ما زالت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط تواصل توسيع مساحات الأراضي الفلاحية المستفيدة من "برنامج المثمر للزرع المباشر" بمجموعة من المناطق، من ضمنها الأراضي الفلاحية الواقعة بتراب إقليمخريبكة، من أجل المساهمة في تخفيف آثار التقلبات المناخية من جهة، والرفع من المردودية الفلاحية بما يضمن الحفاظ على الموارد الطبيعية اللازمة لاستقرار واستدامة الإنتاج. وعرفت مناطق عدة بإقليمخريبكة اعتماد تقنية "الزرع المباشر"، باعتبار أن هذا النظام الزراعي يعد أحد أعمدة الزراعة الحافظة التي ترتكز على زرع الأرض بدون عملية الحرث، قصد المحافظة على تكوين التربة البنيوي والبيولوجي، وعدم تعرضها لعوامل التعرية والتآكل بفعل الحرث. أناس توملي، مهندس زراعي أحد أفراد طاقم فريق المثمر بخريبكة، أوضح أن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط أطلقت خلال الموسم الماضي برنامج الزرع المباشر، في إطار شراكة مع جميع الفاعلين والمؤسسات في قطاع الفلاحة، من بينها المعهد الوطني للبحث الزراعي، ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، والمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية. وقال توملي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن "هذه المبادرة تندرج في إطار حرص المكتب الشريف للفوسفاط الدائم على دعم البرنامج الوطني للزرع المباشر، وتسريع وتيرة تبني هذا النظام قصد تقوية قدرة الفلاحة على مواجهة التغيرات المناخية". وأضاف أن "إقليمخريبكة يعتبر منطقة ذات مناخ شبه جاف إلى جاف، وبالتالي يصبح الزرع المباشر بمثابة حل أمثل من بين الحلول الممتازة لمواجهة التقلبات المناخية وقلة التساقطات بهذا النوع من المناطق"، مبرزا أن "منطقة خريبكة معروفة بتربية الماشية، لذلك تم تأطير بعض الزراعات كالقمح العلفي والخلائط العلفية الموجهة إلى الماشية". وأشار المهندس الزراعي ذاته إلى أنه "خلال السنة الفلاحية الماضية 2019-2020، قام فريق المثمر بتحقيق ما يناهز 825 هكتارا من المساحات المزروعة بنظام الزرع المباشر، و56 منصة تطبيقية لمقارنة النتائج المحصل عليها في جميع مراحل الإنتاج مع المسار التقني العادي، ليتبين أن النتائج المحققة كانت إيجابية جدا، والمردودية في نظام الزرع المباشر فاقت المردودية بالزرع العادي بحوالي 30 في المئة". وبخصوص الموسم الفلاحي الحالي 2020-2021، "قمنا بتغطية ما يناهز 1195 هكتارا من المساحة المزروعة بنظام الزرع المباشر، و64 منصة تطبيقية، وذلك بإرادة الفلاحين والفلاحات بالمنطقة ومشاركة جميع الفاعلين في القطاع الفلاحي"، يواصل المتحدث لهسبريس. وأورد أنه إلى حدود الساعة، "نلاحظ أن النتائج المحصل عليها في الإقليم تشير إلى ارتفاع معدل الإنبات ومعدل التفريخ مقارنة مع المنصة التطبيقية للزرع العادي"، معتبرا أن "هذه النتائج جاءت بفعل تضافر جهود جميع التنظيمات المهنية والفلاحين والفلاحات وباقي الفاعلين في القطاع". وختم عضو فريق المثمر بخريبكة تصريحه لهسبريس بتأكيد أن "القائمين على هذا البرنامج يطمحون إلى تحقيق المزيد من المساحات المغروسة بنظام الزرع المباشر، من أجل المساهمة في مواجهة التقلبات المناخية وقلة التساقطات في المناطق الجافة وشبه الجافة". من جانبه، قال عزيز الخلوقي، سائق جرار ضمن آلية المثمر: "استفدنا من تكوينات عدة بفضل مجهودات القائمين على برنامج المثمر للزرع المباشر، وأصبحنا بفضل مراكمة الخبرات نقوم في شهر واحد فقط بما كنا ننجزه في حوالي ثلاثة أشهر من العمل المتواصل". وأضاف في تصريح لهسبريس أنه بصفته سائق جرار ضمن برنامج المثمر للزرع المباشر، صار متمكنا من مختلف التقنيات اللازمة لإنجاح هذا النوع من عمليات الزرع، مشددا على أن "الزرع المباشر سهل مجموعة من الأشغال، وحل عددا من المشاكل التي كان المشتغلون في المجال يواجهونها في أوقات سابقة حين كانوا يعتمدون على الزرع العادي". أما عبد الرحيم بوصبع، فلاح بالمنطقة، فقد أشار إلى أن "عددا من الفلاحين تعرفوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي على المسؤولين عن برنامج المثمر، مما مكنهم من الاستفادة من الخبرات المرتبطة بعملية الزرع المباشر، وتحقيق نتائج إيجابية على مستوى المحاصيل". وأبرز المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن "برنامج المثمر للزرع المباشر حرص على توفير منصات تطبيقية وفرص للقيام بالتجارب الميدانية التي تكللت بالنجاح"، مضيفا أن "آلية المثمر سهلت التنقل للفلاحين بشكل منتظم، وساهمت بشكل واضح في تجاوز الصعوبات المرتبطة بالزراعة". وبعدما وصف برنامج المثمر بالمبادرة الجيدة، أكد بوصبع أن "متتبعي الشأن الفلاحي لاحظوا أن الزرع المباشر كان ملائما للسنوات المتسمة بقلة الأمطار، خاصة بالمناطق شبه الجافة كمنطقة خريبكة، حيث تم تحقيق مردودية لا بأس بها في ظل موسم فلاحي قليل الأمطار".