مجلس النواب يصادق بأغلبية 171 برلمانيا ومعارضة 56 على مشروع قانون المالية لسنة 2025    جدد دعم المغرب الثابت لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة :جلالة الملك يهنئ الرئيس الفلسطيني بمناسبة العيد الوطني لبلاده    المغرب: زخات مطرية وتياقط الثلوج على قمم الجبال ورياح عاصفية محليا قوية اليوم وغدا بعدد من الأقاليم    المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يكشف عن قائمة الأسماء المشاركة في برنامج 'حوارات'    خناتة بنونة.. ليست مجرد صورة على ملصق !    محكمة فرنسية تأمر بالإفراج عن الناشط اللبناني المؤيد للفلسطينيين جورج عبد الله بعد 40 عاما من السجن        إجلاء 3 مهاجرين وصلوا الى جزيرة البوران في المتوسط    البرلمانيين المتغيبين عن أشغال مجلس النواب يقدمون مبررات غيابهم ويؤكدون حضورهم    حماس تعلن استعدادها لوقف إطلاق النار في غزة وتدعو ترامب للضغط على إسرائيل    مكتب الصرف يطلق خلية خاصة لمراقبة أرباح المؤثرين على الإنترنت    جثة عالقة بشباك صيد بسواحل الحسيمة    حماس "مستعدة" للتوصل لوقف لإطلاق النار    لوديي يشيد بتطور الصناعة الدفاعية ويبرز جهود القمرين "محمد السادس أ وب"    "السودان يا غالي" يفتتح مهرجان الدوحة    هذه اسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    قتلى في حريق بدار للمسنين في إسبانيا    اقتراب آخر أجل لاستفادة المقاولات من الإعفاء الجزئي من مستحقات التأخير والتحصيل والغرامات لصالح CNSS    المركز 76 عالميًا.. مؤشر إتقان اللغة الإنجليزية يصنف المغرب ضمن خانة "الدول الضعيفة"        كارثة غذائية..وجبات ماكدونالدز تسبب حالات تسمم غذائي في 14 ولاية أمريكية    الطبيب معتز يقدم نصائحا لتخليص طلفك من التبول الليلي    توقعات أحوال الطقس ليوم غد السبت    "خطير".. هل صحيح تم خفض رسوم استيراد العسل لصالح أحد البرلمانيين؟    التوقيت والقنوات الناقلة لمواجهة الأسود والغابون    وكالة الأدوية الأوروبية توافق على علاج ضد ألزهايمر بعد أشهر من منعه    مدينة بنسليمان تحتضن الدورة 12 للمهرجان الوطني الوتار    بمعسكر بنسليمان.. الوداد يواصل استعداداته لمواجهة الرجاء في الديربي    ارتفاع كبير في الإصابات بالحصبة حول العالم في 2023    رصاصة تقتل مُخترق حاجز أمني بكلميمة    الأحمر يفتتح تداولات بورصة الدار البيضاء    نفق طنجة-طريفة .. هذه تفاصيل خطة ربط افريقيا واوروبا عبر مضيق جبل طارق    رئيس الكونفدرالية المغربية: الحكومة تهمش المقاولات الصغيرة وتضاعف أعباءها الضريبية    وليد الركراكي: مواجهة المغرب والغابون ستكون هجومية ومفتوحة    ترامب يواصل تعييناته المثيرة للجدل مع ترشيح مشكك في اللقاحات وزيرا للصحة    فيضانات إسبانيا.. طبقا للتعليمات الملكية المغرب يعبئ جهازا لوجستيا مهما تضامنا مع الشعب الإسباني    تصريح صادم لمبابي: ريال مدريد أهم من المنتخب            الأردن تخصص استقبالا رائعا لطواف المسيرة الخضراء للدراجات النارية    محكمة استئناف أمريكية تعلق الإجراءات ضد ترامب في قضية حجب وثائق سرية    حرب إسرائيل على حزب الله كبدت لبنان 5 مليارات دولار من الخسائر الاقتصادية    وفاة الأميرة اليابانية يوريكو عن عمر 101 عاما    أسعار النفط تتراجع وتتجه لخسارة أسبوعية    اكادير تحتضن كأس محمد السادس الدولية للجيت سكي    جدعون ليفي يكتب: مع تسلم ترامب ووزرائه الحكم ستحصل إسرائيل على إذن بالقتل والتطهير والترحيل    عامل إقليم الجديدة يزور جماعة أزمور للاطلاع على الملفات العالقة    مثل الهواتف والتلفزيونات.. المقلاة الهوائية "جاسوس" بالمنزل    حوالي 5 مليون مغربي مصابون بالسكري أو في مرحلة ما قبل الإصابة    الإعلان عن العروض المنتقاة للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح    حفل توزيع جوائز صنّاع الترفيه "JOY AWARDS" يستعد للإحتفاء بنجوم السينماوالموسيقى والرياضة من قلب الرياض    أكاديمية المملكة تفكر في تحسين "الترجمة الآلية" بالخبرات البشرية والتقنية    الناقد المغربي عبدالله الشيخ يفوز بجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حسن نصرالله في مزادات أولمرت!!
