما يخلق مشكلة الصحة العمومية، علما أن المغرب لم يرخص بعد لصناعة أي دواء مستخرج من هذه النبتة. إن السماح بتسويق هذا النوع من الأدوية، يجب استعماله في الحالات التي تستدعي ذلك، سيما في الحالات المرضية التي تحتاج إلى تخفيف الآلام المرتبطة بالجهاز العصبي، في حالة وجود داء التصلب اللويحي عند البالغين. وللاحتراس من استعمال هذه التركيبة في غير الحالات الموصى بها قانونيا، فإن المغرب يحتاج إلى وضع إطار قانوني لضمان عدم الخروج عن الإطار التي يجب استعمال فيه هذه النبتة.