أصدرت الوكالة الوطنية للأمن الغذائي ومنتوجات الصحة في فرنسا ترخيصها ببيع دواء مصنوع من نبتة القنب الهندي (الكيف)، يرتقب وضعه في سوق الأدوية بحلول سنة 2015، وبذلك تكون فرنسا أعطت الضوء الأخضر لاستعمال أول دواء مستخرج من هذه النبتة. ويتعلق الأمر بدواء "ساتيفكس" (Le Sativex)، الذي يدخل في علاج مرضى التصلب اللويحي، ويتميز بنجاعته في وقف شعور المريض بآلام كبيرة، لم تنفع العلاجات الأخرى في مقاومتها. ويعتبر هذا الدواء من التركيبات العلاجية المسموح باستعمالها وبتداولها بين المرضى في عدد من الدول الأوروبية، سيما في ألمانيا وبريطانيا، وسويسرا، حيث استفاد عشرات المرضي الذين يعانون مرض التصلب اللويحي، وهو مرض عصبي خطير، منذ عام 2007 من علاج عن طريق القنب الهندي لتخفيف آلامهم، دون اعتراض من السلطات. ويوصي الأطباء باستعمال الدواء المذكور بناء على وصفة طبية، صادرة عن اختصاصي في الأمراض العصبية والدماغ، ومن طرف مروض فيزيائي، حسب شروط وضعتها وزارة الصحة الفرنسية لاستعمال الدواء المذكور. وتأتي صناعة بعض الأدوية من نبتة القنب الهندي، في إطار تقنين عدد من دول العالم لاستعمال النبتة طبيا، ومن بينها هولندا، وإسبانيا، وإيطاليا، وألمانيا، وبريطانيا، وكندا، وأستراليا، وأخيرا جمهورية التشيك. يشار إلى أن المغرب شهد، أخيرا، إثارة موضوع تقنين زراعة نبتة القنب الهندي، من خلال مقترح قانون تقدم به الفريق البرلماني لحزب الأصالة والمعاصرة، وأثار العديد من ردود الفعل، بين مؤيدة ومتحفظة. وتحتوي نبتة القنب الهندي على مواد مضادة حيوية لسرطان الثدي والبروستات، وبكتيريات أخرى متعددة، كما تحتوي على مضادات حيوية عديدة، ولذلك، فإن هذه النبتة تدخل في مجموعة من الاستعمالات الطبية والعلاجات التي يمكن الاستفادة منها صحيا، حسب الدراسات العلمية المتوفرة حول الموضوع، إلا أن ذلك يلزمه إشراف طبي للحد من ظهور بوادر الإدمان. كما تحتوي النبتة على العديد من المركبات الكيميائية، ذات الفعل الدوائي المختلف، قدرت بما يزيد عن 400 مركب كيميائي مختلفة. ومن الاستخدامات الطبية لنبات القنب الهندي، أنه مضاد ومسكن ناجع للألم الشديد، وللغثيان والقيء عند المرضى المعالجين بالأدوية المقاومة للسرطان، ومرضى تصلب اللويحي، ومرضى باركنسون، وإصابات الرأس، وعلاج بعض الأمراض العقلية، مثل الذهان والعصاب.