نشر في هسبريس يوم 25 - 07 - 2008

هل من الممكن ان تخدع المجتمع الغربي وتصبح زعيما بين عشية وضحاها يتهجد بك الناس ويبنون احلامهم على كتفيك؟ ""
هل من الممكن ان تخدع المجتمع الغربي بشعارات رنانة طنانة وحينما لا تحقق منها شيئا تعود سالما لبيتك وكان لا شيء قد حدث؟
اعتقد جازما وأنا حر في رأيي، أن الأمة الوحيدة التي تنخدع بأي شعار، وتسرق عواطفها جهارا نهارا بلا تردد ولا خجل، هي الأمة العربية الإسلامية... فإن هبوا في مسيرات يقال انها عفوية ويلهثون بشعارات "بالروح بالدم نفديك" فأعلم أنها مجرد لحظات ساخنة، تأججت فيها العواطف وتجاوزت الحناجر، وأن ما يقال لا يمكن أن يتحقق بالفعل، فقد قيل ذلك لصدام حسين وإنتخب الناس عبر شاشات التلفزيونية وعلى المباشر ببصمات مغموسة في الدم، كدليل على وفائهم لزعيمهم المفدى... ترى ماذا حدث في ما بعد؟ هي الوجوه نفسها التي ظهرت على الشاشات في عهد الرئيس الراحل، تفديه وتتفانى في الوفاء والتقرب من بلاطه، عادت وظهرت أمام عدسات الكاميرات التي تغطي "سقوط بغداد" وهم يضربون تماثيل الرئيس بالأحذية والأشياء الأخرى... أبعد هذا يمكن لأي كان أن يثق في هذه الشعوب وهي تصفق له، ربما يزعم أحدهم أن ما فعلته هذه الشعوب هو بسبب الخوف من بطش النظام وصدام، فأقول ان من يتملكهم الخوف لهذا الحد لا يمكن أن نعول عليهم في أي شيء ولو نش الذباب من على وجوههم وادبارهم، وإن زعم آخر أن هذه الشعوب خدعت بشعارات براقة وبطولات وهمية كرتونية، فأقول له وهل من الممكن أن نعول على صناعة مستقبل أو إبادة عدو أو تحرير ارض وبمثل شعوب من هذه الطينة؟.
إن قال أحدهم أن هذه الشعوب تنافق الحاكم فقط، وما حدث لا يدخل سوى في هذا الإطار، فأقول له وهل من الممكن أن تعول على شعوب تنافق وتصفق في تحرير بيت المقدس أو أرض الحرمين أو أقطارنا الأخرى المستباحة؟ وهل من الممكن أن نحقق إنجازات بشعوب من هذا الشكل ومن هذه النطفة؟.
قد يزعم من له فراسة ما ولا نعرفها، أن المتغنين بهذه الشعارات وبالروح والدم، أجبروا على ذلك بفوهات الرشاشات وأصفاد السجون، فنقول له وبصراحة أن هذا الزعم باطل وأن هذه الفراسة خساسة، فالحناجر التي تغني لم يظهر عليها بحة من أجبر على فعل ما لا يريد، وأن الوجوه لم تكن عابسة ولا حزينة ولا متجهمة، بل كانت في قمة الخشوع والذوبان في أقداح الحاكم، واكثر من ذلك لو سلمنا جدلا بصحة التبرير، فتلك كارثة بعينها، لأن الشعوب التي ليس لها إستعداد للموت والتعذيب والسجون لأجل القضية، فلا يمكن ابدا أن نجهز بها ولو فصيلة لأجل حراسة مقاولات تقوم بتعبيد الطرق، فضلا عن مقارعة الغزاة والمحتلين!!.
