قال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، إن الحزب الذي يقود الحكومة لم يأت من أجل السلطة وأنّ هدفه هو الإصلاح والوقوف في وجه الاستبداد ومحاربة الفساد. وكان ذات المسؤول السياسي قد شرع في كلامه بسخرية من المصورين وكثرة ما يلتقطونه من توثيقات بصرية، مشيرا لكلام وجّهه إليه "أحد الفرنسيّين" حين قال بأن "المصوّرين يلجؤون لالتقاط صورة ثانية حين تكون الأولى ناجحة".. وهنا طلب بنكيران من الصحفيّين ألاّ ينضافُو لصفوف الغاضبين منه"، وما إن نعت أحد الحاضرين "الغاضبين" ب "الافتراضيّين" حتّى سارع الأمين العام للPJD بالقول: "افتراضيُّون كَانُوا أم حقيقيّين.. لا مشكل في ذلك". وأوضح بنكيران، الذي كان يتحدث السبت ببوزنيقة في الجلسة الافتتاحية للملتقى الوطني السادس لجمعية الفضاء المغربي للمهنيين، أن حزب العدالة والتنمية "جاء بمشروع سياسي يريد من خلاله إصلاح البلاد مع ذوي النيات الحسنة من أهل البلاد". واستشهد رئيس الحكومة، الحاضر للموعد بصفته الحزبية من أجل "التحية والدعم والمساندة" وفقا لتعبيره، بكلام سبق وأن صدر عن عبد الله باها، القيادي هو الآخر بالPJD والمقرّب من بنكيران.. "سبق لباها أن اختصر الأمر في جملتين خلال إحدى الاجتماعات، فنحن جئنا من أجل الإصلاح ولم نأتِ من أجل السُّلطة.. وأردّ هذا الكلام لصاحبه إنصافا" يقول الأمين العام ل "حزب المصباح". بنكيران قال في ذات الموعد إن السياسة "ليست لعبا وتنميقا للكلام، بل هي وفاء وصدق، وبذل للمجهود المطلوب للمساهمة في الإصلاح الذي تحتاجه البلاد، وإذا لم يوفق ممارسها فيجب أن يقول الحقيقة بكل جرأة". "السياسة معركة للوصول إلى مواقع المسؤولية، وبالنسبة لنا لا يشكل ذلك هدفا، بل هو وسيلة لإحداث الإصلاح في هذا الوطن، والمساهمة فيه، والإستمرار ضمن الجهود الإصلاحية التي كانت في هذا الوطن، والوقوف في وجه الفساد الذي لا يمكننا، للأسف، أن نقول بأنه انتهى" يقول بنكيران قبل أن يزيد: "مشروعنا إصلاحي مع من يرود ذلك من ذوي النوايا الحسنة، دون تحفّظ". كما أثار عبد الإله بنكيران وضعية القطاعات المهنية بالبلاد، مقرا بأنها تعرف عراقيل إدارية وممارسات غير مقبولة مثل الرشوة التي قد يكون رجال الدولة أطرافا في بعض جوانبها، لكنّه زاد بتحميله قسطا من الممارسات غير السليمة للمهنيّين بأنفسهم، داعيا المغاربة إلى "خلق ثقافة تنبذ الغشّ وتنتصر للإتقان".. "إذَا مَا سْلْكْكْشْ الثَّمَن مَا تْخْدْمْشْ، أطلب الثمن الذي تستحقّ، لكن أدّي خدمة مُتقنة" يقول بنكيران. ورغم اعترافه بالعراقيل التي تواجه فريقه الحكومي إلا أن بنكيران قال إن الحكومة التي يقودها "حكومة إصلاح حقيقية، قبل أن يستدرك أن الإصلاح لا يمكن يتحقق بين عشية وضحاها"، واصفا حكومته ب "عربون العمل والإنتاج والإصلاح الحقيقي والجاد".. كما أفصح بنكيران عن كون "التشويش"، الذي اعتبره "موجودا ضد حكومته"، لن يثنيه على الاستمرار.. "ألفنا التشويش، إلا أن الإنتاج الحقيقي للحكومة بدأ ولن يتوقف، وستقدم الكثير من الإصلاحات رغم كل التشويشات"، قبل أن يضيف أن "الحكومة في حالة طبيعية ولم يعد يؤثر فيها التشويش"، وأنها "ماضية في الإصلاح بكل إصرار". وضمن قفشات بنكيران المألوفة حضرت هذه المرة إثارته لمواقف الناشط الحقوقي والأمازيغي أحمد عصيد، ضمن ذات الموعد، معتبرا بأنّها "على حقّ حين تنتقد الموظّفين الذين يلجؤون لأداء الصلاة وتأخير مصالح قاصدي المرافق العموميّة"، واسترسل: "هَادِي عْنْدُو فِيهَا الحقّْ.. لا ينبغي أن نقيم صلاة الحسن البصري داخل الإدارة.. فإذَا كنَّا نصلي في زمن السرعة لا بأس ببعض التخفيف".