انصب اهتمام الصحف العربية الصادرة اليوم الأحد على جملة من المواضيع من بينها على الخصوص تداعيات الأزمة السورية والوضع في الشرق الأوسط وفي العراق والملف الإيراني٬ ومسألة الحدود بين الجزائروتونس واستحداث وزارة منتدبة مكلفة بشؤون المغرب العربي في موريتاينا وقانون العزل السياسي في ليبيا٬ علاوة على تطورات الوضع في كل من الأردن والأراضي الفلسطينية. وهكذا كتبت صحيفة "الجمهورية" المصرية أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان رفض ضغوطا أمريكية بإلغاء أو تأجيل زيارته لقطاع غزة٬ معتبرة أن هذا الرفض مؤشر واضح على نهاية حقبة الوصاية الأمريكية. أما الشروق" فأبرزت أن إسرائيل قصفت شحنة أسلحة داخل العمق السوري يعتقد أنها كانت في طريقها إلى مقاتلي حزب الله اللبناني٬ وهو ما أكده قيادي في الجيش السوري الحر ولم ينفه النظام السوري. وذكرت الصحيفة أنه ليست هذه المرة الأولى التي تقصف فيه إسرائيل مواقع عسكرية داخل التراب السوري٬ مبرزة أن هذا التدخل يعكس تصميم تل أبيب على منع نقل أسلحة كيماوية أو أسلحة أخرى غير تقليدية تغير من قواعد اللعبة من قبل النظام السوري ولا سيما لحزب الله. وأبرزت "الدستور" رفض حركة حماس إدخال أية تعديلات على مبادرة السلام العربية ونقلت عن إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة في غزة تأكيده أنه لا يحق لأي طرف خارجي تقرير مصير الشعب الفلسطيني٬ معتبرا أن المبادرة في صيغتها الجديدة تحمل مخاطر كثيرة ولا تخدم مصالح الشعب الفلسطيني وخاصة في الشتات. وسلطت "الحرية والعدالة" من جانبها الضوء على الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها قريبا في إيران٬ موضحة أنه مع قرب هذه الاستحقاقات المقررة في يونيو المقبل تبدو الساحة السياسية منشغلة بالإعداد لمعركة انتخابية تبدو نتائجها عديمة التأثير على الملفات الاستراتيجية. من جانب آخر٬ سجلت "روز اليوسف" أنه لأول مرة منذ اندلاع الاحتجاجات في العراق قبل نحو أربعة أشهر رفع المتظاهرون شعار التقسيم وحذرت من فتنة طائفية وحرب أهلية تقسم البلاد إلى دويلات صغيرة وتمتد تداعياتها إلى كل دول المنطقة. وفي الجزائر٬ أفادت صحيفة (السلام اليوم) بأن "إرهابيين" هاجموا أمس ثكنة عسكرية تونسية تقع على الحدود مع الجزائر في مدينة الكاف٬ في وقت تحاصر قوات الجيش التونسي "إرهابيين" في المنطقة. وأضافت الصحيفة أن الجيش الجزائري لا يزال يواصل منذ الاثنين الماضي عملية تمشيط في المناطق الجبلية بمنطقة الشعابني التابعة لمحافظة القصرين الحدودية بعد أن أدى انفجار عدة ألغام زرعها "إرهابيون" إلى إصابة أعوان من الحرس الوطني والشعبي. ومن جهتها٬ أفادت صحيفة (النصر) بأن المناطق الحدودية الشرقية مع تونس تشهد تعزيزات أمنية ضخمة للجيش الجزائري بهدف التصدي ومنع محاولة أي تسلل ل"الإرهابيين" المحاصرين بجبال القصرين بالقرب من الحدود. وفي السياق نفسه٬ نقلت صحيفة (الفجر) عن محلل عسكري أن عملية مطاردة ومتابعة "إرهابيين" في منطقة جبلية غرب تونس قرب الحدود مع الجزائر تستوجب وقتا وقوات إضافية نظرا للامتداد الجغرافي للمنطقة وصعوبة تضاريسها٬ مشددا على ضرورة تقديم السلطات الجزائرية "الدعم المطلوب" للقضاء على هذه