بعد مرور خمسة أيام على الحادث الذي تعرضت له الطفلة وئام، قام طاقم طبي بإجراء عملية جراحية على مستوى وجه الضحية، بإحدى المصحات الخاصة بمدينة الدارالبيضاء بعدما نُقلت إليها صباح اليوم الأربعاء من مستشفى القنيطرة، وذلك بعد تضافر جهود بعض المحسنين والمتعاطفين مع الطفلة البالغة من العمر عشر سنوات، والتي تم الاعتداء عليها بشكل همجي، يوم السبت الماضي، من طرف أحد الأشخاص، بقرية مرابيح ولد عثمان، نواحي سيدي قاسم، وتسبب لها في تشوهات خطيرة على مستوى الرأس والوجه واليدين. وئام التلميذة في صف الثالث الابتدائي، والتي ظهرت في فيديو مؤثر مساء أمس الثلاثاء، تطالب فيه بمد يد العون لها وتشكي انعدام الاهتمام بالمستشفى القنيطري، كانت تلعب مع أخيها الأصغر قرب بئر بالقرية، ولم تكن تعرف أن الجاني يتربص بها، حيث انقض عليها وبدأ في نهش جسدها بالمنجل، وبعد صراخها واستغاثة أخيها، وصلت والدتها وأفراد من قريتها إلى عين المكان، ليجدوا الصغيرة مضرجة في دمائها، بسبب نزوات رجل يبلغ من العمر 45 سنة، ولديه سبعة أبناء، قيل إن السبب في جريمته النكراء، هو جنونه العقلي. وقد تم اعتقال الجاني مساء السبت من طرف عناصر الدرك الملكي، إلا أنه ووفقا لشهادات والدة الضحية، تم إطلاق سراحه بسبب "ثراءه الفاحش"، قبل أن تؤكد بعض المصادر، أنه جرى اعتقاله مرة ثانية، ولا زال رهن الاعتقال إلى حين قول المحكمة كلمتها في هذه القضية. العملية الجراحية التي أجرتها اليوم وئام، والتي لم تظهر نتائجها بعد، لن تكون الأخيرة، بل تعتبر فاتحة لسلسلة من العمليات المتعددة التي ستجريها الضحية، وذلك بسبب عمق الجروح والأثر البالغ الذي خلفه المنجل على أجزاء كبيرة من جسدها، حيث قالت خلود قبالي سجيد، صحافية من مجلة سيتادين لهسبريس، إن العين اليمنى لوئام، تضررت بشكل كبير جدا، وهناك احتمال كبير أن تكون قد فقدت الإبصار بها نهائيا. وزادت خلود من داخل المصحة لهسبريس، أن التقرير الطبي أثبت اغتصاب الطفلة من طرف الجاني الذي لم يكتف فقط بإيذائها بمنجله، مضيفة أن الطفلة تصرخ بنفس العبارات التي رددتها أثناء الحادثة، وذلك في كل وقت تريد والدتها تغيير حفاظاتها، وتحاول ما أمكن تناسي حالتها بمشاهدة الرسوم المتحركة، إلا أن مرارة التجربة تمنعها من ذلك، حيث تبكي دون دموع وبصوت متقطع. ويتواجد حاليا مع وئام، مجموعة من الصحافيين والمتعاطفين، إضافة إلى والدتها، أما الوالد فقد آثر البقاء في القرية، لكي لا يقوم أبناءه بأعمال انتقامية، في نقطة تشهد دائما، حوادث من هذا النوع، وتعرف غياب كبيرا على مستوى الأمن، وذلك حسب ما أدلت به والدة الضحية للحاضرين.