قال الدكتور عبد الهادي بوطالب أنه غضب من الملك الراحل الحسن الثاني عندما لم يستدعه لحضور اجتماعه الخاص مع الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين في قمة تلمسان 1970 حول الحدود الشرقية المغربية التي كان الاستعمار الفرنسي قد ضمها للجزائر . وأوضح بوطالب أن وزير الخارجية الجزائرية أنذلك عبد العزيز بوتفليقة حاول تمرير بيان مشترك يحاول فيه بوتفليقة إذلال المغرب بعد اتفاق مغربي جزائري مشترك حول الحدود الشرقية المغربية لكن بوطالب (وزير الخارجية المغربي أنذلك) رفض التوقيع عليه. "" وكشف بوطالب أن الملك الراحل الحسن الثاني لا يغضب كثيرا من الناس وإن غضب بعث مرسولا ، كما أنه كان لا يوبخ الناس وجها لوجه ، وتذكر بوطالب يوم تعيينه وزيرا للأنباء (الإعلام) حيث رفض الوزير السابق للأنباء مولاي أحمد العلوي مد يده للسلام عليه بعد أن دخل "العلوي" في مشاداة مع الملك الحسن الثاني ، وسمع بوطالب مولاي أحمد العلوي يرفع صوته بحدة على الحسن الثاني وبرر ذلك بانتماء الاثنين لأسرة علوية واحدة. ووصف الدكتور عبد الهادي بوطالب في شهادته على العصر الذي بثت الجزيرة أمس الاثنين حلقته الثالثة أحداث 23 مارس 1965 بالسوداء ، مبديا أسفه على قمع المظاهرات وإلقاء القبض على المتظاهرين والزج بهم في السجون بدون محاكمات ، بينما نفى بوطالب علمه بوجود مقابر جماعية خلفتها المظاهرات وبخروج أوفقير بطائرة "هيليكوبتر" ترمي الناس بالنار في شوارع الدارالبيضاء أثناء أحداث 23 مارس 1965. وقال وزير الإعلام والخارجية والمستشار السابق للملك الراحل الحسن الثاني أن هذا الأخير بعث إليه في إيفران بعد أحداث الدارالبيضاء وأوضح له أنه قرر حل البرلمان لأنه لم ينتج شيئا منذ عام ونصف ،مبديا رغبته في تغيير السلوك السياسي في المغرب وعن قضية اختطاف المعارض المغربي المهدي بنبركة قال بوطالب أن معلوماته حول الموضوع لا تتجاوز ما نُشر في الصحف ، وعدد بوطالب مناقب "المهدي بنبركة" قائلا " بنبركة.. رجل ذكي وزعيم وطني وأستاذ الحسن الثاني ورفيقي وزميلي في المدرسة المولوية ، لكنه لم ينتق أسلوبه في معارضة الحسن الثاني ..." موضحا أن بنبركة كان يدعو الأنظمة اليسارية للإطاحة بنظام الحسن الثاني. وذكر بوطالب أن العلاقة كانت وثيقة بين الحسن الثاني والمهدي بنبركة لكنها تحولت إلى عداوة نظرا لعلاقات بنبركة بالصين وكوبا ، وأوضح بوطالب أن جريمة اختطاف بنبركة لن تنقضي بالتقادم . وأوضح بوطالب ان الملك الراحل كان يقدّر قدراته على حل مشاكل الوزارات ، وبينما كان اوفقير مناهضا لسياسة التعريب قال بوطالب أنه قام بعملية التعريب بهدوء عندما كان وزيرا للتعليم ، كما أن الحسن الثاني وافق بنفسه على التعريب، لكن بوطالب خرج من الوزارة بعد عشرة أشهر وبعد أن أراد الجنرال أوفقير تحويل المعلمين إلى مخبرين. وفي إطار حديثه عن كتابات محمد حسنين هيكل قال عبد الهادي بوطالب أن هيكل لا يجنح إلى التدقيق ولا يكتف بما سمعه بل يضيف عليه ، كما أن هيكل لا يضبط كلامه وينقل الكثير من الأمور عن نفسه. ووصف بوطالب الرئيس الليبي معمر القذافي بازدواج الشخصية من خلال تعامله مع أنصاره وضيوفه كما أن القذافي كان ينفر من الملوك ويؤمن أن ثورته صالحة للتصدير ويبحث عن أشياء تصدم الناس ، وكشف بوطالب أن الملك الراحل الحسن الثاني قال عن القذافي : " هذا من الذين يؤمنون أن أركان الإسلام على خمس وماعدا ذلك لا يؤمن به " في إشارة من الملك الراحل إلى أن القذافي لا يملك التعمق في الأشياء. وذكر بوطالب أن عبد الناصر بدا في مؤتمر القمة الإسلامية الذي احتضنته الرباط عام 1969 متسولا ضعيفا ومستجديا حيث قال بالحرف لرؤساء الدول العربية : أنا عندي السلاح ولكن عاوز بقشيش، من فيكم يعطيني بقشيش...."