الشماخ ببوردو وشماخ المنتخب دليل على أن أجواءكم غير صحية كانطونا وبولي تخرجا على يدي وفهما أصول اللعبة بسببي أزمة الكرة المغربية هيكلية ولن تصلح حالها إلا بإصلاح الهياكل صدقوني مورلان يملك مفاتيح تصحيح إختلالات التكوين لديكم!! لقب في الأوساط الكروية الفرنسية تارة بالأب «غي رو» وأخرى ؛بماج» نادي أوكسير الفرنسي الذي شكل أعجوبة الكرة الفرنسية باعتبار انتمائه إلى مدينة صغيرة لا يتجاوز تعداد سكانها 45.000 نسمة. أعجوبة كذلك لكون الإطار «غي رو» إستطاع بناء فريق ينافس على اللقب ويشارك في بطولة أندية أوروبا 1 و2 و3 بأبسط الإمكانيات، وحقق سابقة أصبحت مفخرة في الأوساط الكروية الأوروبية كون ملعب أوكسير إستقبل بمناسبة مقابلة برسم كأس أوروبا أكثر من 45.000 متفرج أتوا من كل أحياء المدينة والفرق المجاورة، أي لم يبق في المنازل إلا الأطفال والنساء، ناهيك عن الأسماء التي تخرجت من مدرسة «رو» وعلى رأسها النجم «إيريك كانطون»، لذا فإن مناسبة إستقبال هذا الهرم الكروي في شخص «غي رو» جاءت سانحة لإستدراجه في كشكول من الأسئلة التي تهم كرة القدم عامة والمغربية على وجه الخصوص. المنتخب: يعتبر «غي رو» مبدعا للمدرسة الأوكسيرية، ماذا يمكن القول عن هذا النادي الكبير؟ غي رو: يمكن أن أجيب أنني مؤسس للمدرسة التي اشتهرت في الأوساط الكروية الفرنسية ولست المؤسس للنادي الذي تأسس سنة 1905 ، ويبقى الهدف من خلق المدرسة هو إلتحاق الفريق بالقسم الأول وهذه هي الحقيقة، باعتبار أن أوكسير مدينة صغيرة والفريق لعب منذ نشأته في قسم الهواة، هي منشأ يثلج الصدر وأتمنى أن نستمر في نفس السياق،، مفخرتنا كأطر ساهمت في البناء أننا كونا لاعبين من العيار الثقيل والكبير أمثال إريك كانطونا و بولي والعدد 17 من أفواج اللاعبين والمنطلق كان من أطفال لا يتجاوز سنهم 14 سنة. المنتخب: في بعض الأحيان ينتقد غي رو بأنه رجل كل المهام في النادي، أين الحقيقة في ذلك؟ غي رو: بالفعل كنت من يقوم بكل شيء وأنني كنت وحدي وكنت أستعين بعامل مكلف بأرضية الملعب، وعندما أنتهي من عملي أساعده خاصة عندما نضع خطوط الملعب، إلا أنني وجدت المساعدة عندما أصبح الفريق محترفا. المنتخب: وأين عمل الرئيس من كل هذا؟ غي رو: الرئيس كان ميكانيكيا ويشتغل بعيدا عن الملعب والمدينة وهمه الوحيد كان هو إيجاد الدعم المادي لإستمرار النادي، وهكذا كنت أتكلف بالكرة وهو بالماديات وهذا كان كافيا لإستمرار أوكسير. المنتخب: الكثيرون يرون في «غي رو» المكون أكثر منه المدرب، هل هذا صحيح؟ غي رو: هي صورة رافقتني طويلا ومرتبطة بالبداية، حيث وضعت الركائز الأ ساسية لمدرسة النادي، بعد ذلك حملت المسؤولية لأحد قدماء اللاعبين في شخص دانييل رولان الذي كان إطارا جيدا ولعب دورا مهما في استقطاب وصقل المواهب، لذا كنت متفرغا للفريق الأول الذي كان يتطلب عملا ضخما لثقل حضوره في القسم الأول، إذن فهو عنوان شهرة لا غير. المنتخب: في بداية سنة 1970 عرفت الكرة الفرنسية إقلاعا بعد التراجع، والكرة المغربية توجد في نفس الوضع، هل ترى أننا يجب أن نقوم بنفس العودة؟ غي رو: كرة القدم في بلد هو صورة للواقع الذي تعيشه كل فترة وحقائقها وما تتطلبه كرة القدم لإقلاعها مغاير لما كانت تتطلبه قديما. حكمي على الكرة المغربية أنها ليست سيئة تماما، والمشكل يكمن في عدم التمكن من التأهيل والإحتراف.. كرة القدم قاسية، فإذا جاءت النتائج إيجابية فالجميع جيد والعكس صحيح، والواقع أننا دائما بين الحالتين، لذا فما ينقص المغرب هو التأهيل على الواجهة القارية وهو ما يتطلب العمل القاعدي بجانب الإنتماء. المنتخب: ماذا تعني بالعمل القاعدي، هل هو مراكز التكوين؟ غي رو: العمل القاعدي يمكن إنجازه مبدئيا بحكم مؤهلات البلاد وجغرافيته، حيث العائق الذي يحول دون تنظيم بطولات الناشئين بإتساع المسافات وقلة الإمكانيات، لذا يجب توظيف المسافات والإمكانيات للتغلب على المعيقات، ثم هناك العقليات والتنسيق مع الرياضة المدرسية وكذا مد الأندية للوسائل وإغناء رصيدها البشري، وبأطر في المستوى، ثم هناك المجالس البلدية التي تعتبر من أهم المتدخلين في المعادلة الإنمائية لكرة القدم، وهذا ليس بالأمر الهين والسهل، خاصة إذا أضفنا التركيبة السياسية للبلد وكذلك الأديان، لذا فالمشكل مغربي.. مغربي في الأساس. المنتخب: هل تعتقد أن الإطار المغربي قادر على هذا التحدي؟ غي رو: هذا جد وارد باعتبار أننا نجد الإطار المغربي حاضر حتى في المدارس الفرنسية شأنه شأن المهندس والطبيب الذي يعمل بفرنسا وله مثل مؤهلات الفرنسي أو أكثر، لذا أرى أن هذا ممكن إذا وضعنا أسس لتوظيف كل الطاقات. المنتخب: في زيارة قام بها الإطار الفرنسي إيمي جاكي للمغرب، قام بتصحيح بعض الأفكار للمسؤولين، هل أنت مستعد لإنجاز ما فعله؟ غي رو : أنا أتفق مع المدير التقني الفرنسي السابق، حيث وكما ذكرت لي الهدف من بناء فرق ناشئة هو حضور المنافسات، أنا أقول أن تواجد هذه الفرق الصغرى هو مد الفريق الأول بعنصرين أو ثلاثة في نهاية كل موسم وليس للفوز بالألقاب وعرض الكؤوس فوق الرفوف. الآن لكم بيير مورلان ويجب إعطاءه البطاقة البيضاء لأنه رجل المرحلة بامتياز. المنتخب: لقد أكدت التجربة أن التعامل مع الإطار الفرنسي، خاصة في إطار تدريب منتخب الكبار لم يتكلل بالنجاح دائما، لماذا هذا الفشل في نظرك؟ غي رو: عندما نتعاقد مع مدرب فرنسي أو أوروبي لتدريب فريق إفريقي يكون الهدف من ذلك أن الأجنبي كلمته مسموعة أكثر من المحلي، هذا خطأ لأنني لا أعتقد أن الإطار الفرنسي هو أفضل من الإطار المغربي، هم أطر درسوا في نفس المعاهد هناك من كانوا نجوما على الصعيد الأوروبي إلا أن فكرة مطرب الحي لا يطرب وهي السائدة، لكن بدون ارتكاز واقعي وعلمي، والجديد في هذا الإطار هو أن الأطر الفرنسية نفسها أصبحت غير مسموعة وهذا سر من أسرار أزمة المنتخب المغربي. في هذا السياق على المغرب أن يحذو حذو الدول الإفريقية التي تمنح المدرب كل الصلاحيات والنتائج واقعا ملموسا، كمثال أعطيه هو أن فوز الكونغو برازافيل بكأس إفريقيا للمحليين جاء بتدخل من رئيس الدولة وبمساهمة أطر نادي أوكسير الذين أدوا واجبهم في إطار وإمكانات ملائمة. المنتخب: كيف تمت هذه العملية؟ غي رو: طلبت من المسؤولين إعداد مكان إقامة اللاعبين من 30 سريرا وملعب للتداريب، وتم تأليف الإطار و«يدانسكي» الذي قام بعمل جيد ، حيث برمج لزيارات على صعيد إفريقي وأوروبي ووقع ما وقع بعد سنتين من العمل وظفت من خلالها مجموعة تضم 30 من أحسن لاعبي هذا البلد، وهؤلاء هم أبطال إفريقيا حاليا. ٭ المنتخب: على أي قواعد يمكن بناء منتخبا وطنيا مغربيا بمواصفات قارية؟ غي رو : أول شيء هو تجميع كل الطاقات بما فيهم العناصر التي انسحبت وما زالت في العطاء، وقتها يجب القيام بعملية فرز بالمقارنة قبل بناء الفريق الذي نطمح به إلى تحقيق النتائج المتوخاة. المنتخب: توجد الجامعة في البحث على مدرب وطني جديد؟ ما هي المواصفات التي يجب أن تتوفر في هذا الطرف؟ غي رو: يجب أن يكون رجل بمواصفات الرجولة والإستقامة وأن يكون قد برهن عن مؤهلات حقيقية داخل المشهد الكروي الدولي والوطني على مستوى المنتخبات والأندية.. السؤال يجب طرحه هو: هل الطاقم التقني الوطني يضم رجلا بإمكانه القيام بهذه المهمة؟ مهمة جمع الشمل، وإذا توفر هذا الشخص يجب توظيفه بدون تردد. من جهة أخرى وبحكم الظروف التي تجتازها كرة القدم الوطنية ومنتخبها أظن أن الحل هو توظيف مدرب أجنبي بإمكانه السيطرة على الموقف، خاصة الفرنسي أو من يتحدث الفرنسية لغة التواصل المشتركة. وإن السر في هذا الإختيار كون المدرب عليه أن يكون له اتصال بجميع مكونات الشعب المغربي لفهم العقليات والإندماج في معادلة التعبير. المنتخب: في أي إطار أدرجت زيارتكم الأولى للمغرب، وما هي المحاور التي استهدفتها الزيارة؟ غي رو: وقع هذا عندما تم إقصاء المغرب قاريا ، والمهمة التي كنت معينا لها هي مشرفا عاما على المنتخبات بما فيها المنتخب الأول، إلا أن خطأ تقديريا يهم الجانب المادي الذي لا أوليه الأولوية وقع بين الوسيط والجامعة، حيث المطالب أوقفت المفاوضات، سيما إذا علمنا أن الوسيط هو نفس وسيط أرسين فينغر الإطار الشهير.. لقد عوملت من طرف المسؤولين المغاربة بما أستحق، وهذا ما جعلني حزينا بعد انقطاع التواصل، واليوم جاءت زيارتي في إطار تلبية دعوة «راديو مارس». المنتخب: ما هي الذكريات التي احتفظت بها من الزيارة؟ غي رو: هي زيارتي الطويلة المدى للمركز الوطني للمنتخبات الوطنية بما فيه المركز الذي أقامته الفيفا، ثم هناك المركز الرياضي العسكري الذي وجدت أنه فريد من نوعه على الصعيد القاري. المنتخب: في نظركم ما هي الأسباب التي أدت إلى تراجع منتخب له لاعب من حجم مروان الشماخ وزملاءه الذين ينتمون إلى أندية وازنة؟ غي رو: بالنسبة للشماخ فإن الظروف التي يمارس فيها هي التي تساعده على تألقه، أي أن عمل المجموعة مدروس لإعطاء الشماخ فرصة بلورة موهبته كهداف على أرض الواقع، نجاح الشماخ يكمن في أنه يقوم بالعمل الذي يلائم مؤهلاته لا على مستوى مساندة الدفاع، وكما بالنسبة للهجوم، لذا فهو جيد ويتقدم باستمرار ويسجل الأهداف، في الوقت الذي لا ينتظر أي أحد كل هذا بمؤهلات طبيعية هائلة لا على مستوى الكرات العالية، كما على مستوى السرعة، وهذا لا يتوفر له مع الفريق الوطني، لذا لا يظهر بالصورة التي توازي أدائه مع بوردو. المنتخب: ما هي الفوارق بين حسن أقصبي الذي عايشته في البطولة الفرنسية والشماخ؟ غي رو: كل لاعب والفترة التي لعب فيها والتي لا تشابه الأخرى، أقصبي كان تقنيا ممتازا وهدافا قناصا وقوته كانت مع زميله «سكيبا» والشماخ هو رأس حربة يعتمد على القوة أكثر من التقنيات وكلاهما يشرفان الكرة المغربية. المنتخب: في أي مجال يمكنك مساعدة الكرة الوطنية ومنتخبها على الخصوص؟ غي رو: حاليا لا يمكن ذلك لأنني لا أشتغل في إطار الكرة المغربية، زيارتي تندرج في إطار عمل إعلامي مع إذاعة «مارس» وهذا راقني لأنني وجدت أطرا في المستوى يضطلعون بكل شؤون كرة القدم. المنتخب: ماذا تعرف عن المدير التقني الوطني الحالي السيد مورلان؟ غي رو: لقد اشتهر بكونه المدير التقني بامتياز كونه كان تلميذا لجورج بولون الذي شكل معه صانع الهيكلة الجديدة لكرة القدم الفرنسية، لذا فإنه رجل المرحلة الذي يجب أن نسانده وأحسن وسيلة هو الإنصات إليه ومده بالإمكانات الملائمة لنجاحه في عمله القاعدي، كما أنه عمل مع جاكي في نفس الإطار. المنتخب: هل يمكن أن نتحدث عن مشاكل كرة القدم الفرنسية؟ غي رو: كل دولة إلا ولها مراحل القوة والتراجع، الكرة الفرنسية تجتاز مرحلة صعبة ، لكن حضور قاعدة صلبة من الأطر من المستوى العالي ومدرسة قائمة الذات والمعالم تؤشر بأن العودة قريبة وقد تكون بمناسبة كأس العالم. لأن هناك من المشاكل التي تعاني منها فرنسا مشكل (بوصمان)، وبالتالي فإن الصورة التي نعيشها حاليا كون الفرق الغنية توظف لاعبين من البرازيل والأرجنتين والمتوسطة الدخل الآفارقة والفرق الفقيرة مثل أوكسير ولاعبو أوروبا الشرقية. المنتخب: ما هو تعريف المشرف العام؟ غي رو: هو الطرف الذي عليه التنسيق بين عمل الإداري والتقني واللاعبين، وعليه أن يمثل النادي ويعطي الصورة الحقيقية لكل ما يقوم به ومع كل المتدخلين. المنتخب: الكرة المغربية تسعى إلى هيكلة جديدة لكرة القدم التي هي في حاجة إلى تأهيل وولوج الإحتراف من أين يجب أن ينطلق البناء؟ غي رو: عادة ننطلق في البناء من الأساس، خاصة إذا هم الأمر بعناية، نعم يجب الإهتمام بالناشئة، هذا وارد لكن بالنسبة للمنتخب الوطني الذي يشكل المرآة العاكسة لتاريخ هذا البلد يجب الإعتناء كذلك بالفريق الأول. المنتخب: أنت بالدار البيضاء في إطار برنامج إذاعي مع محطة مارس، ماذا يمكن القول عن هذه الإذاعة؟ غي رو: لم أكن أعرف هذه المحطة بحكم عدم إلتقاطها بفرنسا، إلا أنني فوجئت بالمستوى الرفيع للساهرين عليها، خاصة من خلال الحوار الذي جمعني بالإعلاميين الذين لمست أنهم متمرسون ويعرفون الكثير عن كرة القدم بالمغرب وفرنسا والعالم.. البرنامج كان في المستوى العالي، لذا فإنني سعيد للمساهمة. ٭ المنتخب: ميسي ومارادونا، أية مقارنات؟ غي رو: إذا كان الحديث عن الإنسان فإنني أفضل ميسي باعتبار سيرته المتناقضة مع مارادونا الذي لا أعتبره مثالا يقتدى به بالنسبة للشباب، أما الجانب الكروي فإن ميسي لم يبلغ بعد مستوى مدربه الوطني. المنتخب: هل تعتقد أن المدرسة الفرنسية تلائم تطلعات الكرة المغربية في إطار مرافقتها للعودة إلى الأضواء؟ غي رو: هذا وارد باعتبار التاريخ المشترك بالإضافة إلى أن عدد من الأطر ومنهم الراحل جورج بولون قدموا الكثير لهذه الكرة، وأن حضور اللاعب المغربي في البطولة يؤكد الروابط، ثم هناك صلة الوصل وهو المدير التقني مورلان الذي يمكن أن يشكل أداة الربط لبلوغ الأهداف التي تسعى كرة القدم المغربية إلى بلوغها. المنتخب: آخر سؤال وهو حول مفهوم الإدارة التقنية الوطنية؟ غي رو: هو التنظيم التقني الذي ينتمي إلى المكتب الجامعي، الذي له اهتمام بالمجالات الإدارية والمادية والقانونية، لذا يجب أن يتم الإنسجام بين الطرفين.