ضمن برنامج "نقاش في السياسة"، في حلقة خاصة حول مستجدات قضية الصحراء المغربية، يكشف مصطفى الخلفي، الوزير السابق المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة، خلفيات التحرشات الجزائرية المستمرة بسيادة المغرب، والتي بلغت حد التطاول على الملك محمد السادس من قبل الإعلام الجزائري. وقال عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية ورئيس لجنة الصحراء المغربية التابعة للهيئة السياسية ذاتها، في الحلقة الثانية التي ستنشر غدا الأحد في الساعة التاسعة ليلا على منصات جريدة هسبريس على "فيسبوك" و"يوتيوب"، إن "ما حصل غير مسبوق عبر استهداف شخصية الملك محمد السادس في ظرفية توتر تعرفها المنطقة"، مسجلا أن "الاستهداف الحاقد يعكس موقف الحكام في الجزائر ومن يتبعهم من إعلام، ولا علاقة للشعب الجزائري بالأمر". الخلفي أكد أن رسالة الاستهداف الجزائري الأخيرة تسعى إلى نسف أي مصالحة أو تفاهم في ملف الصحراء المغربية، مشددا على أن الإساءة تعكس حالة إحباط بعد ثلاثة أشهر من محاولات "البوليساريو" تسجيل انتصارات وهمية على المغرب؛ وهو ما باء بالفشل. الباحث المتخصص في شؤون الصحراء المغربية يرى، في هذا الحوار، أن الجزائر تحاول تصدير الأزمة الداخلية التي تعرفها نحو المغرب، معتبرا أن رد الفعل الذي أبان عنه المغاربة يؤكد أن الرهان على تفرقة المغاربة رهان خاسر. ونبه الخلفي إلى ما اعتبره نوعا من التضليل والتزييف الذي يمارسه الإعلام الجزائري وتزوير الحقائق؛ ومن بينها أن قضية الصحراء المغربية ليست قضية شعب بل قضية نظام وملكية، مشددا على أن الذي حصل أن "الرسالة التي وجهها المغاربة أنها قضية الصحراء تحظى بإجماع المغاربة والذين يرفضون المس بها". وشدد ضيف برنامج "نقاش في السياسة" أن استهداف شخص الملك ليس حدثا معزولا، ويكشف عمق المشكل الموجود لدى الحكم في الجزائر والعقدة التي تشكلها النجاحات التي يحققها المغرب، مبرزا أن "رد الفعل المغربي متناسب مع حجم الإساءة. لذلك، لا يمكن أن نحوّل الضحية إلى معتد". وفي هذا السياق، أشار رئيس لجنة الصحراء المغربية داخل "البيجيدي" إلى أن رد الفعل المغربي دفع البعض من داخل الجزائر إلى التنكر إلى الإساءة التي لحقت المغرب وملكه، موضحا "أن الرد كان متوازنا من قبل المغاربة ومسؤولا، وأوصل الرسالة إلى الجزائر". وأبرز الخلفي أن الرد المغربي لم يكن موجها إلى القناة التلفزيونية التي أساءت إلى الملك؛ ولكن إلى من حرك القناة، ولم يشتغل بعقيدة عسكرية تستهدف المملكة، معتبرا أن "الرسالة موجهة إلى من يسعى إلى تقسيم المغرب، ويحلم بمشروع توسعي على حساب بلادنا مع إبقاء حالة التوتر دائمة، على الرغم أن مشكلتنا ليست مع الشعب الجزائري".