بين هذا وذاك قد يأتي من يتهمنا بالتهجم على الشعوب ووصفها بأقدح الأوصاف وأبشع النعوت، لهذا يمكن أن نؤكد على أن حرصنا على مستقبل أمتنا، وخوفنا مما يحاك ضدها من تجهيل وإستغفال وإستخفاف وإحتيال ومكر وخديعة، هو الذي دفعنا إلى أن نتحدث عن الأمور وبمسمياتها، ولا نقفز عن الواقع بصور مفبركة تجعلنا في مصاف هؤلاء الذين ننتقدهم ونكشف سوآتهم.
الرضوان المقصود...
لقد إهتزت مشاعر الشعوب العربية التي شبعت بالهزيمة وارتوت بأقداحها، للمرة الأخرى وتحت طائلة هتافات النصر القادم التي تدغدغهم، لما سمي بنصر تموز على يد "حزب الله"، وقلد حسن نصرالله الزعامة المطلقة كما قلد غيره من قبل وطواه غبار النسيان والهزيمة، وانكشف في ما بعد زيف الواقع المسوق وفق أجندات مدروسة مسبقا في مخابر القوى المهيمنة على الأمة وثرواتها وخيراتها ومستقبلها وأجيالها، ولا احد تساءل على الخسائر التي مني بها لبنان في حرب إستباقية، اقدم عليها الحزب لما وجد نفسه في موضع مراجعة داخلية لسلاحه الصفوي الفارسي، والضريبة الكبيرة تمثلت في استشهاد أكثر من 1283 وإصابة 4400 مواطن، بل تدمير 45000 الف منزلا... فترى أين النصر؟!!
ثم جاءت عملية تبادل الأسرى الأخيرة، والتي سميت ب "عملية الرضوان" وتسويقا لبطولات عماد مغنية المروج لها، والذي هدد "حزب الله" للإنتقام من قتلته في دمشق، ولم يفعل شيئا وهو يرضخ تحت قرارات دولية، ووجد هذه الفرصة لتسويق "عهد" كان ينتظر في صورة أخرى بطولية ولكن...!!
أيضا يجب أن لا نغفل جانبا مهما في الموضوع، لأنه إعتبارا لمكونات "حزب الله" الدينية والعقدية، لا بد أن نربط بين هذه العملية، وبين منعطف مهم في تاريخ الإسلام وهو بيعة الرضوان التي حدثت في عهد الرسول (ص)، وحتى لا نغوص في أعماق القصة العطرة، والتي يمكن الرجوع إليها في كتب السيرة المعتمدة، فقد جاءت بيعة الرضوان لما تم إعتقال قريش للصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه، بعدما أرسله الرسول (ص) إلى قريش، وقد سبقه اعتذار عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن أداء المهمة والإنتداب لعدم وجود أحد بمكة من بني عدي بن كعب ينتصر له، وإقترح أن يقوم بالمهمة عثمان بن عفان (ر)، وهذا ليحمل لهم رسالة تشرح سبب مجيء المسلمين، والذين قدموا لمكة من أجل الإعتمار، غير أن قريش طلبت من هذا الصحابي الجليل أن يطوف بالكعبة، فرفض وصمم على أن لا يطوف إلا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فاسروه وحبسوه عندهم، ولما بلغ أمره للمسلمين وشاع القول بقتله، قام الرسول (ص) ودعاهم إلى البيعة على القتال ومناجزة القوم وعدم التولي ولا الفرار، فبايعوه جميعا وكان أولهم أبوسنان الأسدي، ولم يتخلف عن البيعة إلا رجل من المنافقين واسمه جد بن قيس، ونزل القرآن في ذلك: (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا)، وهكذا رضي الله عن الصحابة الذين بايعوا الرسول (ص) بلا إستثناء، وكانت تلك البيعة مقدمة لصلح الحديبية الذي كان الفتح المبين والمكسب العظيم للمسلمين.
