بورتريه اليازغي للأستاذ عبد اللطيف السيباري * الاتحاد خارج الحكومة ومعه عباس "" *قرب إعلان الملك عن مجلس أعلى للشباب لتجديد النخب منذ سنوات وبعد تولي محمد السادس العرش، قال اليازغي بأن"المخزن مات" وأضاف إلى ترهاته في تصريح صحفي بالقاهرة بأن ثروة الحسن الثاني يجب أن تعود إلى الشعب، ونسي لبلادته أن الحسن الثاني الذي اتهمه بالسطو على ممتلكات المغرب هو والد محمد السادس الذي بإمكانه يجرة قلم دستورية أن يزيح اليازغي من كرسي الوزارة وامتيازاتها. محمد السادس، هو ذلك الشبل ابن الأسد، هذا الأخير الذي حاول اليازغي وأشياعه قلب نظامه بتحالفهم مع الفاشستية العسكرية وأنظمة القهر في ليبيا و سوريا وجزائر بومدين. ولذلك،اتصف محمد السادس بالحكمة والتبصر في التعامل مع الذين بلغت بهم الوقاحة البلادة والغباء درجة التهجم على والده وهو بين يدي الخالق، وجعل "اليسار" الانقلابي يعري نفسه بنفسه ويكشف عن حقيقته القمعية الشمولية،إذ حطم دهاقنة "اليسار"من اليازغي إلى نبيل بنعبد الله وخالد الناصري والمرحوم بوزبع، حطموا الأرقام القياسية في قمع الحريات ولجم الصحافة وسجن الصحافيين،في حين حافظ محمد السادس على ما عرف عنه منذ نعومة أظافره من روح التسامح والانفتاح وقبول الانتقاد التجاوز حتى عن بعض المنزلقات التي تسقط فيها بعض المنابر التي تتجنى على والده الحسن الثاني بناء على أكاذيب من وحي الخيال. . لم يحاكم محمد السادس المشعل على خلفية ملفها حول "غراميات الحسن الثاني" لم يأمر باعتقال الصحافي مصطفى حيران. ربما "مات المخزن" في حلته القديمة، لأنه لم يتدخل في كشف عورة الاتحاد الاشتراكي وإزاحة الأقنعة عن وجوه بعض قادته ،بل ترك هذه المهمة لمناضلي هذا الحزب. التدخل الوحيد الذي قام به "المخزن" الجديد هو إيحائه لعبد الواحد الراضي بضرورة الإعلان عن تخليه عن الوزارة مقابل زعامة الحزب،وهي رسالة ليست موجهة للاتحاد وحده بل لكل رؤساء وأمناء الأحزاب الذي يختزلون الزعامة في سلم للوصول إلى الوزارة. قرار القصر هذا جد موضوعي لأنه السبيل الوحيد المتبقي أمام محمد السادس لايقاف البلقنة الحزبية. خلاصة الكلام هو أن محمد السادس نجح في الانتقام لذاكرة والده من الانقلابيين مختلفي التلونات ومنهم اليازغي، كما نجح في حشد دعم ومساندة الشعب، ونجح أيضا في تعرية الوجه الحقيقي لبطل النجاة وحليف اليازغي في الكتلة الميتة. القادم في الأيام القريبة، مباشرة بعد عودة الملك من زيارته الخاصة إلى آسيا وفرنسا، خروج أو إخراج الاتحاد الاشتراكي من الحكومة وبالتالي سقوط حكومة عباس، و تعيين فريق جديد برئاسة الهمة و بمشاركة وجوه جديدة من أحزاب ملكية قلبا وقالبا. أما بخصوص ما بعد 2012، فقد حسب محمد السادس لكل شئ حسابه، واختار صيغة جديدة لاكتشاف النخب و تجديدها بعيدا عن الميكانيزمات العتيقة للأحزاب السياسية. ترقبوا، إذن الإعلان عن مجلس أعلى للشباب في شهر غشت المقبل تزامنا مع عيد ميلاد الملك.