المجموعة نظرا لأن إمكانية التسلل عبر الحدود بين البلدين "تبقى واردة". وبخصوص الشأن الموريتاني٬ أوردت يومية ( الفجر) استنادا إلى مراقبين قولهم إن استحداث وزارة منتدبة مكلفة بشؤون المغرب العربي الخميس الماضي "يأتي في سياق الجهود التي تبذلها دول الاتحاد من أجل التقدم بالمشروع٬ حيث سبق أن أعلن كل من المغرب وموريتانيا خلال اجتماع اللجنة العليا المشتركة يوم 24 أبريل الماضي بنواكشوط٬ عن تمسكهما باتحاد المغرب العربي بوصفه "خيارا استراتيجيا" يجسد الروابط التاريخية والتطلعات المشروعة لشعوب المنطقة". ومن جهتها٬ تناولت صحيفة ( الشعب ) الزيارة التي قامت بها بعثة عن صندوق النقد الدولي لموريتانيا من 23 أبريل الماضي إلى ثاني ماي الحالي ونقلت عن رئيسة البعثة فيرا مارتين قولها إن الاقتصاد الموريتاني" حقق نتائج جيدة تميزت بدعم استقراره وانتعاش قوي للنشاط الاقتصادي رغم الظرفية الاقتصادية الدولية بالغة الصعوبة". وقالت إن توحيد أنشطة الخدمات والقفزة الكبيرة التي تحققت في مجال الإنتاج الزراعي وحيوية قطاع البناء والأشغال العمومية٬ كل ذلك مكن من الوصول إلى نسبة نمو قدرها 9ر6 بالمائة من الناتج الداخلي الخام رغم الصعوبات التي تجتاح أوروبا ورغم الجفاف الذي عرفته بدايات السنة المنصرمة. أما صحيفة ( الأخبار) فقد ذكرت أن "موريتانيا أصبحت تتوفر على أكبر محطة للطاقة الشمسية من نوعها في إفريقيا٬ مضيفة أن هذا الإنجاز الذي تموله الإمارات حظي بإشادة الموريتانيين قمة وقاعدة ٬ وذلك على اعتبار أن أول المستفيدين من المشروع الكهربائي هم سكان أحياء الترحيل وهي أحياء جديدة نقل إليها عشرات الآلاف من الفقراء. وفي ليبيا٬ لا تزال الصحف اليومية تولي اهتماما متناميا للحراك الذي يشهده الشارع الليبي على خلفية الجدل المحتدم حول قانون العزل السياسي٬ الذي يرمي إلى تنحية "الموالين للنظام السابق" من مواقع المسؤولية في مؤسسات الدولة. وفي هذا الصدد٬ أشارت الصحف إلى أن العديد من المدن والمناطق الليبية وخاصة العاصمة طرابلس تعيش على إيقاع مظاهرات واحتجاجات مؤيدة للعزل السياسي وأخرى مناهضة للضغط الممارس على الحكومة والمؤتمر الوطني لإقرار هذا القانون "تحت تهديد السلاح" لاسيما بعد إقدام محتجين يحملون أسلحة خفيفة ومتوسطة على تطويق مقري وزارتي الخارجية والعدل. على الصعيد الأمني٬ توقفت الصحف عند تصريحات لوزير خارجية النيجر "حث فيها القوى الكبرى في العالم على التحرك ضد المتشددين الإسلاميين الذين وجدوا ملاذا آمنا في الصحراء الشاسعة جنوب ليبيا والذين يمثلون تهديدا متناميا للدول المجاورة". وأوردت الصحف بيانا لحزب العدالة والبناء (ثاني أكبر كتلة سياسية ممثلة في المؤتمر الوطني العام) أدان فيه هذه التصريحات مستغربا "المزاعم التي تصدر عن بعض ساسة بلدان الجوار وتحرض على العدوان على ليبيا". من جهة أخرى٬ اهتمت الصحف بإحياء الاعلاميين الليبيين لليوم العالمي لحرية الصحافة٬ مشيرة إلى اللقاء الذي نظمته (هيئة دعم وتشجيع الصحافة في ليبيا) بهذه المناسبة والذي تم خلاله استعراض التحديات المهنية والتنظيمية والتشريعية التي تواجه الجسم الاعلامي الليبي والضوابط المرتبطة بحرية التعبير والمسؤوليات المناطة بالإعلام في العهد