فالتسمية بغض النظر على كنية عماد مغنية المسوق لها، لتحمل دلالات مختلفة وعميقة بلا شك، وتخفي ايحاءات ينتبه لها سوى من يفقه حقيقة العقيدة الشيعية التي هي دين "حزب الله" وزعيمه حسن نصرالله...
فترى ماذا أراد "حزب الله" في تسويقه لهذه التسمية إذن؟
هل هو تشبيه للدرزي سمير القنطار بالصحابي والخليفة الراشد عثمان بن عفان، من باب ما يعتقده هؤلاء فيه وفي بقية الصحابة ؟.
الكل يعرف أن بيعة الرضوان لديها تفسير آخر لدى الشيعة، حيث ينفون رضا الله عن كل المبايعين، وطبعا على راسهم عمر بن الخطاب وابي بكر الصديق، وعثمان بن عفان، فترى هل أراد "حزب الله" التسويق لمفهومه الخاص لهذه البيعة بين المخدوعين به وبشعاراته، وربما يكون حسن نصرالله من المؤمنين الذين رضي الله عنهم؟ أو أنه بمثابة الرسول (ص) الذي قاد البيعة وكان من المبايعين طبعا مادام يعتقد انه من آل البيت؟.
طائفية تحت الطاولة...
لعل البعض سيتهمنا أننا من دعاة الطائفية والمحرضين عليها، هذه الطائفية التي تمزق أمتنا بمفهومها الواضح الصحيح المنبثق من دعوى الجاهلية، وليس بالمفهوم الفاسد الذي يسوق له من طرف أولئك الذين تنكشف عوراتهم كلما وزناهم بميزان القسطاس المستقيم، فالطائفية ليست دينا حتى نحتكم له ونتجاوز أولئك الذين يتعدون على مقدساتنا وحضارتنا وتاريخنا وديننا... فإن كانت الطائفية مقيتة كما يزعمون وفق أجندتهم وتفاسيرهم، فماذا يقال في طائفية حسن نصرالله؟ فقد سب الصحابة علنا، وعلى هذا الرابط تسمعه بصوته وصورته وهو يتهجم على ابي سفيان رضي الله عنه:
http://fr.youtube.com/watch?v=0SQaIplKNh0&feature=related
وثم يحرف القرآن ويعلن انتماءه لمدرسة الخميني على هذا الرابط:
http://fr.youtube.com/watch?v=L55b-y007h4
والكل يعرف ما قاله مساء يوم 26 مايو على أنه يفتخر بجنديته في ولاية الفقيه، والتي هي عين التكفير والتحريض على ما يسمونهم ب "النواصب" أو بمصطلح سياسي جديد اسمه "الوهابية"، حتى صار كل من يدافع عن عرض الرسول (ص) وهابيا وينتمي إلى بلاط آل سعود، الذين لا يختلفون عن بقية حكامنا وانظمتنا التي ننتقدها ونكفر بها... وطبعا كلها دلالات مذهبية ودينية وطائفية بالمفاهيم التي صار يروج لها كثيرا، ولكن تجد الكيل بمكيالين، هو الذي صار يحكم الأشياء في منطق الفرس وأذنابهم.
أليس الشيعة يبحثون الآن عن انتصارات ولو كانت مجرد وهم يسوق له إعلاميا، وتتورط قنوات فضائية في مخططات هؤلاء الصفويين الفرس، وطبعا آخر هذه "الانتصارات" عملية تبادل الأسرى التي سميت كما ذكرنا سابقا ب "عملية الرضوان" لدلالات تاريخية وعمق ديني مذهبي ليس إلا، والغريب أن الجميع هب يغني ويرقص لهذا "الانتصار" الكبير على إسرائيل، بالرغم من أن عملية تبادل الأسرى هو تنفيذ لقرار مجلس الأمن رقم 1701، والذي مكن قوات اليونفيل من التواجد في الجنوب وحماية ظهر الصهاينة وهم يؤممون وجوههم شطر غزة لإبادتها، بعد حرب تموز المدمرة للبنان وشعبه... ومن بين بنود هذا القرار أن "حزب الله" يبادل الجنديين الأسيرين بأربعة من الأسرى ومن دون ذكر أسمائهم وهوياتهم، وما إختيار سمير القنطار في ما بعد إلا لصناعة هالة إعلامية، فالرجل يعتبر أشهر اسير لدى الصهاينة، وتحريره سيعطي مجدا كبيرا لحسن نصرالله، ويبعد عنه شبهة الطائفية التي يحاول تجاوزها بتقيته، ونحن على يقين أنه لو كان سمير القنطار سنيا ما حرر أصلا، وإن فعل فذلك سيجد نفسه زعيم القاعدة الجديد في نهر البارد الذي تطارده أمريكا وأذنابها، ويستفيد منه المحافظون في البيت الأبيض بلا شك، أو ربما به يبتز أهل السنة في لبنان أيما إبتزاز... لذلك يعد ظهور حسن نصرالله العلني مع القنطار فرصة من ذهب، وربما دفع الموقف جنبلاط إلى إعلان مواقف تثير الشبهات حول الصفقة وأسرارها.
