على إثر الوقفة التي نظمها مهاجرون مغاربة من سيدي إفني وأيت باعمران، مقيمون بالديار الفرنسية، يوم 11 يونيو 2008 أمام مقر السفارة الفرنسية بباريس، على خلفية السبت الأسود الذي عاشته مدينة سيدي إفني مؤخرا، سألنا علي الباز (الصورة)عضو جمعية ATMF الفرنسية. كيف تلقيتم بفرنسا أحداث السبت الأسود بسيدي إفني؟ إن أحداث سيدي إفني تشير إلى طبيعة المخزن، كما هو الأمر بالنسبة للنظام التونسي بخصوص تعامله الهمجي مع سكان راداييف (غفسة)، وهما نظامان لا يتعاطيان مع المطالب المشروعة إلا بالقمع واستعمال درجة من القوة لا تتناسب مع الأحداث والوقائع والتحركات النضالية والاحتجاجية. كيف كان رد فعل مغاربة فرنسا، لاسيما المنحدرين من آيت باعمران؟ كانت الصدمة الكبرى هي القاسم المشترك لدى المهاجرين عندما عاين المغاربة بفرنسا ما حدث بسيدي افني من ترهيب وإرهاب وتنكيل.. أبواب منازل مخلوعة بالقوة، أجساد تحمل آثار التعذيب والهجوم الوحشي، محاصرة المدينة.. لقد شعروا بطعم الخيانة المر، خيانة وعود الاهتمام بسيدي إفني الذي طالها التهميش الممنهج على امتداد أكثر من 4 عقود، ومما أجج غضب مغاربة فرنسا أن كل تلك الأهوال حدثت في العهد الجديد التواق لتكريس الديمقراطية وحقوق الإنسان. - يطالب البعض الحكومة المغربية بتقديم اعتذار رسمي لسكان سيدي إفني ومساءلة القائمين على الأمور الذين أصدروا أوامر نتج عنها ما نتج من تجاوزات، ما رأيكم بهذا الخصوص؟ إن المطالب التي قدمتها اللجنة للسفارة المغربية تمحورت حول 4 نقط: سحب القوات الأمنية من المدينة، إطلاق سراح المعتقلين فورا، الأمر بإجراء تحقيق نزيه ومستقل ومساءلة مقترفي التجاوزات، وتلبية المطالب المشروعة لساكنة سيدي إفني، وكل هذا يتجاوز الاعتذار ودموع التماسيح. - كيف مرت وقفة يوم 11 يونيه 2008 أمام السفارة المغربية بفرنسا؟ اتصل باعمرانيون بجمعية ATMF التي عملت على نشر المعلومات الواردة من سيدي إفني، وبعد ذلك تم إحداث لجنة خاصة سهرت على تنظيم الوقفة التي شارك فيها أكثر من 500 شخص وممثلون عن الخضر والحزب الشيوعي الفرنسي وعدد من الجمعيات، وجمعيتنا (ATMF) بصدد تهييء تحركات أخرى بخصوص تفعيل شبكات للتضامن والمساندة واسعة النطاق على الصعيد الأوروبي.