الجديد الذي دشنته ليبيا. في سياق آخر٬ دعت صحيفة (البيان) الإماراتية إلى "موقف عربي دولي موحد حيال الأزمة السورية"٬ مؤكدة أن هذا الموقف بات "مطلبا إنسانيا بالدرجة الأولى قبل أن يكون مطلبا سياسيا أو استراتيجيا أو أمنيا لأن كل لحظة تمضي دون وضع حد للمجزرة المستمرة تعد مساهمة مباشرة وغير مباشرة في قتل وتشريد السوريين". وفي هذا الصدد٬ حذرت الصحيفة من أن إسرائيل تسعى من خلال تدخلها في الأزمة السورية إلى "إثارة البلبلة وخلط الأوراق عíœبر إرسال الطائرات بين الحين والآخر لقصف أهداف في سورية في محاولة مكشوفة لتعقيد المشهد السوري الذي بات معقدا إلى درجة كبيرة نتيجة التدخل الفج لبعض الدول الإقليمية في هذا النزاع المفتوح". من جهة أخرى٬ أوضحت صحيفة (الخليج) أن اليمن يواجه اليوم "معضلات وتحديات كبيرة"٬ مشيرة إلى أن "اليمنيين انخرطوا منذ 18 شهر مارس الماضي في حوار طويل ومعمق هو الأول من نوعه في تاريخهم الحديث لمناقشة الرؤى والأفكار التي من شأنها البحث عن عقد اجتماعي جديد لدولة حديثة قادرة على الصمود في وجه العواصف والتحديات التي تفرضها المرحلة المقبلة". من جهتها٬ كتبت صحيفة (الوطن) أن الصين تستضيف الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع لإجراء محادثات ثنائية منفصلة٬ مما يعتبر "تقدما من بكين نحو قضية معقدة لم تجد حلا منذ أكثر من ستين عاما و قد تبدو هذه المحاولة جزءا من مساعي الصين لتعزيز مكانتها في منطقة ليس لديها فيها أي نفوذ يذكر". وفي الأردن٬ خصصت الصحف حيزا هاما لحادث المشاجرة التي وقعت في جامعة الحسين٬ والتي ذهب ضحيتها أربعة أشخاص٬ حيث نقلت صحيفة (الغد) عن وزير الداخلية٬ حسين المجالي٬ تأكيده خلال لقائه نواب وأعيان وشيوخ ووجهاء معان والفعاليات الشعبية فيها٬ "بدء حملة أمنية نوعية واسعة النطاق٬ سيتم من خلالها تنفيذ جملة من الاعتقالات بين المشتبه بهم" في هذه القضية وتسليمهم للعدالة". وأضاف المسؤول أن "الأجهزة الأمنية وقوات الدرك ستعمل من الآن على عدم السماح قطعيا لأي شخص بقطع الطريق في مختلف مناطق الوطن وخاصة مناطق الجنوب٬ والعمل فورا على إنهاء المظاهر المسلحة على الطريق الصحراوي"٬ المؤدي إلى العاصمة عمان. من جهتها٬ ذكرت صحيفة (العرب اليوم)٬ أن الهدوء عاد إلى معان ظهر أمس٬ بعد موجة من الاحتجاجات على خلفية أحداث جامعة الحسين٬ حيث زار وزير الداخلية برفقة مدير الأمن العام وبعض كبار الضباط مضارب طرفي المشاجرة٬ قبيلة الحويطات وعشائر معان٬ مضيفة أنه أكد أن الأجهزة الأمنية تعمل على قدم وساق للقبض على المشتبه بهم في مشاجرة جامعة الحسين٬ مشيرا إلى أن التحقيقات تجري ضمن سياقها الطبيعي٬ وأن سيادة القانون خط أحمر. وفي ما يتعلق بالأزمة السورية٬ كتبت صحيفة (الدستور)٬ أن "مجلس الأمن الدولي تخلى عن مسؤولياته حينما فشل في إرسال وفد للاطلاع على أحوال اللاجئين السوريين في الأردن٬ والأوضاع المعيشية الصعبة التي يعانون منها٬ بعد تراجع المجتمع الدولي عن تعهداته"٬ معتبرة أن "عدم اتفاق أعضاء المجلس على إرسال وفد إلى مخيمات اللجوء٬ يعيد التأكيد على دور مجلس الأمن ويؤشر على عدم جديته في إنقاذ الشعب السوري من المأساة التي تحيق به. وبخصوص نفس الموضوع ٬ وصفت صحيفة ( الراية ) القطرية المجازر التي ترتكبها قوات النظام والمليشيات الموالية لها في أحياء مدينة بانياس وفي قرية البيضا وعمليات القتل العشوائي التي تشهدها قرى الساحل السوري بأنها "عمليات تطهير عرقي ومذهبي شبيهة بتلك التي قامت بها القوات الصربية في البوسنة ضد المسلمين قبل عقدين". بدورها ٬أكدت صحيفة (الشرق) أن "المدنيين الأبرياء من الشعب السوري يدفعون كل يوم ثمن الصمت المخزي للمجتمع الدولي إزاء ما يمارسه نظام بشار الاسد و مليشياته من جرائم قتل وتنكيل وترويع للمدنيين في كل انحاء البلاد٬ مستغلين هذا الصمت والتباطؤ الدولي إزاء هذه الجرائم الوحشية وعجز مجلس الأمن الدولي الفاضح عن القيام بواجبه في حماية المدنيين وحفظ الأمن والسلم الدوليين." الموقف ذاته عبرت عنه صحيفة ( الوطن ) التي أكدت انه " لا معنى ولا رجاء من التعويل على إثبات أن النظام السوري قد استخدم الأسلحة الكيميائية من عدمه بينما الضرورة والوجوب أن تكون مساعدة الشعب السوري في ثورته غاية في حد ذاتها تبررها كل الأعراف والمواثيق الدولية". أما الصحف العربية الصادرة من لندن فقد واصلت رصد تطورات الأوضاع في سورية٬ إلى جانب مستجدات الوضع السياسي في العراق٬ حيث سجلت صحيفة (الحياة) بخصوص الأزمة السورية٬ تسارع التطورات في سورية٬ وتداخل العديد من الأطراف في تحريك خيوطها٬ مشيرة إلى وقوع مجازر٬ مما يرسم ملامح تقسيم البلاد الى دويلات. وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى اتهام الائتلاف الوطني السوري المعارض قوات النظام وموالين لها ببدء عمليات "تطهير مذهبي" للسنة في الساحل السوري غرب البلاد٬ في وقت بدأت آلاف العائلات بالهروب من أحياء سنية في بانياس بعد وصول أخبار المجازر التي ارتكبتها قوات النظام وموالين من الطائفة العلوية في حي رأس النبع وبلدة البيضا المجاورة. كما كتبت الصحيفة عن تقدم للقوات النظامية المدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني في اتجاه مدينة القصير السنية تمهيدا للإطباق عليها. ومن جهة أخرى٬ أشارت (الحياة) إلى حديث وسائل إعلام غربية وديبلوماسيين عن غارة اسرائيلية استهدفت شحنة من الصواريخ المطورة من سورية الى حزب الله٬ في وقت التزمت السلطات الاسرائيلية الصمت. ونقلت صحيفة (الشرق الأوسط) من جانبها عن مسؤولين أمريكيين تأكيدهم باقتناع واشنطن أن إسرائيل شنت غارة جوية داخل الأراضي السورية٬ مضيفة أن طائرات سلاح الجو الاسرائيلية أغارت٬ فجر الجمعة الماضية على شحنة سلاح داخل الأراضي السورية٬ كانت في طريقها إلى حزب الله اللبناني. كما نقلت الصحيفة عن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تأكيده أنه لا يتوقع إرسال قوات برية أميركية إلى سورية٬ مشددا في الوقت ذاته على أن بلاده لا تستبعد أي خيار في التعامل مع هذا البلد في الوقت الذي تحقق فيه ما إذا كان نظام الأسد استخدم أسلحة كيماوية. وفي تطورات المشهد العراقي٬ كتبت صحيفة (الحياة) أن نتائج الإنتخابات المحلية التي أعلنت أمس أظهرت تقدم ائتلاف دولة القانون الذي يقوده رئيس الوزراء نوري المالكي في 10 محافظات من أصل 12 محافظة٬ مؤكدة في السياق ذاته أنه سيواجه بالرغم من ذلك صعوبة في السيطرة على مجالس المحافظات.