غربة الشهداء وأجندة اسرائيل
الأمر الآخر الذي حز في نفسي كثيرا، وهو اخراج رفاة شهداء من تحت الأرض وبجرافات إسرائيلية متعجرفة، نعم... إنهم شهداء فلسطين الأحرار، والذين أخرجوا من أرضهم المحتلة أمواتا زورا وعدوانا، بعدما أخرجوا من ديارهم أحياء بهمجية لا تطاق، وتم تسليمهم للبنان والشتات في اطار صفقة أممية ليس إلا، وهكذا تخلصت إسرائيل حتى من عظام نخرة لأحرار دفعوا حياتهم في سبيل أرضهم ودينهم، والغريب أن يعد ذلك "إنتصارا" من طرف الشعوب المغلوب على امرها.
إن دلال المغربي التي أوصت أن تدفن في فلسطين، وهي أرضها التي استشهدت لأجلها، وارض أجدادها وتاريخها وحضارتها، هكذا ينبش قبرها بسبق الإصرار والترصد ويستخرج رفاتها، ثم تسلم ل "حزب الله "كاسيرة محررة!! أي تحرير هذا أن يستخرج رفاة شهيد من تراب بلده الذي عفره بدمه ويهجر للمنفى والشتات؟ أليس هذا تأكيد على "يهودية الأرض" التي كانت مدفونة فيها البطلة دلال المغربي؟ لو كانت على قيد الحياة لقلنا أنه تحرير من السجون لكي تعود للمقاومة، ولكن أي تحرير هذا لعظام بطلة أدت ما عليها واكثر لأجل بلادها، ونالت وسام الدفن في تراب محتل تمنت أن يحرر بدمها، ولكن شاءت أيادي تظهر البطولة وتدعي الزعامة للأمة أن تتاجر حتى بالعظام، لأجل تحقيق أجندة طائفية ودينية ومذهبية في أمة مهزومة، حال الأمة التي هي عليه الآن يمكن أن يشبه ذلك البيت الذي حول إلى وكر دعارة وعلى مرأى الناس، ولا أحد تصدى لما يحدث في حق الشرف والكرامة والحياء، لو نبح الكلب على هؤلاء الفجرة لصار بطلا بلا منازع... هكذا هي أمتنا اليوم ومع إحترامي الشديد للأحرار الذين هم غرباء بلا منازع، بسب حكام من طينة مبارك – لا بارك الله فيه – والأسد والقذافي وغيرهم.
امر آخر حتى لا ننساه في هذا المقام، ويتعلق دوما بالبطلة الحرة اللبؤة دلال المغربي، فقد صار يسوق اليوم من أنها جزائرية الأصل، واجدادها ممن هاجروا مع الأمير عبدالقادر الجزائري للشام، بل أن شباب منطقة ندرومة بولاية تلمسان شرعوا في جمع توقيعات لإعادة جثمان دلال المغربي إلى الجزائر، وهذا الذي ربما يعلمه حسن نصرالله وافتى على طريقة السيستاني بحرمة بقائها مدفونة في ارض فلسطين المحتلة لأن نسلها غريب؟ وطبعا هذا غير مستبعد في زمن تفاهات تملأ الدنيا بجعجعة الإرتزاق، وتسوق للمغفلين والمهزومين على أنها "إنتصار" وهي في حقيقة الأمر خذلان وهزيمة، ولكن الجهاد والمقاومة والبطولة ستحول لجبن وإستسلام وردة، ان حكمتها حسابات تنسج في خفايا صفويين هم أخطر على أمتنا من اليهود والنصارى...!!
