تستعد العديد من الهيئات المدنية بسيدي إفني وبعض أبناء المنطقة المهاجرين بالخارج إلى مراسلة الملك محمد السادس، بخصوص ما أسموه «العنف والتعذيب الذي تعرضوا له على يد رجال الأمن»، وصرح بعض أبناء المنطقة بأن «المراسلة التي سنوجهها إلى الملك ستضم شكايات المواطنين مرفوقة بتوقيعاتهم وأرقام بطائقهم الوطنية، وبشهادات طبية تثبت حجم الضرر الذي تعرضوا إليه»، كما سيبعث معدو الرسالة بكل «الصور والسيديات التي تبين الهمجية التي تعامل بها رجال الأمن مع المواطنين»، كما صرح بذلك أحد معدي الرسالة. وأكدت مصادر من سيدي إفني أن مهاجري آيت باعمران المتواجدين بالديار الأوربية قد عادوا بكثافة طيلة اليومين الماضيين إلى بلدتهم للاطمئنان على أحوال عوائلهم وممتلكاتهم بالمدينة، كما صرح أحد المصادر بالديار الإسبانية بأن أكثر من 50 أسرة من أبناء سيدي إفني بمنطقة كاتالونيا ستعود إلى المنطقة في الأيام القليلة المقبلة، كما يستعد مهاجرو سيدي إفني بكاتالونيا لتنظيم وقفة احتجاجية أمام القنصلية المغربية ببرشلونة الجمعة المقبل، وندوة صحفية بمنطقة «ماريسة» بداية الأسبوع المقبل، وقالت مصادر أخرى إن «أحد أبناء آيت باعمران الذي يقطن بالديار الإسبانية وجد باب منزله مكسورا بعد عودته»، وأضافت مصادر أخرى إنه «تم تنظيم وقفة احتجاجية مساء أول أمس أمام ولاية كلميم وشارك فيها العديد من أبناء الجالية المغربية»، كما نظم أبناء سيدي إفني وكلميم وقفة احتجاجية أول أمس بالعاصمة الفرنسية بباريس. في حين نفت مصادر من ثانوية مولاي عبد الله بسيدي إفني ما صرح به مسؤولو وزارة التربية الوطنية حول «مرور الامتحانات الجهوية للسلك الأول من الباكلوريا في ظروف عادية»، وصرح أحد الأساتذة ل»المساء» بأنه «لم تكن هناك امتحانات عادية وأن الامتحانات لم تمر»، وأوضح المصدر نفسه أن «التلاميذ القلائل الذين حضروا إلى قاعات الثانوية كانوا يوقعون أوراق الامتحان على بياض ويغادرون الثانوية». في المقابل، صرحت مصادر متطابقة بأن جبل بولعلام «لازال محاصرا بقوات التدخل السريع»، وأن الحصار الأمني لا زال مضروبا على المدينة ب»نفس المواقع ونفس أعداد رجال الأمن»، ولم تنف نفس المصادر «حدوث اعتقالات جديدة على خلفية المظاهرة الأخيرة التي نظمت الأحد الماضي وإصابة العديد من المتظاهرين بجروح متفاوتة الخطورة»، وأضاف مصدر مطلع أن «الهدوء بدأ يعود نسبيا إلى سيدي إفني والحركة بدأت تدب في شوارع المدينة، ومحلات التجارة فتحت أبوابها أيضا». من جانب آخر، أكد بعض الشبان ممن تم اعتقالهم وإطلاق سراحهم أن «المتظاهرين الذين فروا إلى جبل بولعلام قد غادروه أول أمس الاثنين»، وبخصوص أماكن فرارهم قالت نفس المصادر إن «جزءا منهم التحق بسيدي إفني ليلة الاثنين في حين غادر ما يقارب عشرين فردا في اتجاه مدن الأخرى»، وإلى حدود منتصف يوم أمس ظل العديد من سكان سيدي إفني يتوافدون على مقرات بعض الجمعيات المحلية بالمنطقة لتقديم شكايات موقعة بأسمائهم ضد رجال الأمن بتهم السرقة، والتي قالت مصادر «المساء» إنها «شملت الهواتف المحمولة والأموال والمجوهرات»، والشكايات مرفوقة بأرقام البطائق الوطنية للسكان وبأسمائهم الكاملة.