يكثر الحديث في وسائل الإعلام المكتوبة و المسموعة و المرئية عن أزمة كرة القدم المغربية. يبقى السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هل فعلا الكرة المغربية تعيش الأزمة؟ إن كان جوابك بالإيجاب , الم تسال نفسك يوما عن أسباب هذه الأزمة؟ وعن من هو المسؤول الرئيس في هذا الوضع الذي تعيشه اللعبة؟ لنحاول معا أن نعيد الذاكرة شيئا ما إلى الوراء, وبالضبط إلى أواخر السبعينات تحديدا سنة 1978. لاشك ان هذه السنة تذكر أي مغربي باللقب الإفريقي الوحيد الذي حصل عليه الأسود من الأرض الاوتيوبية . منذ ذالك الوقت لم تطأ أقدام الأسود منصة التتويج القاري ولا العالمي. لا يمكن أن نخفي أننا في حقيقة الأمر عشنا أزمات عديدة أدت بنا إلى الإحباط و التفكير بشكل جدي في الوسائل التي من شأنها إخراجنا من الحرج الذي تعيشه كرة القدم المغربية و نعيشه معها. أمام كل نكسة كنا نحاول السيطرة على الوضع و نمني النفس بظهور انفراج قد يحمل الكرة المغربية إلى بر الأمان. ولا ننكر أننا بين الفينة والأخرى كنا نعيش لحظات سعيدة يمكن اعتبارها انجازات مشجعة للكرة المغربية , اكتفي بالذكر المشاركة في كاس العالم بالمكسيك 1970 و التأهل لدور الثاني لكاس العالم بالمكسيك 1986 و الظهور المشرف في منافسات كاس العالم 1998 بفرنسا و لا ننسى انجاز الشبان عندما فازوا بكاس إفريقيا لشبان.كل هذا كان مجرد طفرات سرعان ما نعود للجمود و النكسة من جديد. إذا فالأزمة حاضرة و ملازمة لنا.لكن يبقى الإشكال في كيف نواجه هذه الأزمة؟ من سنين ونجن نغير اللاعبين ونغير المدربين بصفقات متفاوتة بين الأجر الخيالي للمدرب الأجنبي و الأجر المتواضع للوطني بغض النظر على الامتيازات التي تمنح للإطار الأجنبي من تذاكر الطائرة و إقامة و سيارة إلى غير ذالك....لكن واقع الكرة المغربية يبقى كما هو عليه و تستمر الأزمة و تنهب أموال الدول دون أي طائل يذكر. دعوني أقول لكم و بشكل بسيط و بصريع العبارة أن الخروج من أزمة الكرة المغربية لا نحتاج فيه إلى تغيير اللاعبين و لا المدربين باستمرار, و لا لهدر الأموال التي لا تحصى في التافهات ,و إنما تحتاج إلى تغيير عقلية تسيير الكرة المغربية و السعي وراء خلق سياسة كروية مغربية.لان الكرة في المغرب تمارس بدون وجود سياسة كروية..إذا أخدنا بعض الدول المتقدمة على المستوى الكروي و بالرغم من وجود سياسة كروية لديها إلا أنها تفشل في بعض الأحيان لكن سرعان ما تنهض و تقلب الفشل إلى النجاح.فكيف سيكون الحال بالنسبة لدولة التي تعيش بدون وجود سياسة كروية كالمغرب؟ لاشك أنه ستبقى دائما يعيش أزمات واحدة تلوى الأخرى. تم إننا نسمع كثيرا عن الحكامة الجيدة للإدارة المغربية.فالأحرى أن تكون هذه الحكامة في وزارة الشبيبة و الرياضة و في الجامعة الملكية لكرة القدم , و ترك تسيير الكرة لأهل الاختصاص – وضع الرجل المناسب في المكان المناسب- . ""