طبعا لا أحد يمكن أن ينسى إفتخار الصفويين في ايران بصداقتهم لإسرائيل، وقد صرح اسفنديار رحيم مشاني وهو نائب الرئيس الإيراني المكلف بمنظمة السياحة: (ان ايران اليوم هي صديقة الشعب الأمريكي والشعب الإسرائيلي ما من أمة في العالم هي عدوتنا وهذا فخر لنا)، وهو ما نقلته وكالة أنباء فارس المعروفة بقربها من المحافظين في إيران وعلى رأسهم احمدي نجاد، وكذلك صحيفة "اعتماد" الإيرانية في 20/07/2008، أبعد هذا يمكن أن نتساءل مرة أخرى عن حقيقة ما يحاك ضد أمتنا من طرف الصفويين الذين باعوا العراق وشردوه، حتى صار عملاء الموساد يعبثون اليوم في بغداد عاصمة الرشيد، وهكذا هل من الممكن أن الشيعة في العراق يذبحون الأمة تقربا من بوش وأولمرت، وفي لبنان يقاتلون بوش واولمرت لتحرير الأمة من الإحتلال؟!!.
هل من الممكن أن نسمع يوما بوجود "حزب الله" في العراق يقاتل الأمريكيين والصهاينة، وبمباركة حسن نصرالله وخامناي، كما يجري اليوم لتسويق بضاعته الصفوية في المغرب العربي؟.
لقد قامت جرافات اليهود من قبل بتدمير "مقبرة ماميلا"، وازالواها من الوجود وهي تحتوي على رفات صحابة وفاتحين من عهد عمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي، وحولت المكان إلى منتجع سياحي يحتوي على كباريهات وحانات للسكر والفجور والعربدة، وهذا بسبب ما تحتويه المقبرة من دلالات تاريخية وتحفيزية للأجيال القادمة من أجل تحرير بيت المقدس وارض فلسطين... وهو الأمر نفسه الذي قامت به في "عملية الرضوان" حيث أقدمت الجرافات بإهانة شهداء أبطال وتسويقهم بضاعة في سوق النخاسة، انتقاما من "حرب الجرافات" التي صارت توأما لصواريخ القسام في عمق المستوطنات الصهيونية، والتي يبدعها الأشاوس الفلسطينيون المدافعون عن الأرض والعرض، في زمن الهوان والإستخفاف.
سؤال آخر مهم في سياق هذه السطور، لماذا لم تشمل عملية التبادل هذه أسرى من فلسطين الذين يعدون بالآلاف في سجون الهمجية الصهيونية؟.
اليس بسبب طائفية حسن نصرالله ونبيه بري...؟.
اليس لأنهم من السنة وأحفاد الصديق والفاروق وذو النورين...؟
هل من الممكن ان يحرر الفلسطينيون وقد ارتكبت من قبل مجازرا فظيعة في حقهم بالمخيمات، وعلى يدي نبيه بري وحركة أمل التي أنجبت لنا "حزب الله" في ما بعد؟.
الأيام كفيلة بكشف حقيقة ما يجري في الكواليس وتحت الطاولة، عندما تجد الأمة نفسها محتلة من طرف الصفويين ويباعون في اسواق النخاسة والذل والهوان... بل ان إسرائيل أكملت بالفعل مخططها الذي وفق حسن نصرالله في تنفيذه وبإمتياز، والآن يجب أن نعلم أنه لن تحرر مزارع شبعا أو اي شبر لا يزال محتل في لبنان، لأن "حزب الله" أكمل مهمته الموكلة له، وسيلتفت للداخل كما حدث مؤخرا، من أجل تنفيذ أجندته الفارسية الصفوية، حينها سنعض على اصابعنا وشواربنا، ولكن لا ينفع الندم، فقد ألفنا مثل هذه الانتصارات الوهمية والهشة، والطريق واضح بين لا يمر إلا على منهج رسمه الفاروق وارسى دعائمه الناصر الايوبي... وهذا الذي سابقى أردده شاء من شاء أو ابى من ابى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.