استضافت مدينة تاهلة، المنتمية إداريا إلى التقسيم الترابي لإقليم تازة، ثلّة من الأبطال الرياضيين الوافدين عليها للتحسيس بأهمّية التمدرس وضرورة محاربة كل أشكال الهدر المدرسي.. وذلك بمبادرة من جمعية "مغرب التضامن"، بشراكة مع كل من النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية ومؤسسة مصطفى لخصم "آكْسِيسْ"، وتعاون أبدته ثلّة من الجمعيات الناشطة محليا. التحرك التحسيسيّ، الذي عرف مشاركة أسماء عدّة تتصدّرها نزهة بيدوان إلى جوار مصطفى لخصم وعبد الواحد الشمامي وجواد وادّوش وعبد الجليل حاجي والخوي علي ابراهيم، احتضنته كلّ من الثانوية التأهيلية تَاهلة إلى جوار ابتدائية مولاي عبد الله الشريف.. قبل أن يتمّ اختتامه بسباق في ألعاب القوى وأيضا مقابلة كروية نشّطها قدماء اللاعبين المحليّين للمدينة إلى جوار فريق مطعّم بزوار تاهلة. وقالت نزهة بيدوان لهسبريس إنّ المبادرة تأتي بهدف التوعية والتشجيع لأجل الدفع صوب ممارسة أوسع للأنشطة الرياضية المختلفة وكذا من أجل حثّ أبناء وبنات المنطقة على تطوير أنشطتهم الثقافية و الجمعوية و الرياضية لأجل خدمة المستقبل و النهوض بالمنطقة. أمّا مصطفى لخصم، بصفته رئيسا لمؤسسة "مصطفى لخصم أكسيس" فقد صرح لهسبريس بأنّ زيارة مدينة تاهلة تأتي لأجل "وضع اللبنات الأولى لافتتاح قاعة رياضية خاصة بفنون الحرب"، مضيفا: "المؤسسة تضمن تجهيز هذا المرفق الرياضي وضمان مستحقات الأطر التدريبية التي ستشرف عليها.. وهذه مبادرة من بين مبادرات أخرى سبق وأن أشرفنا عليها، إلى جوار خطوات أخرى هي قيد الدرس وسنعمل على أجرأتها مستقبلا". شباب تَاهلة، وهم الرازحون تحت ظروف معيشية موسومة بالبساطة وضعف البنيات التحتية والمرفقية الأساسية، خصّصوا احتفاليّة خاصّة للوافدين من المركز.. وقد كان لبطلة ألعاب القوى السابقة، نزهة بدوان، النصيب الأكبر منها.. فيما حضرت لحظات نوستالجيا ضمن مداخلة ألقاها عياد لمهوّر، رئيس "مغرب التضامن" وابن المنطقة، الذي دعا شباب بلدته إلى "التآزر في مواجهة كافة الصعوبات ضمانا لمستقبل أفضل". عبد الواحد الشمّامي، اللاعب الدولي السابق وواحد من الأسماء التي وسمت التاريخ القريب من عطاءات فريق الجيش الملكيّ، قال: "وجودنا في هذه المنطقة، مع جمعية مغرب التضامن و مؤسسة مصطفى لخصم، هو ذو دوافع تحسيسية"، كما صرّح لهسبرس بأنّ مثل هذه التحركات "تركز على التنبيه من مخاطر تعاطي السجائر والمخدرات والمشروبات الكحوليّة"، وأضاف: "نبّهنا الشباب إلى ما يتربص بهم من عراقيل، ودعوناهم إلى عدم هجرة مقاعد الدراسة لضمان مستقبل متنوّر يوازن بين عطاءات الأذهان والأبدان". أمّا جواد وادّوش، اللاعب السابق للجيش الملكي والحالي للوداد الرياضي الفاسي، فقد أورد لهسبريس بأنّ مشاركته ضمن النشاط الاجتماعي الذي همّ مدينة تاهلة قد أتى "نيابة عن لاعبي البطولة الوطنية"، معتبرا المبادرة "تشجيعا للتلاميذ على التشبّث بصفوف الدراسة.. وحثّا للشباب على سلك سبُل التميّز بحثا عن الذّات القادرة على تحقيق الأفضل للأفراد والمجتمع". الخوي علي ابراهيم، وهو إطار تدريبي كرويّ مغربي وأحد اللاعبين السابقين لنادي الفتح الرياضي الرباطي، قال: "مشاركتنا جاءت استجابة لدعوة جمعية مغرب التضامن ومؤسسة مصطفى لخصم من أجل إعطاء عبرة للتلاميذ ودفعهم لتجنب الهدر المدرسي ومعيقاته"، مسترسلا في حديثه لهسبريس باعتباره مثل هذه المبادرات "محمودة وتساهم في تأطير الجيل الحالي القادر على إنتاج رياضيين مؤثرين في مستقبل البلاد". جدير بالذكر أنّ مدينة تاهلة، وهي التي أضحت متوفرة على ولوجيّة سهلة نسبيا فضل إنجاز الطريق السيار الرابط بين فاس ووجدة، تتوفّر على شبكة طرقات تغيب عنها الصيانة بشكل مؤثّر، ويتكفّل باستتباب الأمن بها فريقان قليلا التعداد من عناصر جهازَي الدرك الملكي والقوات المساعدة، أمّا مستشفاها المحلي فهو عاجز عن وقف زحف مرضى المنطقة صوب المركز الاستشفائي الإقليمي ابن باجةبتازة، وبنياتها الرياضية محتاجة لالتفاتة تدبيرية جادّة.. في حين تغيب عن المدينة فضاءات التكوين المهني القادرة على فتح آفاق لتأهيل الشباب والمساهمة في تيسير نفاذهم إلى سوق الشغل.