الشماخ رقم صعب في معادلة تألق بوردو لمروان القدرة على أن يكون القائد الجديد عندما يحل إيلي بوب ضيفا على «راديو مارس» في إطار إنفتاح الإذاعة الناشئة التي جعلت من «المنتخب» شريكا إستراتيجيا لها على كبار رموز كرة القدم الفرنسية والعالمية، وقد سبقه إلى ذلك عميد وشيخ المدربين الفرنسيين غي رو، فإن الحوار يتداعى بأكثر من سؤال، خاصة وأن الرجل يجمع بين خصلات كثيرة، فهو عميق وعلمي ومنهجي في تفكيره وكتوم متحفظ في علاقاته مع وسائل الإعلام. الرجل الذي شاهد موهبة مروان الشماخ تنمو وتنشأ أمام عينيه، يتحدث ل «المنتخب» عن مواقف عاشها، عن نجوم مغاربة شاهدهم يبدعون أمامه، وعن كرة قدم مغربية يقول أنها منجم كبير، وعن فريق وطني مغربي يأسف كثيرا لما يلاحقه من خيبة وسوء حظ. المنتخب: في بداية مسارك الكروي أجهضت حادثة سير أحلام التألق رواية المرمى وعلى الرغم من رصيدك الجامعي عدت بإصرار كبير الى عالم الكرة من بابه الواسع بعد حصولك على شواهد التدريب . لماذا هذا الإصرار ايلي بوب: بالنسبة الي الاستمرار في الكرة بديهي و لا مناص منه إذ أن اختياري ولوج عالم كرة القدم لم يكن اعتباطيا فشخصيتي تكونت حول الفكرة وترسخ العزم لدي من أجل ارتباط وثيبق فكانت الخطوة الأولى الحصول على شواهد في التربية البدنية وكلى الشواهد الأخرى المتعلقة بالتدريب ولعبت ضمن المنتخب الفرنسي الجامعي .صحيح أنه أمر صعب جدا بالنسبة الى شاب في بداية مشواره كحارس مرمى أن يصاب بكسر مزدوج على مستوى فقرات العنق والإيجابي في المسألة أن حارس المرمى يكون في الساس مهيئا ذهنيا للمخاطر وسمة التحدي هي جزء من تكوينه الذي تمكنت من تمرريه الى الفئات التي أشرفت عليها وفي إطار عملي كمكون استعنت برياضات أخرى من أجل تطوير مهارات الشبان حيث من الضروري تلقين الطريقة المثلى للممارسة الرياضية و تطويرها لدى الفئة العمرية المناسبة لأن لا يكون هناك تكوين ناقص أو غير ملائم . المنتخب: هل تتبع اسلوبا موحدا في التكوين أم أن لديك أساليب مختلفة وما هو سر انسجامك مع العناصر التي تشرف عليها ايلي بوب : اعتقد انه من الضروري وضع شبان في مواقف تتطلب التفكير في حلول لتهيئهم على التأقلم دائما وكمدرب علي أن أكون في بحث متواصل عن أوضاع وأساليب مختلفة على سبيل المثال اشتغلت أحيان كثيرة مع حراس المرمى بكرة ريكبي من أجل تطوير ردة الفعل السريعة وأيضا من أجل إرسال للكرة مثلا نصف هوائية وهو أمر صعب بكرة دائرية فبالأحرى بكرة مستطيلة لذلك يكون لزاما على المتدرب أن يركز أكثر . كما استعمل أيضا الترامبولين لتمكين حارس المرمى من التدرب على الارتقاء أعلى وبشكل جيد والتعود على الأوضاع المناسبة لليدين خلال الارتقاء . المنتخب: معلوم أننا نحصل على اقتناع أكبر بتدريب شبان منه بالحصول على لقب البطولة الفرنسية. ماهي أعلى درجات الاقتناع التي تحصل عليها خلال التواصل مع الشبان ؟ ايلي بوب: من حسن حضي أنني في تواصل مستمر مع الشبان واحصل بالتالي على هذا الغنى الكبير على المستوى الإنساني . لكن مهمة تأطير الشبان تعد بالنسبة إلي امتيازا كبيرا وخاصة في الرياضة لما يرافق ذلك من مرح وروح رياضية وهذا ما يفسر أنني بعد 15 سنة من التكوين لازلت في تواصل مستمر مع الشبان الذين أمثل بالنسبة إليهم أخا اكبر أو أبا أكثر من أولئك الذين دربتهم وخير مثال على ذلك إهداء كأس العالم الفرنسية إلي من طرف اللاعبين الذين ينحدرون من مركز التكوين الفرنسي . المنتخب: تحت ضغط النتائج المتزايد الذي يعيشه كل مدرب كيف تعمل على إدارة الفريق للحصول باستمرار على نتائج إيجابية ايلي بوب: في البداية أن أحبذ فكرة اللعب بطريقة جد مضبوطة ومنظمة من حيث استعمال الكرة والإبداع في ذلك بشكل يكون ملائما لنسق عام أرتبه مسبقا لأن متعة كرة القدم لا تتأتى من دون تسجيل الأهداف وليس في منع الخصم من التسجيل . الأهم هو البحث عن حلول لتسجيل أهداف كثيرة . توجد أساليب كثيرة لذلك وقد قيل لي أن النسق الذي نهجناه في نادي بوردو كان مبتكرا من حيث أنني كنت ألعب بشاكلة 4-4-2 ولكن بلاعبين اثنين في مركز رقم 10 والمتمثلين في تلك الآونة في علي بن عربية ويوهان ميكو ثم لعبت بعد ذلك بمهاجمين بحيث يكون اللاعبان رقم 10 متموضعين كجناحين وليس في الوسط الهجومي وهذا النسق تمت محاكاته بعد ذلك . لكن عندما تدير فريقا في وضعية صعبة تكون مضطرا للتوجه إلى ماهو أساسي أي الحصول على نتائج وهنا يكون لزاما عليك مسايرة الوضع والتأقلم معه . المتخب : يعتبر نادي بوردو مشتلا للعديد من النجوم المغربية انطلاق من عبد اللسلام مرورا بابراهيم طاطوم وصولا إلى مراون الشماخ هل هو تقليد مغربي بهذا النادي وما هو سر النجاح اللاعب المغرب ببوردو . ايلي بوب : اللاعبون المغاربة يتألقون خارج بوردو لكن صحيح أن نادي بوردو أكثر الأندية الفرنسية إنجابا للاعبين الكبار .أكيد أن المدينة بها عائدات مغربية كثيرة في محيط النادي تتفاعل وتنسجم بشكل كبير مع تقليد النادي في التكوين والتأطير المتمثل في كثير من الانضباط والجدية في الممارسة كما أن بوردو يتميز بالعمل الجاد وبالاستقرار في إدارته التقنية كما في تركيبته البشرية عكس الأندية الأخرى التي تعيش على واقع تحولات أحيان كثيرة تكون غير مجدية وخاصية الاستقرار هاته هي ما يمنح لاعبين فرصة اكبر لتطوير مهاراتهم . المتخب: بوردوا اصبح مرتبطا بشكل كبير بمروان الشماخ. ما ذا عن هذا الاعب المغربي ايلي بوب: قيمة النادي مرتبطة أساسا بكل لاعب على حذا ولمروان مؤهلات كبيرة تبرز في النسق العام للنادي وبتظافر الجهود بين اللاعبين الذين يكمل بعضهم بعضا ويتجسد ذلك بشكل كبير في التواصل الحاصل بين كوركوف والشماخ. ترى جيدا أن اللاعبين يشتغلون بأعين مغمضة وبانسجام قل نظيره حيث يِؤدي كل لاعب دورا ما ويكون ناجحا فقط حينما ينجح في أداءه في انسجام مع محيطه و هاته هي الكيفية التي يجن أن نرى بها كرة القدم . مروان لاعب يحب التنقل في الميدان ذائب البحث عن الكرة في العمق ومتميز في الكرات العالية بالرأس ويرتب تنقلاته على أرضية الملعب بشكل دقيق وفي التوقيت المطلوب ونادرا ما يكون في وضعية تسلل . وعلى المستوى التقني تطور أداء الشماخ بشكل لافت في السنوات الأخيرة . وعلى المستوى الإنساني لدى مروان الشماخ ميول نحو الزعامة أو «الليدرشيب» وهو كثير الارتباط ببلاده وبمنتخب بلاده ولذلك تأثر بغياب المغرب عن كاسيي العالم وإفريقيا ويتكلم دائما بحسرة عن نتائج فريقه الوطني المتواضعة وأستشعر فيه إمكانية قيادة أسود الأطلس في الفترة المقبلة .